المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28



التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني  
  
25   09:08 صباحاً   التاريخ: 2024-11-28
المؤلف : الأستاذ الدكتور محمود العيداني
الكتاب أو المصدر : دروس منهجية في علم النفس التربوي
الجزء والصفحة : ص 299 ــ 309
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

يتوقع من الطالب في هذا الدرس ما يأتي:

1- إدراك خصائص التفكير الإبداعي.

2- التمييز بين المكونات الأساسية للإبداع.

3- التعريف بمستويات التفكير الإبداعي.

4ـ بیان صفات الشخص المبدع.

5- إدراك إمكانية تنمية الإبداع بطرق خاصة.

مقدمة الدرس

لا شك في أن عملية الإبداع في ميادينها ومجالاتها المختلفة من المهارات الذهنية التي يمكن تنميتها وصقلها، وما ينعم الإنسان به اليوم إنما هو محصلة أو نتاج هذه العملية الذهنية الرفيعة.

إن الإبداع تعبير عن إنسانية الإنسان، وهو وسيلة من وسائل تزكية هذه الإنسانية وإظهارها وإبرازها وتنميتها (1).

المطلب الأول: خصائص التفكير الإبداعي

من أجل أن يكون هناك تفكير إبداعي، فلا بد من توافر مجموعة من الخصائص للتفكير، أهمها:

- الأصالة: أي القدرة على إنتاج الجديد من الأفكار والأشياء.

ـ المرونة: أي القدرة على النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة.

ـ الفائدة: أي القابلية للتطبيق والانتقال.

- الحساسية للمشكلات: أي القدرة على رؤية وإيجاد حلول مختلفة لها، والقدرة على ملاحظة النواقص والتناقضات في البيئة.

- خلق التراكيب الجديدة من العناصر القديمة.

- تحسس الطريق في جميع خطوات التفكير، فالإحساس هو الوسيلة الأولى في إدراك العمليات والعلاقات.

ـ انفتاح المفكر على العالم، فيصير أكثر قرباً إلى ما يحيط به من أشياء، فيجعل من عالمه الخارجي وحدة متكاملة مع عالمه الداخلي. - انفتاح المفكر على العالم الداخلي، فتندمج بذلك أحداثه الماضية مع الحاضرة والمستقبلية بأسلوب طبيعي غير متكلف (2).

المطلب الثاني: المكونات الأساسية للإبداع (2)

للإبداع مكونات أساسية لا بد من الانتباه لها، وهي كما يأتي:

أولاً: الطلاقة

ويقصد بها القدرة على إنتاج أكبر عدد من الأفكار الإبداعية، فالشخص المبدع يكون متفوقاً من حيث كمية الأفكار التي يقترحها عن موضوع معين في وحدة زمنية ثابتة مقارنة بغيره، أي: إنه على درجة عالية من سيولة الأفكار وسهولة توليدها.

وهنالك ثلاثة أساليب لقياس الطلاقة، وهي:

أ- سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق واحد.

ب- التصنيف السريع لكلمات في منبهات خاصة.

ج- القدرة على وضع كلمات في أكبر عدد ممكن من الجمل ذات المعنى.

ثانياً: المرونة

وهي قدرة الشخص على تغيير حالته الذهنية بتغير الموقف، أو هي: القدرة على إعطاء أكبر عدد من الأفكار المتنوعة، مع السهولة في تغيير موقف الفرد العقلي (4).

فالمرونة عكس التصلب العقلي، فالشخص المبدع مطالب بأن يكون على درجة عالية من المرونة؛ وذلك لكي يكون قادراً على تغيير حالته العقلية بما يتناسب مع الموقف الإبداعي. وهنالك مظهران مهمان للمرونة، وهما:

أ- المرونة التلقائية وهي قدرة الشخص على أن يعطي عدداً من الاستجابات المنوعة، والتي لا تنتمي لفئة واحدة أو مظهر واحد.

ب- المرونة التكيفيّة: وهي السلوك الناجح لمواجهة موقف أو مشكلة معينة (5)

ثالثاً: الأصالة

فالشخص المبدع ذو تفكير أصيل، أي: لا يكرر أفكار الآخرين؛ إذ تكون أفكاره جديدة غير متضمنة للأفكار الشائعة (6)

المطلب الثالث: مستويات التفكير الإبداعي

يرى البعض أن للابتكار مستويات مختلفة، فالإبداع يختلف في العمق وليس في النوع، ومن غير الصائب التمييز بين الإبداع العلمي والإبداع الفني مثلاً؛ لأنه يتعدى حدود المحتوى، وهناك خمسة مستويات للتفكير الإبداعي، وهي:

أولاً: مستوى الإبداع التعبيري

وذلك كما تتمثل في الرسوم التلقائية للأطفال، وهو أكثر المستويات أساسية، وبعد ضرورياً لظهور المستويات التالية جميعاً، ويتمثل في التعبير عن المستقبل دون حاجة إلى المهارة أو الأصالة أو نوعية الإنتاج.

ثانياً: مستوى الإبداع الإنتاجي

حيث يظهر الميل لتقييد النشاط الحر التلقائي وضبطه وتحسين أسلوب الأداء في ضوء قواعد معينة.

ثالثاً: مستوى الإبداع الاختراعي

أهم خصائص هذا المستوى الاختراع والاكتشاف اللذان يتضمنان المرونة في إدراك علاقات جديدة وغير عادية بين الأجزاء التي كانت منفصلة من قبل، كأن يعبر المبتكر بإنتاجه عن طريقة جديدة لإدراك المثيرات.

رابعاً: مستوى الإبداع التجديدي أو الاستحداثي

ويتطلب تعديلاً مهماً في الأسس أو المبادئ العامة التي تحكم ميداناً كلياً في الفن أو العلم أو الأدب.

خامساً: مستوى الإبداع المنبثق

وفي هذا المستوى نجد مبدأ أو افتراضاً جديداً تماماً ينبثق عند المستوى الأكثر أساسية والأكثر تجريداً؛ إذ يتطلب هذا النوع من مستويات الإبداع فكراً أصيلاً وتنوعاً في الأفكار المطروحة (7).

المطلب الرابع: صفات الشخص المبدع

يتميز الشخص المبدع بمجموعة من الخصائص والصفات، إلا أن ذلك لا يعني أنه إنسان خارق للعادة كما سنرى، فمن أبرز تلك الصفات ما يأتي:

اولاً: كون درجة ذكائه أعلى من المتوسط.

ثانياً: سرعة تقدمه نحو الإجادة في العمل.

ثالثاً: إحساسه الصادق بالرضا والارتياح النفسي والثقة بالنفس.

رابعاً: قدرته على إعطاء عدد من الحلول البديلة لمشكلة ما.

خامساً: قدرته على إقناع الآخرين.

سادساً: تحدى النفس في تحقيق الأمور الصعبة.

سابعاً: تفضيل متابعة المسائل بنفسه دون الاعتماد على الآخرين.

ثامناً: تعبيره عن الكيفية التي يرى بها العالم من حوله بصدق وأمانة.

تاسعاً: كون رصيده المعلوماتي أعلى من رصيد الشخص العادي.

عاشراً: اهتمامه بتوظيف المعلومات أكبر من اهتمامه بالمعلومات ذاتها.

حادي عشر: اهتمامه بالمعاني الواسعة والعلاقات القائمة بين الأشياء.

ثاني عشر: عدم الخوف من الوقوع في الخطأ، وتفضيل الاستجابات الجديدة (8).

المطلب الخامس: كيفية تنمية الإبداع (9)

يمكننا أن ننمي لدى طلابنا في المدارس من المرحلة الابتدائية وقبلها أيضاً التفكير الإبداعي، من خلال توافر المعلم المبدع أولاً، ومن خلال المادة الدراسية الحيوية غير التقليدية ثانياً، مع الاهتمام بتوفير جميع الظروف البيئية الداعمة لذلك ثالثاً.

ويؤدي المعلم دوراً وسيطاً إيجابياً ما بين المدرسة والأسرة؛ إذ ينقل للأسرة مدى إبداع ابنهم على أمل التواصل والاستمرارية والدعم والمتابعة.

