الاندماج المصرفي وحالته في الدول العربية (مـفهـوم الانـدماج المـصرفي واهـدافـه) |
62
05:48 مساءً
التاريخ: 2024-12-25
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2021
2115
التاريخ: 20-1-2023
1590
التاريخ: 2024-12-11
158
التاريخ: 2024-12-09
178
|
المبحث الرابع
الاندماج المصرفي وحالته في الدول العربية
تعتبر البنوك عصب الاقتصاد وقلبه النابض لما تقوم به من وظائف أساسية تعمل على تنشيط العمليات الإنتاجية، ويعتبر تطور الجهاز المصرفي معياراً لأي تنمية اقتصادية لما يؤديه من دور هام في رفع كفاءة الاقتصاد وتوفير التمويل الضروري لكل القطاعات للقيام بنشاطاتها على أكمل وجه.
إن تطور الأنظمة المالية والمصرفية خلال العقدين الماضيين من القرن العشرين قد شهدت تغيرات جذرية فأصبحت المنافسة العالمية بين المؤسسات المالية والمصرفية واقعاً لا يمكن تجاهله في ظل التقدم التكنولوجي الكبير والاتجاه نحو العولمة.
إن كل هذه التطورات الدولية الجديدة قد تبين عنها وجود ضعف على مستوى الأجهزة المصرفية لما تعانيه من كثرة القيود وصعوبة الحركة وصغر حجم وحداته المصرفية وضعف هياكله التمويلية والمالية بوجه عام، وبالتالي فكل هذه الأوضاع تستوجب تكوين كيانات مصرفية عملاقة وقوية قادرة على المنافسة وغزو الأسواق والقضاء على ظاهرة التعثر المصرفي.
ومن هنا اتجهت المصارف إلى الاندماج مع بعضها البعض لتكون مناخ أكثر تنافسية ومقدرة على مواجهة متطلبات المرحلة القادمة وذلك كبديل للإفلاس أو الفناء، وعلى هذا الأساس تبدو أهمية الاندماج المصرفي باعتباره وسيلة لإحياء وإنعاش النظام المصرفي .
إلى جانب ذلك إن الاندماج المصرفي كان نتيجة حتمية لاتفاقية تحرير الخدمات المصرفية التي زادت من حدة المنافسة في السوق المصرفية العالمية، وكذا الالتزام بمعيار لجنة بازل لكفاية رأس المال بما لا يقل عن 8% من قيمة الالتزامات المصرفية لأي بنك أخذاً بعين الاعتبار الأصول الخطرة وهو السبب الرئيسي الذي دفع الكثير من البنوك الصغيرة على الاندماج المصرفي مع بعضها البعض لتحقيق الأهداف السالفة الذكر. إضافة لما ذكر فإن موضوع الاندماج المصرفي يعتبر واحد من الموضوعات التي حظيت باهتمام كبير من طرف المؤسسات المصرفية بصفة عامة، ومن طرف المحللين الماليين بصفة خاصة في ترشيد قرارات الاندماج لتجنب حدوث أزمات مالية تأثر على الجهاز المصرفي وعلى الاقتصاد ككل، وعليه سنسعى في هذا الصدد إلى التطرق إلى الاندماج المصرفي من خلال النقاط التالية :
- مفهوم الاندماج المصرفي وأنواعه.
ـ دوافع الاندماج وآثاره الإيجابية والسلبية.
المطلب الأول - مفهوم الاندماج المصرفي وأنواعه
أولا - مفهوم الاندماج المصرفي
يعتبر الاندماج المصرفي ظاهرة اقتصادية مركبة ذات أبعاد متعددة وواقع لا يمكن تجاهله في ظل ترسخ العولمة، إذ أصبح من الضروري اندماج البنوك لتكوين كيانات مصرفية عملاقة قوية قادرة على التواجد والاستمرارية مما يمكنها من زيادة قدراتها التنافسية وتقديم خدمات مصرفية بكفاءة أكبر وبأقل تكلفة. وعليه فقد عرف الاندماج المصرفي على أنه " اتفاق يؤدي إلى اتحاد بنكين أو أكثر وجمعهما في كيان مصرفي ، واحد، بحيث يكون الكيان الجديد ذو قدرة أعلى وفعالية أكبر على تحقيق أهداف كان لا يمكن أن تتحقق قبل إتمام عملية تكوين الكيان المصرفي الجديد" .
