أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-4-2019
![]()
التاريخ: 16-4-2021
![]()
التاريخ: 20-8-2020
![]()
التاريخ: 2023-03-26
![]() |
بعد فتح سمرقند قام جنكيز خان بتقسيم جيشه مرة أخرى إلى عدة فرق، كلف كلاً منها بإخضاع بعض مما تبقى من ولايات المملكة الخوارزمشاهية. فوضع ثلاثة تومانات (ثلاثين ألف جندي) تحت قيادة جبه نويان (1) وسبتاي بهادر وتُغاجار (2) وكلفهم بتعقب خوارزمشاه وأمرهم ألا يتوقفوا في الطريق حتى يلقوا القبض على خوارزمشاه وألا يتعرضوا للبلاد التي يمرون بها؛ وإذا وجدوا ألا طاقة لهم بمقاومته أن يتوقفوا ويبلغوا جنكيز خان. وأرسل ولديه جغتاي وأقطاي في جيش كبير إلى جرجانية مقر الأسرة الخوارزمشاهية وولاية خوارزم، وأمر ابنه جوجي الذي كان على أبواب جند بإرسال إمدادات لأخويه. كما كلف عدداً من جنده بقيادة أولاغ نويان ويساور بالتوجه إلى وَخْش وطالقان. أما جنكيز نفسه فقد قضى الصيف على حدود نخشب حتى يستريح جنوده ويهيئ خيول جيشه لحملة جديدة. كان خوارزمشاه الفار أمام جحافل جيوش جنكيز يقيم حينذاك في بلخ. وهناك، جاءه عماد الملك وزير ابنه ركن الدين حاكم العراق بدعوة من ركن الدين إلى العراق إلى أن يتمكن من إعادة تنظيم صفوف جيشه وصد تقدم المغول. وقبل خوارزمشاه هذا الاقتراح؛ فترك عدداً من جنوده عند معبر پنجاب (بين بلخ وترمذ) لكي يبلغوه بمدى تقدم المغول ومضى هو صوب العراق. ولكنه لم يكد يتجاوز ترمذ حتى بلغته أنباء سقوط بخارى وسمرقند وتخريبها؛ فأسرع خوارزمشاه الى ولاية طوس. وبعد عبوره نهر جيحون انضم ما يقرب من سبعة آلاف من الترك القراخطائيين وجيش علاء الدين حاكم قندوز إلى جيش المغول وكانوا مستعدين لقتال خوارزمشاه. عبر جيش جبه وسبتاي وتغاجار نهر جيحون في ربيع الأول 617هـ. وكانوا قد تلقوا أمراً من جنكيز خان بالتعجيل في أعقاب خوارزمشاه وألا يتعرضوا للبلاد التي يمرون بها. وحين بلغوا بلخ، تركوا عليها حاكماً من جانبهم واتخذوا طريقهم إلى هرات. كان حاكم هرات أمين ملك (3) قد استسلم من قبل لجنكيز الذي أمر جند التتار بعدم التعرض لبلاده فاحترم اثنان من قادة المغول أمر جنكيز وكفوا أيديهم عن هرات وأمين ملك، وتجاوزوا تلك المدينة، في حين وصل جند تغاجار وحاصروا هرات دونما اعتبار لأمر جنكيز. وفي هجمة شنوها على قرية بوشنج (4) قُتل أحد قادة جيشه (5) فدمر المغول تلك القرية تدميراً وقتلوا كل أهلها ثم اتجهوا صوب نيسابور. كان خوارزمشاه التعس لا يستقر في مكان من شدة الرعب. وبعد بلوغه نيسابور، لم يتوقف أكثر من ساعة ثم اتخذ طريقه نحو بسطام حيث أعطى أحد رجال حاشيته عشرة صناديق مليئة بالنفائس والمجوهرات الملكية لكي يحفظها في قلعة أردهَن (6) إلا أن هذه النفائس الثمينة سرعان ما وقعت بعد انتهاء أمر خوارزمشاه في أيدي المغول وتم إرسالها إلى جنكيز. واتجه السلطان محمد خوارزمشاه من بسطام إلى الري ومنها إلى قلعة فرزين (7) حيث كان ابنه ركن الدين في انتظاره وسط جيش قوامه ثلاثون ألف رجل وفي هذا الموقع كان خوارزمشـاه يستطيع بجيشه وإمدادات ابنه وامرأته الآخرين أن يواجه جنود سبتاي وجبه المجهدين ويسترد ماء وجهه؛ ولكن كان الهلع من المغول قد تملكه تماماً. كما أن حمقه منعه من انتهاز الفرصة السانحة لكي يصد تقدم المغول السريع إن لم يستطع أن يهزمهم. وهنا أرسل خوارزمشاه حريمه مع ابنه غياث الدين إلى قلعة قارون وهي إحدى القلاع الداخلية بجبال البرز، وأوفد رسولاً إلى ملك نصرة الدين هزار أسب وهو من أتابكة لرستان يستدعيه. وفي تلك المنطقة سعى أمراء العراق الذين جاءوا إلى خوارزمشاه إلى إقناعه بملاقاة المغول على سفوح جبل أشتران بدعوى أن هذه المنطقة لا تصلح للمقاومة والدفاع ولكنه لم يقتنع برأيهم. فذهب الأمراء كسيري الخاطر. وحين وصل ملك نصرة الدين دعا السلطان إلى اللجوء إلى أحد المعابر الضيقة للجبال الواقعة بين إقليم فارس ولرستان، وقال إنه يستطيع أن يحشد ما يقرب من مئة ألف جندي من ولايات فارس ولرستان وكوة كيلويه يمكن بهم سد الطرق على جيش المغول وإيقاع الهزيمة بهم. إلا أن السلطان رفض هذا الاقتراح من جانب الأتابك نصرة الدين بزعم أ أن الأتابك أن ينتهز الفرصة ليتخلص من خصمه أتابك إقليم فارس. فعاد الأتابك نصرة الدين حزيناً إلى مملکته، وظل خوارزمشاه يبحث عن مخرج إلى أن بلغه نبأ وصول المغول إلى الري وتخريبهم لها وقتلهم لأهلها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- جَبَه أو يمه.
2- تغاجار أو تُوقَجَر أو تُقجار.
3- يذكر مؤرخو تاريخ المغول اسم هذا الشخص بأشكال مختلفة: أمين الملك، يمين ملك، يمين الملك، أمين ملك.
4- بوشنج أو فوشنج او پوشنگ من قرى جنوب غربي هرات على الضفة اليسرى من نهر هریرود مكان غوريان الحالية.
5- ورد لدى معظم المؤرخين أن القائد المغولي الذي لقي مصرعه في تلك الواقعة هو تغاجار نفسه؛ إلا أن الثابت من واقع الوثائق المغولية أنه لم يكن تغاجار؛ فقد قتل الأخير الذي كان صهراً الجنكيز أيضاً في موقعة نيسابور.
6- من القلاع الحصينة بين دماوند ومازندران على بعد ثلاثة أيام من الري.
7- فرزين إحدى قلاع الكرج، وكانت الكرج مدينة على بعد ثلاثين فرسخاً جنوب شرقي همدان بالقرب من سلطان آباد الحالية.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|