أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-24
1038
التاريخ: 5-10-2016
1636
التاريخ: 2023-03-02
2461
التاريخ: 5-10-2016
2020
|
النقطة المقابلة لحسن الخلق في واقع الإنسان وسلوكه الأخلاقي هي (سوء الخلق) حيث يمكن أن يفسّر على مستوى الخشونة والحدّة وسوء الكلام.
الأشخاص الذين يعيشون سوء الخلق مع الناس هم بمثابة بلاء عظيم على أنفسهم واسرتهم ومجتمعهم الذي يعيشون فيه.
إنّ سوء الخلق من أهم عوامل إيجاد الكراهية والتنفّر والتفرّق بين أفراد المجتمع ، والأشخاص الذين يعيشون الابتلاء بهذه الحالة السيئة ، فإنّهم غالباً ما يعيشون الانزواء في المجتمع حيث يبتعد الناس عنهم ويتجنّبون معاشرتهم ، وحتى لو اجبروا على معاشرتهم بسبب بعض الواجبات الاجتماعية أو بسبب مقامهم ومكانتهم الاجتماعية فإنّهم يشعرون بالنفور منهم في قلوبهم ويجدون في أنفسهم الرغبة في الابتعاد عنهم مهما أمكنهم ذلك.
وعند ما يتوفّر هذا الخلق السيء والمرض النفسي لدى علماء الدين ورجال المذهب ، فإنّ ذلك يمثّل خطراً كبيراً على الدين والمجتمع ويتسبب في سوء ظن الناس بأساس الدين وفرارهم من التعاليم والإرشادات الدينية وهذا بحدّ ذاته ذنب عظيم جدّاً لا يمكن جبرانه.
ولهذا السبب ورد في الروايات تعبيرات شديدة تتحدّث عن سوء الخلق وأحياناً نقرأ فيها كلمات مذهلة ومخيفة عن النتائج الوخيمة والآثار السلبية لهذا المرض الأخلاقي ، ومن ذلك نقرأ ما ورد في بعض هذه الروايات :
1 ـ جاء في الحديث الشريف عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) : «إيّاكُم وَسُوءَ الخُلقِ فإَنَّ سُوءَ الخُلقِ فِي النَّارِ لا مَحَالَةَ» ([1]).
2 ـ وفي حديث آخر ـ عبرّ عنه بأنّه لا توبة لصاحب الخلق السيء ـ وعنه (صلى الله عليه وآله) قال : «أَبى اللهُ لِصاحِبِ الخُلقِ السَّيء بِالتَّوبَةِ»
قيل : وكيف يا رسول الله؟
قال : «لأنّهُ إذا تابَ مِنْ ذَنبٍ وَقَعَ فِي أَعْظَمَ مِنَ الذَّنبِ الَّذِي تابَ مِنهُ» ([2]).
ويمكن أن يكون المقصود من هذا الحديث الشريف أنّ الشخص السيء الخلق عند ما يتوب في مورد من الموارد ويقلع عن بعض الممارسات الأخلاقية ، فإنّ ذلك من شأنه أن يوقعه فيما هو أسوأ من ذلك ، لأنّ جذور هذا المرض لا زالت موجودةً في أعماق نفسه ممّا يزيد في عقدته النفسيّة ، ولهذا السبب فإنّه لا يوفّق للتوبة الكاملة إلّا بالإقلاع عن هذه الرذيلة الأخلاقية واجتثاث جذور من واقعه النفسي وباطنه المعنوي.
3 ـ وجاء عن الإمام علي (عليه السلام) في تقريره لحالة سوء الخلق أنّ : «أشَدُّ المَصائِبِ سُوءُ الخُلقِ» ([3]).
وهل هناك مصيبة أعظم من أن يكون الإنسان منزوياً ومعزولاً في مجتمعه وبين أرحامه ومعارفه ويقطع الصلة بينه وبين الخلق والخالق على السواء.
4 ـ ونقرأ في الرواية الواردة عن هذا الإمام العظيم أنّه قال : «لا وَحشَةَ أَوحَشُ مِنْ سُوء الخُلقِ» ([4]).
ودليل ذلك واضح وهو أنّ الإنسان السيء الخلق يغرق في الوحدة الموحشة ويعيش وحيداً منقطعاً عن الآخرين ، ولهذا السبب ورد في حديث آخر أنّه قال : «لا عَيشَ لِسَّيِّء الخُلقِ» ([5]).
لأنّه يعيش دائماً حالة الضجر والتعب في نفسه ويودّي أيضاً إلى تعب المعاشرين له.
6 ـ وشبيه هذه الرواية مع اختلاف يسير ما ورد في الحديث الشريف عن الإمام أمير المؤمنين أيضاً أنّه قال : «لا سُؤدَدَ لِسَّيِّءِ الخُلقِ» ([6]).
فالإنسان السيء الخلق لا يكون كبيراً في مجتمعه ودليل ذلك واضح أيضاً ، لأنّ من أول شروط تحصيل المكانة الاجتماعية والسيادة والعزّة لدى الأهل والعشيرة هو التعامل الأخلاقي الحسن مع الآخرين ومراعاة الأدب واللّيونة واللطافة ، فمن افتقد رأس المال هذا فإنّه لا يصل إلى ذلك المقام.
7 ـ وورد عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً قوله : «المُؤمِنُ لَيِّنُ الأرِيكَةَ، سَهلُ الخَلِيقَةَ ، والكَافِرُ شَرِسُ الخَلِيقَةَ سَيِّءُ الطَّرِيقَةَ» ([7]).
|
|
دون أهمية غذائية.. هذا ما تفعله المشروبات السكرية بالصحة
|
|
|
|
|
المنظمة العربية للطاقة تحذر من خطر.. وهذه الدولة تتميز بجودة نفطها
|
|
|
|
|
فعاليات مهرجان العقيلة تشهد تقديم محاضرة حول سيرة السيدة زينب (عليها السلام) ومواقفها
|
|
|