المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أجر المرأة الحامل
2024-11-22
استراتيجية التعلم بالاستقصاء (عمليات العلم)
2024-11-22
استراتيجية التعلم التعاوني
2024-11-22
الإمام علي (عليه السلام) وأهل الكتاب
2024-11-22
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20



العلاقة الزوجية مقدمة للحمل  
  
1912   02:22 مساءً   التاريخ: 3-2-2018
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص21-23
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-25 635
التاريخ: 21-3-2018 2099
التاريخ: 3-6-2020 2582
التاريخ: 12-7-2019 1670

ميزة الإسلام أنه لم يترك لحظة من لحظات الإنسان إلا دخلها وأعطى فيها رأياً شرعياً , ولم يعتبر أن هناك مرحلة لا يجوز التعرض لها من باب الحياء مثلاً , بل اعتبر كما اشتهر على الألسن أن لا حياء في الدين . لذلك نرى أن الإسلام تدخل حتى في العلاقة الحميمة بين الزوجين ووضع لها حدوداً فيما يُستحب فيها , أو يكره , أو يحرم , وهذا ما يُضفي عليها الطبيعة الإنسانية الإيمانية ويخرجها من طابعها الحيواني الصرف كعلاقة غرائزية شهوانية .

فيما نحن فيه وهو مسألة طلب الولد وضع الإسلام مستحبات ومكروهات اعتبرها سبباً أولياً في خروج ولد صالح يكفل له الله سبحانه وتعالى ان يكون بعيدا عن تدخلات الشيطان , فقد ورد عن أبي بصير أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال له: (إذا تزوج أحدكم كيف يصنع ؟ قال : قلت له : ما أدري جلعت فداك , قال : إذا هم بذلك فليصل ركعتين ويحمد الله ويقول : (اللهم إني أريد أن أتزوج , اللهم فاقدر لي من النساء أعفهن فرجا وأحفظهن لي في نفسها وفي مالي , وأوسعهن رزقا وأعظمهن بركة , واقدر لي منها ولدا طيبا تجعله خلفاً لي في حياتي وبعد موتي) , فإذا اُدخلت عليه فليضع يده على ناصيتها ويقول: (اللهم على كتابك تزوجتها , وفي أمانتك أخذتها , وبكلماتك استحللت فرجها فإن قضيت في رحمها شيئا فاجعله مسلماً سوياً , ولا تجعله شرك شيطان). قلت : وكيف يكون شرك شيطان؟ فقال : إن الرجل إذا دنا من المرأة وجلس مجلسه حضر الشيطان , فإن هو ذكر اسم الله تنحى الشيطان عنه وإن فعل ولم يسم أدخل الشيطان ذكره فكان العمل منهما جميعا والنطفة واحدة , قلت فبأي شيء يعرف جعلت فداك ؟ قال بحبنا وبغضنا)(1) .

من الحديث الطويل هذا نرى أن الشيطان يمكن أن يدخل في العملية الجنسية ويكون شريكا في الولد مما يؤدي لأن يكون الولد مكانا قابلا للانحراف خاصة إذا لم يتوفر له من يصونه ويحميه من خلال التأديب والتربية .

لكن المشكلة أننا عندما نصل الى هذه الأجواء الغريزية ننسى ذكر الله عز وجل , وإذا ما طلبت من أي إنسان أن يلتفت لهذه الأمور يقول لك : وهل أنا في جو يسمح لي بأن أدعو الله بهذه الأدعية وأتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأتلو البسملة؟ إنني أعيش في تلك اللحظة أجواء من الشهوانية تمنعني من التفكير بهذه المسائل. ولكن الصحيح أن ذكر الله سبحانه وتعالى يجب أن يكون في كل أحوالنا فلا يوجد مكان أو زمان بعيدٌ عن ذلك , والذي يذكر الله سبحانه وتعالى في هذه المواضع التي يكون الشيطان قادراً وقوياً يكون في منأى عن تسلط الشيطان عليه في الموارد الأخرى التي يكون فيها الشيطان أقل قوة لا تتوافر له أجواء مناسبة , وقد تحدث الله سبحانه وتعالى عن أولي الألباب فقال عنهم إنهم في حالة ذكر دائم لله عز وجل لا ينسونه ولا يغفلون عنه فقال:{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[آل عمران: 191] . وعليه فمن يوفق لأن يقوم بهذه المستحبات من صلاة ركعتين الى تلاوة البسملة الى الدعاء قبل إتيان زوجته الى أن يكون على وضوء ويأمر زوجته بالوضوء فإن الشيطان لن يكون له سبيل على الولد الذي سينتج عن هذه العلاقة , بمعنى أن يكون أبعد عن هذا التأُثير فإذا استكمل الموضوع بعملية تربوية سليمة وإسلامية فإن هذا الولد لا شك سيكون ولداً متدينا ومؤمناً ومفيداً لوالديه ومجتمعه وأمته .

ومن خلال ما تقدم يظهر لنا بكل وضوح أن عملية التربية للولد تبدأ من اللحظة الأولى التي تنعقد في نطفته , ويظهر لنا أيضا أن المعركة مع الشيطان تبدأ من تلك اللحظة .

_____________

1ـ وسائل الشيعة ج 14 ، ص 79 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.