أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-25
635
التاريخ: 21-3-2018
2099
التاريخ: 3-6-2020
2582
التاريخ: 12-7-2019
1670
|
ميزة الإسلام أنه لم يترك لحظة من لحظات الإنسان إلا دخلها وأعطى فيها رأياً شرعياً , ولم يعتبر أن هناك مرحلة لا يجوز التعرض لها من باب الحياء مثلاً , بل اعتبر كما اشتهر على الألسن أن لا حياء في الدين . لذلك نرى أن الإسلام تدخل حتى في العلاقة الحميمة بين الزوجين ووضع لها حدوداً فيما يُستحب فيها , أو يكره , أو يحرم , وهذا ما يُضفي عليها الطبيعة الإنسانية الإيمانية ويخرجها من طابعها الحيواني الصرف كعلاقة غرائزية شهوانية .
فيما نحن فيه وهو مسألة طلب الولد وضع الإسلام مستحبات ومكروهات اعتبرها سبباً أولياً في خروج ولد صالح يكفل له الله سبحانه وتعالى ان يكون بعيدا عن تدخلات الشيطان , فقد ورد عن أبي بصير أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال له: (إذا تزوج أحدكم كيف يصنع ؟ قال : قلت له : ما أدري جلعت فداك , قال : إذا هم بذلك فليصل ركعتين ويحمد الله ويقول : (اللهم إني أريد أن أتزوج , اللهم فاقدر لي من النساء أعفهن فرجا وأحفظهن لي في نفسها وفي مالي , وأوسعهن رزقا وأعظمهن بركة , واقدر لي منها ولدا طيبا تجعله خلفاً لي في حياتي وبعد موتي) , فإذا اُدخلت عليه فليضع يده على ناصيتها ويقول: (اللهم على كتابك تزوجتها , وفي أمانتك أخذتها , وبكلماتك استحللت فرجها فإن قضيت في رحمها شيئا فاجعله مسلماً سوياً , ولا تجعله شرك شيطان). قلت : وكيف يكون شرك شيطان؟ فقال : إن الرجل إذا دنا من المرأة وجلس مجلسه حضر الشيطان , فإن هو ذكر اسم الله تنحى الشيطان عنه وإن فعل ولم يسم أدخل الشيطان ذكره فكان العمل منهما جميعا والنطفة واحدة , قلت فبأي شيء يعرف جعلت فداك ؟ قال بحبنا وبغضنا)(1) .
من الحديث الطويل هذا نرى أن الشيطان يمكن أن يدخل في العملية الجنسية ويكون شريكا في الولد مما يؤدي لأن يكون الولد مكانا قابلا للانحراف خاصة إذا لم يتوفر له من يصونه ويحميه من خلال التأديب والتربية .
لكن المشكلة أننا عندما نصل الى هذه الأجواء الغريزية ننسى ذكر الله عز وجل , وإذا ما طلبت من أي إنسان أن يلتفت لهذه الأمور يقول لك : وهل أنا في جو يسمح لي بأن أدعو الله بهذه الأدعية وأتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأتلو البسملة؟ إنني أعيش في تلك اللحظة أجواء من الشهوانية تمنعني من التفكير بهذه المسائل. ولكن الصحيح أن ذكر الله سبحانه وتعالى يجب أن يكون في كل أحوالنا فلا يوجد مكان أو زمان بعيدٌ عن ذلك , والذي يذكر الله سبحانه وتعالى في هذه المواضع التي يكون الشيطان قادراً وقوياً يكون في منأى عن تسلط الشيطان عليه في الموارد الأخرى التي يكون فيها الشيطان أقل قوة لا تتوافر له أجواء مناسبة , وقد تحدث الله سبحانه وتعالى عن أولي الألباب فقال عنهم إنهم في حالة ذكر دائم لله عز وجل لا ينسونه ولا يغفلون عنه فقال:{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[آل عمران: 191] . وعليه فمن يوفق لأن يقوم بهذه المستحبات من صلاة ركعتين الى تلاوة البسملة الى الدعاء قبل إتيان زوجته الى أن يكون على وضوء ويأمر زوجته بالوضوء فإن الشيطان لن يكون له سبيل على الولد الذي سينتج عن هذه العلاقة , بمعنى أن يكون أبعد عن هذا التأُثير فإذا استكمل الموضوع بعملية تربوية سليمة وإسلامية فإن هذا الولد لا شك سيكون ولداً متدينا ومؤمناً ومفيداً لوالديه ومجتمعه وأمته .
ومن خلال ما تقدم يظهر لنا بكل وضوح أن عملية التربية للولد تبدأ من اللحظة الأولى التي تنعقد في نطفته , ويظهر لنا أيضا أن المعركة مع الشيطان تبدأ من تلك اللحظة .
_____________
1ـ وسائل الشيعة ج 14 ، ص 79 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|