المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



حقوق الزوجة على زوجها  
  
747   03:15 مساءً   التاريخ: 2024-06-06
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 89 ــ 93
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2018 1977
التاريخ: 25-8-2018 2374
التاريخ: 24-11-2017 2198
التاريخ: 2024-06-06 1051

للزوجة على زوجها حقوق منها ما هو واجب يترتب على التقصير بأدائه إثمُ وعقاب، ومنها ما هو مندوب ربما يترتب على تركه سوء المعاشرة، ويترتب على الإصرار على تركه ما يترتب على الإعراض عن السنة الشريفة، بل ربما صار هذا الإعراض من كبائر الذنوب، إذ لا صغيرة مع الإصرار.

وقد تنوع أسلوب الأخبار الواردة في بيان حقوق الزوجة، والحث على أدائها، فمنها: ما أجملت بيانه بعناوين عامة كالإكرام والرفق والإنفاق وحسن المعاشرة. ومنها: ما ورد فيه تفصيل للحقوق. ومنها: ما وعد بالأجر والمثوبة على أداء هذه الحقوق. ومنها: ما توعد بالمؤاخذة والعقاب. ومنها: ما ورد فيه ذكر للآثار الوضعية الدنيوية على أدائه.

فقد ذكر الإمام زين العابدين (عليه السلام) في رسالة الحقوق ما نصه: (وأما حق الزوجة: فأن تعلم أن الله - عز وجل - جعلها لك سكناً وأنساً، فتعلم أن ذلك نعمة من الله - عز وجل - عليك، فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرك، وتطعمها وتكسوها...) (1).

فالتعامل مع الزوجة باعتبارها نعمة من الله سبحانه يتطلب الرفق والإكرام والشكر على هذه النعمة عملاً لا قولاً فقط. ولكثرة حقوق زوجها عليها جعلها الشرع كالأسير. الأمر الذي يتطلب مضافاً للشكر العملي الرحمة بها والإنفاق عليها بما يليق بها.

وعن إكرام الزوجة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث (... ومن إتخذ زوجةً فليكرمها) (2).

وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان، أي أسيرات) (3).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في شأن النساء: (وأنهن أمانة الله عندكم، فلا تضاروهن ولا تعضلوهن) (4).

وعن الإحسان إليها قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ألا خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائِه) (5).

وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (ملعون ملعون من ضيع من يعول) (6).

وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (أخبرني أخي جبريل ولم يزل يوصني بالنساء، حتى ظننت أنه لا يحل لزوجها أن يقول أفّ) (7).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته، فإن الله - عز وجل - قد ملكه ناصيتها وجعله قيماً عليها) (8).

وأوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) ولده محمد بن الحنفية: (... فدارِها على كل حال، وأحسن الصحبة لها ليصفو عيشك) (9).

وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): (إن إبراهيم ـ عليه السلام ـ شكا إلى الله تعالى ما يلقى من سوء خلق سارة، فأوحى الله إليه: إنما مثل المرأة مثل الضلع المعوج، إن أقمته كسرته، وإن تركته إستمتعت به، إصبر عليها) (10).

وقد يفهم البعض من وصف المرأة بأنها (مثل الضلع المعوج) أن ذلك ذم للمرأة، لأن المتعارف من أن الوصف بالاعوجاج من أوصاف الذم. والحال أن الحديث الشريف لم يصفها بالاعوجاج وإنما شبهها بالضلع الذي خلق منحنياً ليؤدي بإنحنائه غرضاً لا يتحقق بدونه، فلو خلق الضلع مستقيماً لما لف الصدر وحافظ على ما احتواه من قلب ورئتين، ولما تحمل الضغوط، إذ أن المنحني أقوى من المستقيم.

وأما الإنفاق على الزوجة فالمقصود منه قيام الزوج بما تحتاج إليه الزوجة الدائمة لتقوّم حياتها كعادة أمثالها من أهل البلد. هذا ما أوجبته الشريعة للزوجة على زوجها وقد ذكر ذلك في الكتب الفقهية مفصلاً من حيث الشروط والموانع والمقادير والأنواع.

ومن المعلوم من أدلة التشريع أن الزوج ملزم بنفقة زوجته تبعاً لحال أمثالها، دون ملاحظة حال الزوج. وعليه فلا ينبغي للرجل أن يقدم على الزواج من امرأة من ذوي الثراء وهو معسر ما لم تسقط الزوجة حقها الكامل من النفقة اللائقة بأمثالها، وإلا كان لها حق الطلاق عند تقصيره أو قصوره عن أداء كامل نفقتها اللائقة بحالها.

ولكن من حسن الأدب أن لا تحمل الزوجة زوجها كامل نفقتها إذا كان معسراً. قال الإمام الصادق (عليه السلام): (من بركة المرأة: خفةُ مُؤنتها، وتيسير ولدها، ومن شؤمها: شدة مؤنتها وتعسير ولدها) (11).

وقال (عليه السلام) أيضاً في الإنفاق على الزوجة والعيال (اليد العليا خير من اليد السفلى، فابدأ بمن تعول) (12).

وقد وردت أحاديث كثيرة عن المعصومين (سلام الله عليهم) تبين ثواب وأجر المرأة على صبرها وقوة تحملها أعباء الحياة الزوجية وما تفرزه من مصاعب ومشاق وهي عادة ما تنشأ خلال سني الحياة الزوجية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ من لا يحضره الفقيه، 2 / 621.

2ـ مستدرك الوسائل، 1 / 412.

3ـ الصحاح، 6 / 2525.

4ـ مستدرك الوسائل، 14 / 325.

5ـ من لا يحضره الفقيه، 3 / 443.

6ـ المصدر السابق، 3 / 68.

7ـ مستدر ك الوسائل، 14 / 252.

8ـ من لا يحضره الفقيه، 3 / 443.

9ـ المصدر السابق، 3 / 556.

10ـ بحار الأنوار، 12 / 116.

11ـ المصدر السابق.

12ـ وسائل الشيعة، 21 / 542. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.