المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الحفاظ على سلامة الزوجة  
  
1090   10:01 صباحاً   التاريخ: 2023-12-12
المؤلف : الشيخ محمد جواد الطبسي
الكتاب أو المصدر : الزواج الموفّق
الجزء والصفحة : ص 117 ــ 124
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

إنّ من أهمّ وظائف الزّوج تجاه الزّوجة هو المحافظة الشديدة على سلامتها وصونها من الإنحراف والتفسّد الأخلاقي.

فالواجب عليه أن يحفظ ويحفظ أولاده وبناته من كل شيء يضربهم. فلا جزاف إن قلنا إنهّ بحكم الجندي الذي يحرس البلاد من تسلل أي انسان خائن يريد الإضرار بشعبه وأبناء بلده، وإليك هذه الطرق بنحو الإجمال:

1ـ الغيرة على أهله

بأنهّ يجب أن يكون الزوج غيوراً، لأنّ الغيرة من علائم الايمان في الرجل المؤمن.

قال إبن منظور في توضيح لغة الغيرة: الغيرة بالفتح، المصدر من قولك غار الرجل على أهله ... وهي الحمية والأنفة (1).

فمن إهتمام النبي بهذه المسألة للمحافظة على سلامة النساء، أطلق أسيراً من بين الاسارى ولم يقتله، فلمّا سئله عن ذلك أجابه النبي أن فيك صفات حسنة منها الغيرة الشديدة على حرمك.

فروي الباقر (عليه السلام) أنه أتى النبي باسارى فأمر بقتلهم وخلا رجل من بينهم.

فقال الرجل: كيف أطلقت عني؟

فقال: أخبرني جبرئيل عن الله أن فيك خمس خصال يحبها الله ورسوله، الغيرة الشديدة على حرمك والسخاء، وحسن الخلق وصدق اللسان والشجاعة.

فلما سمعها الرجل أسلم وحسن إسلامه وقاتل مع رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) حتى استشهد (2).

واهتمّ الائمة (عليهم السلام) بهذه المسألة تأسياً برسول الله، ومن شدة اهتمامهم أنهم فرضوا على الرجل بالتزام ثلاثة أوصاف في منزله. قال الصادق (عليه السلام): إنّ المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وإن لم يكن في طبعه ذلك، معاشرة جميلة وسعة بتقدير وغيرة بتحصين ... (3) ولكن على الزّوج أن يعرف موارد إعمال الغيرة حتى لا تكون النتيجة بعكس ما يريد.

 وهذا مّما أوصاه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ولده الحسن المجتبى (عليه السلام) قائلاً له: إياكّ والتغاير في غير موضع الغيرة فإنّ ذلك يدعو الصحبة منهنّ إلى السقم ولكن أحكم أمرهن، فإن رأيت عيباً فعجل على النكير على الصغير والكبير، بأن تعاتب منهم البرية فيعظم الذنب ويهون العتب (4).

فعلى المرأة أن تقدم الشكر إلى الله جل وعلا حيث جعل لها عيناً ومحافظاً ليحرسها ليلاً ونهاراً من كيد الأعداء، وكما ورد في الروايات والأحاديث الإسلامية، عليها أن تصبر على غيرة زوجها فإنّ رسول الله قال: جهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته (5).

2ـ ترك الرّهبانيّة

تعاهد بعض المسلمين في زمن الرسول (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) مع بعض بأن يجتهدوا في العبادة ليلا ونهاراً، ويتركوا الدنيا وزينتها، فمنهم من ترك الأهل والأولاد وأقبل يصوم نهاره ويصلي ليله كعثمان بن مظعون، ومنهم من ترك اللحم، ومنهم من فعل غير ذلك. فشكت زوجة أحدهم النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) حالته وتجنبه عن النساء وإليك نص الشكوى وموقف النبي: روى عن الصادق (عليه السلام) أنه: دخلت امرأة عثمان على عائشة وكانت امرأة جميلة، فقالت عائشة: مالي أراك متعطلة؟

فقالت: ولمن أتزيّن؟ فوالله ما قربني زوجي منذ كذا وكذا، فإنهّ قد ترهّب ولبس المسوح وزهد في الدنيا، فلما دخل رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) أخبرته عائشة بذلك، فخرج فنادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما بال أقوام يحرّمون على أنفسهم الطيبات، ألا إنّي أنام بالليل وأنكح، وأفطر بالنهار، فمن رغب عن سنتي فليس مني ... (6).

وعن عروة قال: دخلت خولة إبنة حكيم امرأة عثمان بن مظعون على عائشة وهي بادية الهيئة، فسألها ما شأنك؟

فقالت: زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، فدخل النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) على عائشة فذكرت ذلك له.

فلقى النبي عثمان فقال: يا عثمان إنّ الرّهبانيّة لم تكتب علينا، أفمالك فيّ أسوة حسنة، فوالله إنّ أخشاكم وأحفظكم لحدوده لأنا (7).

