المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



أسباب النزول 2  
  
6811   07:15 مساءً   التاريخ: 11-11-2020
المؤلف : السيد نذير الحسني
الكتاب أو المصدر : دروس في علوم القران
الجزء والصفحة : 121 -126.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / أسباب النزول /

 

جاء القرآن الكريم هادياً للأمة من الضلالة من خلال برنامج واضح ومحدد ليخرج الناس من الظلمات الى النور ، فكل مايرتبط بهذا الهدف قد دخل في حوزة هذا الكتاب المبارك ، سواء كان ذلك داعياً الى الإيمان بالله أو أنبيائه أو من خلال شرح أحوال ووقائع الاُمم السابقة أو بيان الأخبار المستقبلية أو توضيح وشرح وبيان الوقائع الحادثة في زمن النزول ، فكل ذلك داخل في هدف القرآن ، وتنقسم الآيات في ما يرتبط بسبب النزول الى آيات ينزل بشكل أبتدائي ومن دون سؤال من قبل المسلمين وغيرهم ، أو ينزل نتيجة لسؤال من قبل المسلمين ، أو بسبب حادثة حدثت استدعت نزول آية بحقها . فهذه الأمور التي تنزل بسببها تسمى أسباب النزول .

فأسباب النزول : مانزل بسببه آية أو أكثر توضحه أو تجيب عنه أو تبينه .

 

تقسيم آيات القرآن من جهة أسباب النزول

إذا نظرنا الى آيات القرآن الكريم يمكن تقسيمها الى أقسام من جهة أسباب النزول ، وهذه الأقسام هي:

اولاً: آيات نزلت ابتداء تعلق بالاُمور المستقبلية .

قال تعالى : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } [التوبة: 33]

ثانياً: آيات نزلت أبتداء تتعلق بشرح أحوال الامم الماضية وسلوكياتهم وتصرفاتهم من قبيل شرح أحوال قوم هود ونوح وصالح وغيرهم من الأنبياء.

ثالثاً : آيات نزلت بعد سؤال المسلمين أو بعد واقعة حدثت في المجتمع الإسلامي فمثلاً سألوا الرسول الكريم (صلى الله عليه واله ) عن الروح فحادث الاية تقول : {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85].

وهناك آيات نزلت لبناء الإنسان من ناحية عقائدية وفكرية وآيات اُخرى تتعلق بأحكام الإنسان العملية ، ولكن تلك الآيات لا تتعلق بجهة نزول بقدر تعلقها بشكل مباشر بالهدف الأساس نت إنزال القرآن .

المزايا والقواعد المترتبة على معرفة أسباب النزول

هناك جملة من القواعد التي تترتب على معرفة أسباب النزول منها :

1- العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب ، فالعلم بسبب نزول الآية يساعد كثيراً على فهم أبعاد الآية القرآنية فمثلاً قال تعالى :

{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة: 115] لو قرأنا الآية من دون التعرف على سبب النزول لتبادر الى أذهاننا حكماً يقول : إننا نستطيع أن نتجه بالصلاة الى أي جهة كانت عملاً بظاهر الاية ولكن بعد الأطلاع على سبب نزول الاية يتبدد ذلك التبادر ، لأن الآية نزلت في مايرتبط بنافلة السفر ، فقد جاء في تفسير العياشي عن الإمام الباقر (عليه السلام ) في قوله تعالى : {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ...}.

قال عليه السلام : ( أنزل الله هذه الآية في التطوع خاصة ، {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }، وصلى رسول الله (صلى الله عليه واله ) إيحاءً على راحلته أينما توجهت به حيث خرج الى خيبر وحين رجع من مكة وجعل الكعبة خلف ظهره )(1)

ونقل ذلك أيضاً أنها نزلت في مجموعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله ) صلوا مع النبي في ليلة مظلمة ولم يعرفوا القبلة وصلى كل منهم على حاله ونزلت الآية لتوافق على صلاتهم بهذه الحالة .(2)

فمعرفة السبب بدد الفهم الظاهري لألفاظ الآيات ، بل إن عدم التعرف على السبب يؤدي الى تبادر حدوث التضاد بين الآيات الكريمة ، لأن قبال هذه الآية توجد آية أخرى تقول: { وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 150].

