الإنترنت والتسويق

إن التسويق عبر الإنترنت يختلف عن المفهوم التقليدي للتسويق. فالإنترنت لا تمتلكها شركة معينة، وهي شبكة مفتوحة وليست مغلقة، وهي وسيلة تفاعلية تؤمن الاتصالات التفاعلية المباشرة باتجاهين ما بين الشركات والعملاء وما بين العملاء وعملاء آخرين وبين الشركات كذلك. كما أن المستخدمين للإنترنت يعتبروا شركاء فاعلين في العملية الاتصالية وليسوا متلقين كما هو الحال في وسائل الاتصال الجماهيرية. إن قدرة المستخدمين على المشاركة الكاملة في عمليات الاتصال تصنع قواعد جديدة للتسويق. فالتنافس لجذب العملاء شديد جداً، ومن السهل على العملاء التنقل بسرعة من موقع لآخر. مما يحتم على الشركات تطوير نفسها ومواقعها باستمرار لكسب العملاء .

لقد جعلت الإنترنت المسوقين يعيدون النظر بشكل جوهري في الرسالة الأساسية للتسويق والكيفية التي تنفذ فيها هذه الرسالة. في السابق كانت العملية تبدأ بالمسوقين وتنتهي بهم، حيث كانوا يسيطرون على زمام الأمور، أما في عصر الإنترنت، فقد بدأت الأمور تتحول تدريجياً إلى أيدي العملاء الذين يحددون المعلومات التي يريدونها والعروض التي توفرها لهم وبالأسعار التي تناسبهم. ولذلك صار على المسوّق مسؤولية أكبر في إشباع الحاجات القائمة والمستقبلية للعملاء بسرعة وكفاءة وفعالية.

يقول العلاق ⁽¹⁾ أن التسويق عبر الإنترنت يقوم بالوظائف التالية :

 أولاً: الاتصال، حيث تستخدم العديد من الشركات الإنترنت للتواصل مع عملائها القائمين والمحتملين. وتستخدم خدمات البريد الإلكتروني e-mail و Usenet للمناقشات بين مجموعة من المستخدمين حول موضوع معين، والدردشة Chatting وغيرها لأغراض الاتصال .

ثانياً: البيع، توفر الإنترنت فرصاً ذهبية للشركات لتسويق منتجاتها وخدماتها وبيعها عبر الشبكة. وقد شهدت الشركات التي تبيع منتجاتها عبر الإنترنت مثل (Amazon) التي تبيع الكتب والدوريات نمواً هائلاً في مبيعاتها أكبر مما كان متوقعاً.

ثالثاً: توفير المحتوى، حيث تقدم الإنترنت المنتج الفعلي نفسه actual product وخاصة في حالة المعلومات التي لا ترتبط بأي منتج مادي وذلك من خلال الدخول والتجول في المواقع التي تضم هذه المعلومات. كما أن مواقع مثل Yahoo تقدم بوابات أو معابر إلى مواقع مختلفة تضم المعلومات المطلوبة. يقول البعض أن التسويق هو التسويق بغض النظر عن الوسيلة، ولكن التسويق عبر الإنترنت مختلف، حيث له خصائص وإمكانات مختلفة أهمها:

- السرعة، حيث تتدفق المعلومات من وإلى الإنترنت بسرعة فائقة.

- التغيير الدائم، فالإنترنت اليوم هي غير إنترنت أمس.

- أدوات جديدة تتطور بسرعة سواء من الأجهزة أو البرمجيات التي تأتي من مصادر غير تقليدية.

- مستثمرون جدد (خدمات تجارية) ينضمون إلى الشبكة من مختلف أنحاء العالم.

- يمكن لأي شخص أن يكون ناشراً، أي أن يكون له موقع وبتكلفة معقولة.

ويمكن استخدام الإنترنت في مجالات عديدة من برامج التسويق أهمها:

ـ العلاقات العامة من خلال النشرات الإعلامية وغيرها.

- بحوث التسويق واستطلاعات رأي الزبائن والتغذية الراجعة.

ـ الأسواق الإلكترونية والبيع المباشر.

التسويق الإلكتروني :

إن الأعمال الإلكترونية والأعمال التقليدية يتقاسمان نفس الموارد الاقتصادية المحدودة والمتاحة، وهما يتنافسان على هذه الموارد وعلى البنى التحتية والبنى الفوقية على مستوى الاقتصاد المحلي والعالمي.

وقد أصبح الإنترنت من الوسائل المهمة لممارسة الأعمال وممارسة الأنشطة التسويقية، إذ أن أعداد مستخدمي هذه الشبكة أصبحوا بمئات الملايين، ومن جميع دول العالم، ومن كل المستويات، ومن مختلف الفئات العمرية وشتى المستويات الثقافية ومن كلا الجنسين (ذكوراً وإناثاً). وهذه الأهمية التسويقية المتزايدة لشبكة الإنترنت لم - تغفلها الشركات التجارية المختلفة التي تمارس أعمالها على المستوى المحلي أو المستوى الإقليمي أو المستوى الدولي أو المستوى العالمي، وقد بذلت هذه المنظمات التجارية جهوداً كبيرة للتسويق عبر الإنترنت، وقد أصبحت نفقات الحملات الإعلانية (على سبيل المثال) للمنظمات التجارية عبر الإنترنت تقدر بالمليارات.

إن ما يشجع منظمات الأعمال على إنفاق الملايين والمليارات على حملاتها التسويقية عبر الإنترنت هو ليس فقط قدرة هذه الشبكة على الوصول إلى قطاع واسع جداً من المشترين والمستهلكين، وإنما النمو المتسارع لهذه الشبكة وانتشارها، وهي فاقت في سرعة نموها جميع وسائل الاتصال الأخرى، على سبيل المثال فإن عدد مستخدمي هذه الشبكة قد وصل إلى 50 مليون مستخدم خلال السنوات الأربع الأولى لانطلاقها، بينما لم يصل مستخدمو الراديو إلى العدد نفسه إلا بعد حوالي 38 عاماً. إن هذه الحقائق تشير إلى النمو الكبير والتنامي المتسارع لهذه الشبكة عبر أرجاء العالم، وهذا التنامي يخدم المصالح والاهتمامات والحاجات التسويقية لمنظمات الأعمال التجارية، إذ أن أهمية القناة التسويقية تزداد وتتضاعف كلما زاد عدد الأسواق التي تتمكن من الوصول إليها⁽²⁾.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) العلاق، بشير ، تطبيقات الإنترنت في الحاسوب، ص (22-21) .

(2) يوسف أحمد ، أبو فارة ، التسويق الإلكتروني، ص (14-17).