كما عرف البعض الاندماج المصرفي على أنه " تلك العملية التي تؤدي إلى الاستحواذ على بنك أو أكثر بواسطة مؤسسة مالية أو مصرفية أخرى بحيث يتخلى البنك المندمج عادة عن استقلاليته ويدخل في البنك الدامج ليشكلا معاً مصرفاً واحداً".
في حين اعتبره البعض على أنه "إحدى الوسائل الهامة لتحقيق مفهوم البنك الشامل وتكوين كيانات مصرفية عملاقة، لذا يكتسب الاندماج المصرفي أهمية متزايدة وخاصة في ظل توجه العالم نحو عصر التكتلات الاقتصادية الكبيرة، ففي الوقت الذي تتكامل فيه التكتلات العالمية وتتشابك فيه المصالح، وتتلاشى فيه الحواجز والقيود في وجه أسواق موسعة كان لا بد من تكوين مؤسسات عملاقة تواكب العصر في سوق مصرفية عالمية شبه موحدة" .
من خلال التعريفات السابقة يتضح أن الاندماج المصرفي هو العملية التي تتم بواسطتها إيجاد تجمع مصرفي جديد قائم على مكتسبات البنوك الداخلة في هذه العملية بهدف تعظيمها ومنح البنك قدرة أكبر على مواجهة المتغيرات، وقد تأخذ عملية الاندماج المصرفي شكل إرادي أو قسري.
ومن هذا المنطلق فإن للاندماج المصرفي ( البنكي) عدة أهداف نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يلي :
1. المزيد من الثقة والطمأنينة والأمان لدى جمهور العملاء والمتعاملين ويحقق ذلك تقديم الخدمات المصرفية بأقل تكلفة ممكنة وبأعلى جودة.
2 . إنشاء وضع مصرفي تنافسي أفضل للكيان المصرفي الجديد تزداد فيه القدرة التنافسية للبنك الجديد وخلق فرص استثمار أكثر عائداً وأقل مخاطرة .
3 . إحلال إدارة جديدة أكثر خبرة تؤدي وظائف البنك بدرجة أعلى كفاءة، وبالتالي تكسب المصرف الجديد شخصية أكثر نضجاُ وأكثر فعالية من جانب العاملين بعد دمج الكفاءات الموجودة في البنوك السابقة.
4 . الاندماج والمزج بين المؤسسات المصرفية سوف يؤدي إلى توفير رؤوس أموال ضخمة ، زيادة القدرة على تحمل المخاطرة الناتجة عن الودائع والقروض المقدمة، تحسن مستوى اليد العاملة نتيجة توفر الخبرة والتدريب الجيد ، إمكانية الاتصال والتواصل بشكل أفضل وأسرع بفضل شبكة الانترنيت.
بالإضافة إلى الأهداف السابقة الذكر التي تسعى البنوك المندمجة تحقيقها، هناك أيضاً دوافع داخلية وخارجية وراء هذا الاندماج ومن بينها ما يلي:
أ- مواجهة مخاطر العولمة والتغيرات في الأسواق العالمية .
ب ـ متطلبات اتفاقية تحرير تجارة الخدمات المالية .
ج ـ سلامة الجهاز المصرفي .
د ـ تحقيق اقتصاديات النطاق وهذا ما يسمى بالدمج الأفقي .
هـ ـ تحقيق اقتصاديات الحجم والمتمثلة في تحقيق وفرات ناتجة عن انخفاض متوسط تكلفة الوحدة نتيجة التوسع في حجم الأعمال أو ما يعرف بالدمج الرأسي.
وـ التقدم التكنولوجي بات يشكل منذ بداية تسعينيات القرن الماضي أحد دعائم الوجود والارتباط في الأسواق المالية والعالمية والقدرة على الاستمرارية والمنافسة.
ز ـ دوافع متعلقة بتعظيم القيمة، يتوقع أن تؤدي عمليات الدمج أو الاستحواذ إلى تحقيق مصالح المساهمين من خلال زيادة الأرباح المستقبلية المتوقعة سواء من خلال خفض التكاليف أو زيادة الإيرادات.
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|