ويفهم من هذا الموقف تجاه هذه الفكرة، أنه لا يجوز للزوج أن يبتعد عن الزوجة بحجة الإلتزام بالشريعة الإسلامية، فالزّوج مسئول عن الحفاظ على الحياة الزوجية والالتزام بذلك من وظائفه. فلهذا أكد النبي في المسجد، أو حينما التقى بعثمان، أنه أحفظهم لحدود الشريعة وأخشاهم. إذاً فكل ما فعله عثمان هو ترك للسنة النبوية لا الإلتزام بذلك.

فلا شك ان هذه الفكرة تهيأ الأجواء لانحراف الزوجة، وانجذابها إلى شباك الشياطين، إذا بقي الزّوج مستمراً على هذه الحالة.

3ـ التزيين للزوجة

ومن الطرق المهمة لصيانة الزوجة، هو التهيئة والتزيين لها، لأنّه كما يحب أن تتزين له، فكذلك هي تحب أن ترى زوجها كما يريد.

قال الباقر (عليه السلام): النساء يحببن أن يرين الرجل في مثل ما يحب الرجل أن يرى فيه النساء من الزينة (8).

ولقد أشار الرضا (عليه السلام) إلى أن هذه الحالة من الزّوج مما يزيد في عفّة الزوّجة وتحصينها.

قال الحسن بن جهم: رأيت أبا الحسن ـ الثاني ـ (عليه السلام) إختضب، فقلت جعلت فداك إختضبت؟

فقال: نعم إنّ التهيئة مما يزيد في عفّة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك أزواجهنّ التهيئة. ثم قال: أيسرك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟

قال: لا.

قال: فهو ذاك. ثم قال: من أخلاق الأنبياء التنظّف والتطيّب وحلق الشعر (9).

تزيين الإمام الباقر (عليه السلام) لزوجته

روى الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن معاوية بن ميسرة، عن الحكم بن عتيبة، قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) وهو في بيت منجد وعليه قميص رطب وملحفة مصبوغة قد أثر الصبغ على عاتقه، فجعلت أنظر إلى البيت، وأنظر في هيئته، فقال لي: يا حكم وما تقول في هذا؟

فقلت: ما عسيت أن أقول وأنا أراه عليك. فأما عندنا فأنّما يفعله الشاب المرهق.

فقال: يا حكم من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده؟ فأما البيت الذي ترى فهو بيت المرأة، وأنا قريب العهد بالعرس، وبيتي الذي تعرف (10).

وفيه أيضاً بسنده عن الحسن الزيّات البصري قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) أنا وصاحب لي فإذا هو في بيت منجد، وعليه ملحفة وردية وقد حفّ ـ خفّف ـ (11). لحيته واكتحل، فسألنا عن مسائل، فلمّا قمنا قال لي: يا حسن. قلت: لبيك.

قال: إذا كان غداً فأتني أنت وصاحبك.

فقلت: نعم جعلت فداك، فلمّا كان من الغد دخلت عليه، وإذا هو في بيت ليس فيه إلاّ حصير، وإذا عليه قميص غليظ ثم أقبل على صاحبي فقال: يا أخا البصرة إنكّ دخلت علي أمس وأنا في بيت المرأة وكان أمس يومها والبيت بيتها والمتاع متاعها، فتزينت لي، على أن أتزين لها كما تزينت لي ... (12).

4ـ منعها من الجلوس في جمع الأصدقاء

ومن موارد التحصين أيضاً أن يمنع الزّوج زوجته من الجلوس في مجلس أصدقاءه إن دخلوا عليه في بيته، فلا شك إنّ هذا الجلوس يؤدي في النهاية إلى انحراف الزّوجة وهجرة الحياء منها. فلا كل من كان صديقاً للزوج كان أميناً ولا كل من دخل بيته حفظ عينه من المحارم. فكم من امرأة جلست في هذه المجالس وتحدثت معهم وضحكت بوجههم إلاّ ارتفع الحياء منها وأبدت زينتها، ثم امور اخرى والعياذ بالله !!

فلذلك أغلق النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) هذا الباب عليهنّ ومنعهنّ من الجلوس حفظاً عليهن، كما منع عائشة وحفصة من الجلوس في مجلس إبن ام مكتوم حينما دخل عليه.

 فقال لهما قوما فادخلا البيت، فقالتا: إنّه أعمى.

فقال: إن لم يكن يركما فإنّكما تريانه (13).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ لسان العرب، ج 10، ص 156.

2ـ مشكاة الأنوار، ص 237.

3ـ تحف العقول، ص 336.

4ـ وسائل الشيعة، ج 14، ص 175.

5ـ من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص 141.

6ـ بحار الأنوار، ج 70، ص 116.

7ـ كنز العمال، ج 16، ص 565.

8ـ مكارم الأخلاق، ص 80.

9ـ الكافي، ج 5، ص 567، مكارم الأخلاق، ص 79.

10ـ الكافي، ج 6، ص 446.

11ـ المصدر السابق، ج 6، ص 487، بسنده عن الحسن الزيات قال: رأيت أبا جعفر (عليه ‌السلام) قد خفف لحيته.

12ـ المصدر السابق، ص 448.

13ـ وسائل الشيعة، 14، ص 171. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.