المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18039 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



فطنة مؤمن ال فرعون حزقيل  
  
44   11:21 صباحاً   التاريخ: 2024-12-25
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 6 ص409-411.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

فطنة مؤمن ال فرعون حزقيل

قال تعالى : {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} [غافر: 45].

قال أبو عبد اللّه عليه السّلام ، في قول اللّه عزّ وجلّ : {فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا }: « أما لقد سلطوا عليه وقتلوه ، ولكن أتدرون ما وقاه ؟ وقاه أن يفتنوه في دينه » « 1 ».

وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « واللّه لقد قطعوه إربا إربا ، ولكن وقاه أن يفتنوه في دينه » « 2 ».

وقال أبو محمد الحسن العسكري عليه السّلام : « قال بعض المخالفين بحضرة الصادق عليه السّلام لرجل من الشيعة : ما تقول في العشرة من الصحابة ؟ قال :

أقول فيهم الخير الجميل الذي يحط اللّه به سيئاتي ويرفع به درجاتي . قال السائل : الحمد للّه على ما أنقذني من بغضك ، كنت أظنّك رافضيا تبغض الصّحابة ! فقال الرجل : ألا من أبغض واحدا من الصّحابة فعليه لعنة اللّه ، قال : لعلّك تتأوّل ما تقول في من أبغض العشرة من الصحابة ؟ فقال : من أبغض العشرة من الصحابة فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين . فوثب فقبّل رأسه ، وقال : اجعلني في حلّ مما قذفتك به من الرفض قبل اليوم ، قال : أنت في حلّ وأنت أخي . ثم انصرف السائل ، وقال له الصادق عليه السّلام : جوّدت ، للّه درك ، لقد عجبت الملائكة في السماوات من حسن توريتك ، وتلفظك بما خلّصك اللّه ، ولم تثلم دينك ، وزاد اللّه في مخالفينا غمّا إلى غم ، وحجب عنهم مراد منتحلي مودتنا في أنفسهم.

فقال بعض أصحاب الصادق عليه السّلام : يا بن رسول اللّه ، ما عقلنا من كلام هذا إلا موافقة صاحبنا لهذا المتعنّت الناصب ، فقال الصادق عليه السّلام : لئن كنتم لم تفهموا ما عنى فقد فهمناه نحن ، وقد شكره اللّه له ، إن الموالى لأوليائنا ، المعادي لأعدائنا إذا ابتلاه اللّه بمن يمتحنه من مخالفيه وفّقه لجواب يسلم معه دينه وعرضه ، ويعصمه اللّه بالتقيّة ، إن صاحبكم هذا قال : من عاب واحدا منهم ، فعليه لعنة اللّه ، أي من عاب واحدا منهم هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام ، وقال في الثانية : من عابهم أو شتمهم فعليه لعنة اللّه ، وقد صدق ، لأنّ من عابهم فقد عاب عليّا عليه السّلام لأنّه أحدهم ، فإذا لم يعب عليا عليه السّلام ولم يذمه ، فلم يعبهم ، وإنما عاب بعضهم.

ولقد كان لحزقيل المؤمن مع قوم فرعون الذين وشوا به إلى فرعون مثل هذه التورية . كان حزقيل يدعوهم إلى توحيد اللّه ونبوّة موسى ، وتفضيل محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على جميع رسل اللّه وخلقه ، وتفضيل علي بن أبي طالب عليه السّلام والخيار من الأئمة على سائر أوصياء النبيين وإلى البراءة من ربوبية فرعون ، فوشى به الواشون إلى فرعون ، وقالوا : إنه ابن عمي ، وخليفتي على مملكتي ، وولي عهدي ، إن فعل ما قلتم فقد استحق العذاب على كفره لنعمتي ، وإن كنتم كاذبين فقد أستحققتم أشد العذاب لإيثاركم الدخول في مساءته .

فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه ، وقالوا : أنت تجحد ربوبية فرعون الملك وتكفر نعماءه ، فقال حزقيل : أيها الملك ، هل جربت عليّ كذبا قط ؟

قال : لا ، قال : فسلهم من ربهم ؟ قالوا : فرعون . قال : ومن خالقكم ؟ قالوا :

فرعون هذا . قال : ومن رازقكم ، الكافل لمعايشكم ، والدافع عنكم مكارهكم ؟ قالوا : فرعون هذا . قال حزقيل : أيها الملك فأشهدك ومن حضرك أن ربّهم هو ربي ، وخالقهم هو خالقي ، ورازقهم هو رازقي ، ومصلح معايشهم هو مصلح معايشي ، لا رب لي ولا خالق ولا رازق غير ربهم وخالقهم ورازقهم ، وأشهدك ومن حضرك أن كل رب وخالق ورازق سوى ربهم وخالقهم ورازقهم فأنا بريء منه ومن ربوبيته ، وكافر بإلهيته.

يقول حزقيل هذا وهو يعني أن ربهم هو اللّه ربي ، ولم يقل : إن الذي قالوا هم إنه ربهم هو ربي ، وخفي هذا المعنى على فرعون ربي وخالقي ورازقي ، وقال لهم : يا رجال السوء ، ويا طلاب الفساد في ملكي ، ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمي وعضدي ، أنتم المستحقون لعذابي ، لإرادتكم فساد أمري ، وإهلاك ابن عمي ، والفتّ في عضدي . ثم أمر بالأوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتد ، وفي صدره وتد ، وأمر أصحاب أمشاط الحديد فشقّوا بها لحومهم من أبدانهم ، فذلك ما قال اللّه تعالى : {فَوَقاهُ اللَّهُ يعني حزقيل سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا} لما وشوا به إلى فرعون ليهلكوه {وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ} وهم الذين وشوا بحزقيل إليه ، لما أوتد فيهم الأوتاد ، ومشط من أبدانهم لحومهم بالأمشاط » « 1 ».

____________

( 1 ) الكافي : ج 2 ، ص 171 ، ح 1 .

( 2 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 258 .

------------------------------




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .