أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2015
4795
التاريخ: 1-10-2014
4848
التاريخ: 17-12-2015
5139
التاريخ: 11-7-2022
1315
|
لا ينبغي الغفلة عن نكتة هاهنا . وهي أنّ الكلام الإلهي لا يصدر منه على المنوال الذي يصدر عن الانسان من خروج الصوت من الحنجرة واعتماده على مجرى الحلق ، وإن كان كلامه تعالى مسموعاً للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومركباً من ألفاظ وكلمات وجملٍ حسب ما هو المتعارف بيننا كما نشاهده في القرآن .
وقد أجاد العلامة الطباطبائي في بيان ذلك ؛ حيث قال بعد بحث في ذلك : فالكلام لا يصدر منه تعالى على حدّ ما يصدر الكلام منا ؛ أعني بنحو خروج الصوت من الحنجرة واعتماده على مقاطع النفس من الفم ، المنضمّة اليه الدلالة الاعتبارية الوضعية . فإنه تعالى أجل شأناً وأنزه ساحةً أن يتجهز بالتجهيزات الجسمانية ، أو يستكمل بالدعاوي الوهمية الاعتبارية ، وقد قال تعالى : { ليس كمثله شيء } [ الشورى : 11] .
لكنه سبحانه فيما مرّ من قوله : {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } [الشورى : 51] يثبت لشأنه وفعله المذكور حقيقة التكليم ، وإن نفي عنه المعنى العادي المعهود بين الناس . فالكلام بحدِّه الاعتباري المعهود مسلوب عن الكلام الالهي ، لكنه بخواصه وآثاره ثابت له ...
فقد ظهر أنّ ما يكشف به الله سبحانه عن معنى مقصود إفهامه للنبي كلام حقيقة ، وهو سبحانه وإن بيّن لنا إجمالاً أنّه كلام حقيقة على غير الصفة التي نعدها من الكلام الذي نستعمله ، لكنه تعالى لم يبيّن لنا ولا نحن تنبهنا من كلامه أن هذا الذي يسميه كلاماً يكلم به إنبياءه ما حقيقته ؟ وكيف يتحقق ؟ غير أنه على أيّ حال لا يسلب عنه خواص الكلام المعهود عندنا ويثبت عليه آثاره وهي تفهيم المعاني المقصودة وإلقائها في ذهن السامع " (1) .
_________________________
1. تفسير الميزان : ج2 ، ص 315-316 .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|