أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2022
1609
التاريخ: 10-2-2022
2797
التاريخ: 27-12-2021
1677
التاريخ: 19-1-2022
1793
|
إذ كان القرآن ينزل نجوماً ، وفي فترات متفاصلة بعضها عن بعض ، ولمناسبات شتّى كانت تستدعي نزول آية أو آيات تعالج شأنها ؛ فقد اصطلحوا على تسمية تلكم المناسبات بأسباب النزول أو شأن النزول ـ على فرْق بينهما ـ وهو عِلمٌ شريف ، وفي نفس الوقت خطير يمسّ التنزيل في صميم معناه ، ويهدي المفسّر المسترشد والفقيه المستنبط إلى حيث سواء السبيل .
واستيفاء هذا البحث يقتضي النظر في مسائل : قيمة هذه المعرفة وفائدتها في مجال الفقاهة والتفسير ؟ وكيف الاهتداء إلى معرفة أسباب النزول ؟ وهل هناك فرْق بين قولهم : سبب النزول ، أو شأن النزول ؟ والفرْق بين التنزيل والتأويل ، وكذا ظَهْر الآية وبطْنها في مصطلح السلَف ؟ وما معنى قولهم : نزلت الآية في كذا ؟ وهل يجب في الناقل الأوّل للسبب أن يكون حاضر المشهد ؟ وأنّ العِبرة بعموم اللفظ لا بخصوص المورد ؟ وأنّ القرآن نزل بإيّاك أعني واسمعي يا جارة ؟ وأنّه يجري كما تجري الشمس والقمر ؟ وكيف الاهتداء إلى معالم القرآن ؟ وما هي الوسائل المستعملة في هذا السبيل ؟ ونحو ذلك من أبحاث عامّة وشاملة .
قال : هذا تقرير ما صدَر عن عمَر ، مع ما عُرف من شدّة صلابته في الدين ! (1) .
يا للعجَب من عقلية ابن حجَر ، كيف يتصوّر من عمَر عملاقاً في فَهْم قضايا الدين والوقوف على مزايا اللغة ، ممّا غفَل عنه مثل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، الذي هو مبلِّغ الشريعة وأفصح مَن نطقَ بالضاد ؟! .
أمثل مَن لا يَعرف الأَبَّ مِن القَتّ (2) ، ويجهل الكثير من الآداب والسُنن (3) ، يقوم بتأنيب ناموس الشريعة وصميم العربية الفصحاء ؟! إنْ هذا إلاّ وهْمٌ ناشئ عن عصبية عمياء ، أعاذنا الله منها ! .
* * *
وبعد ، فإذ قد عرفت قيمة ما أُسند من روايات أسباب النزول الواردة في أهمّ الكتُب الحديثية ، فكيف بالمقطوع ، والمرسَل ، والمجهول ... الأمر الذي يُنْبئك عن أصالة ما لدينا من صحاح الروايات في هذا الباب ، وقد صحّ كلام الإمام أحمد : ثلاثة ليس لها أصل معتمَد : المغازي ، والملاحم ، والتفسير .
هذا السيوطي يُخرّج لقوله تعالى : {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } [البقرة : 115] خمسة أوجه :
الأوّل : إنّه في تحويل القِبلة وارتياب اليهود في ذلك . عن ابن جرير ، وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .
الثاني : أن تصلّي حيثما توجّهتْ به راحلتك . أخرجه الحاكم وغيره عن ابن عمَر .
الثالث : إنّه كان في سفَر ليلةٍ ظلماء ، فصلّى كلّ رجُل على حياله لا يدرون أين وجه القِبلة . أخرجه الترمذي من حديث عامر بن ربيعة ، وكذا الدار قطني من حديث جابر .
الرابع : لمّا نزلت {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر : 60] قالوا : إلى أين ؟ فنزلت . أخرجه ابن جرير عن مجاهد .
الخامس : عن قتادة أنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قال : ( إنّ أخاً لكم قد مات فصلّوا عليه ) ، فقالوا : إنّه كان لا يصلّي إلى القِبلة ، فنزلت .
قال السيوطي ـ تعقيباً على ذلك ـ : فهذه خمسة أسباب مختلفة ، وأضعفها الأخير لإعضاله ، ثمّ ما قبله لإرساله ، ثمّ الثالث لضعف رُواته ، والثاني صحيح لكنّه قال : قد أُنزلت في كذا ، ولم يُصرّح بالسبب ، والأوّل صحيح الإسناد ، وصُرّح فيه بذِكر السبب فهو المعتمَد (4) .
____________________
(1) فتح الباري : ج 8 ص 252 .
(2) أخرج الطبري في تفسيره ( ج 30 ص 38 ) عن أنس قال : قرأ عمَر سورة عبَس ، فلمّا أتى على هذه الآية ( وَفَاكِهَةً وَأَبّاً ) قال : عرفنا الفاكهة فما الأبّ ؟ .. ثمّ قال : إنّ هذا لهو التكلّف !. وأورده ابن كثير في تفسيره ( ج4 ص 473 ) وصحّحه ، ثمّ تعجّب من عدم فَهْم عمَر معنى الأبّ ؛ لأنّ الكلّ يعلم أنّه من نبات الأرض ممّا يقتات به البهائم ، لقوله تعالى بعد ذلك : ( مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ) فالأبّ علَف الدوابّ كالقَت .
(3) راجع نوادر الأثر في علم عُمَر ( الغدير : ج 6 ص 83 ) .
(4) الإتقان : ج1 ، ص93 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|