أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-24
1244
التاريخ: 2023-06-10
1219
التاريخ: 2024-09-04
294
التاريخ: 12-10-2014
2015
|
إنّ الصلاة، وبسبب احتوائها على الركوع والسجود، هي تجسم للخضوع والخشوع وليس لكل أحد الاستعداد للإتيان بها.
من هنا فقد طُرحت في الآية محل البحث على أنها أمر عظيم وثقيل: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ} [البقرة: 45] كما قد جاء في موضع آخر: {كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} [الشورى: 13].
الوحيدون الذين بمقدورهم تحمّلها بيسر وسهولة، وإقامتها، والاستعانة بها، وجني الثمار منها هم الواصلون إلى أمر أعظم؛ ألا وهو خشوع القلب. إن الحرب الباطنية، ومقارعة هوى النفس تحتاج إلى الخضوع والخشوع في مقابل الله العظيم.
يقول لنا الباري عز وجل في الحرب مع العدو الخارجي: جهزوا من أجل المواجهة مع العدو ما استطعتم من السلاح وجندوا له ما بوسعكم من القوة: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]. كما ويقول في الحرب الداخلية: يتعين عليكم أن تكونوا خاشعين ومنكسري القلب كي تتمكنوا من تحمل الأعباء الثقيلة للصلاة، وكما هو حال الأرض التي تمتص بخشوعها المطر الطبيعي النازل عليها من سماء الملك فتربوا وتخضر، يمكنكم أنتم أيضاً من خلال الخشوع الباطني وباستخدام سلاح الدعاء: "الدعاء سلاح المؤمن" (1) والبكاء: "وسلاحه البكاء" (2) وبرأس مال الأمل والرجاء "ارحم من رأس ماله الرجاء" (3)، وهي التي جُمعت كلها في الصلاة، يمكنكم الاستعانة بالصلاة من أجل أن تستنزلوا أمطار الرحمة والمغفرة من سماء الملكوت لترووا بها أرضكم العطشى.
خلاصة القول: أولاً: إن القدرة والعزيمة الصلبة من أجل الغلبة على العدو ضرورية في كل حرب. ثانياً: إن الانتصار في كل حرب مشروط بالخلوص لله عزّ وجلّ والخضوع له. ثالثاً: يتمثل سلاح الحرب الخارجية بالحديد الصلب، بينما يتمثل سلاح الحرب الداخلية بالآهات الرقيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 40؛ وبحار الأنوار، ج 90، ص 294.
(2) البلد الأمين، ص 191؛ ومفاتيح الجنان، دعاء كميل بن زياد.
(3) البلد الأمين، ص191؛ ومفاتيح الجنان، دعاء كميل بن زياد.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
تسليم.. مجلة أكاديمية رائدة في علوم اللغة العربية وآدابها
|
|
|