مما تشير الآية الى أن الفرائض لا تصلى إلا بأتجاه القبلة فيحدث التنافي في الآية المذكرة أعلاه لو لا سبب النزول.

2- هناك آيات جاءت فيها أحكام نزلت بصيغة العموم ، لكن هذه الأحكام مخصصة بالسبب الذي نزلت الآية فيه فمثلاً قال تعالى :

{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 188].

فالآية المباركة فيها صيغة العموم من ناحية كل إنسان إذا فرح بما أوتي وأحب أن يٌحمد على مالم يفعل فسوف يعذب ، ولكن بمراجعة سبب النزول نجد أن الآية نزلت في اليهود وهو المروي عن الإمام الباقر (عليه السلام ) قال:

(بأن اليهود قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وأهل الصلاة والصيام ، وليسوا أوليا الله ولا أحباؤه ولا أهل الصلاة والصيام ولكنهم أهل الشرك والنفاق).(3)

3- إن معرفة السبب لنزول الآية يساعد على معرفة الزمان والمكان وحدود دائرة الحكم الوارد في الآية ومثاله :

{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [المائدة: 93].

فعدم معرفة سبب نزول الآية والزمان قد يسبب مشكلة في فهم الآية ، فمن الآية أعلاه فهم البعض أن الخمرة مباحة واحتج بها .(4)

ولكن معرفة سبب نزول الآية يطرد هذا الأحتمال ، والسبب هو أن الله تعالى لما أنزل تحريم الخمرة ، وأنها رجس من عمل الشيطان قال بعض المفسرين : كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يشربوها فنزلت الآية ليس على الذين أمنوا وعملوا الصالحات جناح في ...  .

4- معرفة السبب يساعد في معرفة نوعية الحكم الموجود في الاية فمثلاً قوله تعالى:

{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158].

ظاهر الآية ان السعي بين الصفا والمروة ليس واجباً وإنما هو سائغ وليس فيه حرمة ، ويستفاد ذلك من قوله (فلا جناح ) ولكن بمعرفة سبب النزول يستبعد ذلك الحكم فقد روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

( إنه كان ذلك في عمرة القضاء وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه واله) شرط عليهم أن يرفعوا الأصنام فشاغل رجل من أصحابه حتى أعيدت الأصنام فجاؤوا الى رسول الله (صلى الله عليه واله ) فقيل به : إن فلاناً لم يطف ، وقد اُعيدت الأصنام فنزلت الآية ( فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) أي والأصنام عليها ).(5)

ومن خلال هذا السبب فهم أن التسويغ ليس مجرد ، وإنما بسب معين ذكر في الآية .

فمعرفة أسباب النزول لها أهمية كبيرة في معرفة أمور كثيرة سواء ما تتعلق بالحكمة الباعثة على تشريع الأحكام أو فيما يتعلق بالمعنى وحدود ذلك المعنى وغير ذلك من أمور تكتنف الآية

 

الخلاصة

1- أسباب النزول : مانزل بسببه آية أو أكثر توضحه أو تجيب عنه أو تبينه .

2- تنقسم الآيات القرآنية من حيث أسباب النزول الى :

أولاً: آيات تتعلق بعرض الأمور المستقبلية .

ثانياً : آيات تتعلق بشرح أحوال الأمم السابقة .

ثالثاً : آيات تتعلق بالإجابة عن أسئلة المسلمين .

3- النتائج التي يمكن الحصول عليها من خلال دراستنا لأسباب النزول ، هي:

أولاً: الإحاطة بأبعاد الآيات القرآنية ومعرفة مقاصدها.

ثانياً : تقييد عموم الآيات القرآنية وتخصيص عموماتها.

ثالثاً: تشخيص دائرة الأحكام من ناحية الزمان والمكان .

رابعاً: التعرف على نوع الأحكام الموجودة في الآيات وطبيعة متعلقاتها.

_____________

1- وسائل الشيعة : 4، 333.

2- جامع الأصول ، أبن الأثير الجزري:2، 8.

3- مجمع البيان :2، 419.

4- البرهان في علوم القرآن :1، 28.

5- مجمع البيان :1، 445.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .