أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-13
1205
التاريخ: 3-1-2021
2412
التاريخ: 2023-10-04
1061
التاريخ: 13-1-2016
2508
|
لن تجد شيئا يقيك الاحباط اليومي للحياة اكثر من أن تتمتع بروح الدعابة وخاصة القدرة على ان تسخر من نفسك ، وعندما تمتد علاقتك بشريكك على مدى فترة طويلة من الزمن فان شريكك يصل الى مرحلة يصبح فيها على معرفة بك تماما كما تعرف انت نفسك ، فتجده يعرف كل صفاتك ويتوقع اي سلوك غير سليم قد يصدر منك ، ويعرف أساليبك في التعامل مع الامور وهذا يعني انه لن يكون بإمكانك ان تخفي شخصيتك الحقيقية عن شريكك مهما حاولت .
واذا لم يكن بمقدورك ان تسخر من نفسك فهذا يعني ان علاقتك ستسير طويلا في طريق وعر وسوف تعاني في علاقتك وذلك لأنك سوف تشعر بل وربما تتصرف مع شريكك على انك في موقف دفاعي تدرأ عن نفسك كل ما يوجه اليك ؛ وذلك كلما ضايقك شريكك بالملاحظات او لاحظ عيوبك او صرح لك بهذه العيوب من آن لآخر. وهذا بدوره سوف يزيد من ضعفك ويلقي عليه الضوء جاعلا اياه يبدو بصورة اكبر بكثير. والاكثر من ذلك ان رد فعلك لتعليقات شريكك سوف يزيد من نقاط الخلاف بينكما والتي سيكون عليكما التعامل معها وبهذا تبدأ صغائر الامور في التحول الى كبائر.
واذا نظرت حولك الى العلاقات التي يسودها الحب والسعادة فستجد دائما ان كلا الشريكين في هذه العلاقة لديه القدرة على أن يسخر من نفسه ، وكل منهما لديه من الحكمة ما يجعله يجلس دون اكتراث عندما يبرز احد عيوبه . وهذا يخلق بيئة ، حيث لا يكون فيها للمضايقات والمزح العارضة اي اثر سلبي ، وحيث يشعر المرء بالأمان عندما يبدي ملاحظاته او اقتراحاته ، وبهذا تنمو العلاقة وتتعمق لان كلا الشريكين يشعر بالأمان والاحتفاظ بروح الدعابة يكون اثره اوضح ما يكون في تلك المناقشات بين الازواج التي يكون فيها ما من شانه ان يبعث على الغضب ؛ حيث تجد الموقف وقد خفت حدته وانطفأت جذوته. وعلى سبيل المثال حدث ذات مرة ونحن نقضي بعض الوقت مع زوجين اخرين عندما صدر من الزوجة تعليق حاد بعض الشيء تجاه زوجها وبالتحديد قالت هذه الزوجة لزوجها (انك تتكلم كثيرا) ، وما كان للزوج الا ان اتبع جوهر هذه الاستراتيجية حيث صدرت منه نهنهة بسيطة وقال بكل لطف (انك على صواب فلا شك انني استطيع السيطرة على حوار) وهكذا استطاع هذا الزوج احتواء الموقف قبل ان يتفاقم ليس فقط بسبب كلماته وانما ايضا بسبب قدرته على ان يرى بذرة من الحقيقة في كلام زوجته وقدرته على الاحتفاظ بتواضعه واستعداده لان يسخر من نفسه. وفي الغالب عندما تحتفظ بروح الدعابة وتستمر على تواضعك فسوف يشعر شريكك عندما يقسو عليك في كلامه وبالتالي يسرع الى الاعتذار لك عما بدر من تعليقات ، وحتى اذا لم يحدث هذا فهذا ليس مهما لان الامر لم يكلفك كثيرا .
وكم راينا خلال سنين عمرنا المئات من المحادثات التي تزيد حدتها بشكل سلبي لا لشيء الا لان الشريك المستمع الى هذا التعليق غير المواتي قد اتخذ موقف الدفاع واخذ الامور بجدية بدلا من ان يلتزم روح الدعابة . وهكذا يجره عجزه عن الاحتفاظ بروح الدعابة الى الرد على هذه التعليقات او الجدال او حتى المشاجرة .
وعندما يأخذ شخص ما الامور بجدية فيمكنك ان تستشعر هذا حتى لو حاول هو ان يخفي هذا ؛ حيث تتغير حالته المزاجية واسلوبه في الكلام ونبرة صوته بل واشارته . وليس هناك الا طريقة واحدة لهذا : فبدون روح الدعابة سينتهي الامر بك بالمعاناة .
تذكر دائما انه كلما كنت رائعا رغب شريكك في قضاء وقت طويل معك ، واذا ما صدر منه اي تعليق غير موات لك فقد يكون فيما يقول بذرة من الحقيقة : وحتى ان جانبه الصواب تماما فيما يقول فمن مصلحتك ألا تشغل بالك بالأمر وان تقابله بالضح . وعندما تسخر من نفسك ولا تأخذ الامور بجدية فسيصبح من السهل جدا ان تتعامل مع شريكك ، ولن يشعر شريكك كما لو كان يسير على (قشر بيض) وهو يحرص على ارضائك وعدم مضايقتك . وفي نهاية الامر سيغلب على علاقتكما الحب وتغمره المتعة لا لشيء الا لأنك قد استطعت ان تخلق بيئة امنة وممتعة .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|