كما ينقل أيضاً لإدارة المدرسة إبداع طلابه، ويوافر لهم الدعم المادي من ميزانية المدرسة، والدعم المعنوي والتعزيز المناسب.

والمدرسة - بوصفها جهازاً تربوياً مركزياً تكمل هذا الدور من خلال المادة الدراسية؛ إذ تقدم المقررات الدراسية المتنوعة بصورة حديثة وشائقة وجذابة، بعيداً عن التقليدية والرتابة (10).

وللخروج من هذا المأزق، وفي سبيل تطوير واقع العملية التربوية التي تسمح بنمو الإبداع لدى الطلاب، يمكن العمل على ما يأتي (11).

1- العمل على تنمية جميع جوانب الشخصية بكل مستوياتها بشكل كلي ومتكامل، دون التركيز على جانب دون جانب آخر.

2ـ تقديم مقررات دراسية تنمي الخيال والاكتشاف، وتتطلب وضع الافتراضات، فتصبح الكتب وسيلة لتنشيط الذهن وإثارة البحث والتجريب.

3ـ عدم تقديم معلومات جاهزة مكدسة بين صفحات الكتب، فيتعود الطالب الحفظ دون فهم ونقاش ومن ثم يتعود عدم الفهم والتأمل فتتعطل العقول عن التفكير والإبداع، ليتمثل واقعنا التربوي في طالب همه النجاح فقط، وفي معلم غرضه إنهاء المنهاج الدراسي، وكأنه في صراع مع الزمن!! متناسياً مصادر التعليم الأساسية، كالمكتبة والمختبر والبيئة، وغيرها.

4ـ طرح قضايا داعمة للمنهاج الدراسي من أجل تنمية التفكير وملكة الإبداع.

5ـ طرح أسئلة احتمالية من قبيل: ماذا يحدث لو...؟

6- عدم التركيز على أسئلة تقيس التذكر، (مثل: ما هي، عدد، أذكر، عرف... وغيرها)، والاستفادة من أسئلة تحتاج إجابة مفتوحة تثير التفكير وتحترم عقلية المتعلم، مثل: أن يطلب من الطالب أن يكتب عن موضوعات مختلفة (12).

7ـ عرض قائمة كلمات من المنهاج الدراسي، ويتم تدريب الطلاب على كتابة كل ما يخطر في ذهنهم عن كل كلمة منها.

8ـ التفكير الجانبي (الأفقي) لا العمودي، وهو البحث عن بدائل وطرق واقتراحات وآراء كثيرة قبل اتخاذ القرار، ويمكن تشبيه ذلك بذاك الذي يحفر حفراً كثيرة في مواقع عديدة للوصول إلى الماء أو النفط، فهو لا يكتفي بحفرة واحدة والعمل عليها طول العمر حتى لو لم يحصل منها الماء أو النفط (13).

لا يقتصر الأمر في تنمية الإبداع على ما تقدم؛ إذ يؤدي البيت والأبوان دوراً أساساً في تنمية الإبداع لدى الأبناء، وذلك من خلال حرصهما على تربيتهم تربية مناسبة تشجع الإبداع، ومن خلال توفير الجو الذي يحتاجه الإبداع ليزرع في أذهان الأولاد، ثم يترعرع ويكبر ويثمر (14).

ختاماً يقول البروفيسور (إدوارد ديبونو) الذي يعد أستاذ تعليم التفكير في العالم في كتابه (Simplicity): عندما تطرح فكرة الإبداع والابتكار فإن الكل يعترف بأنها فكرة جيدة وأساسية، وخاصة عندما أضحت المعلومات والتكنولوجيا والمنافسة سلعاً تجارية. وبينما الكل يتكلم عن الإبداع والخلاقية، لا نرى شيئاً قابلاً للانتباه يتحقق إلى أن يأتي بطل معين) يكون عمله الإشراف على صيرورة الخلاقية والإبداع جزءاً فعالاً من ثقافة العمل (15).

إنها لكلمة رائعة بحق تضع الإصبع على الجرح؛ إذ ما لم تكن إرادة التغيير باتجاه الإبداع والخلاقية موجودة والهمة منعقدة على تحقيقها والوصول إليها، فإن مجرد النية الخيرة والإيمان لا يفيدان، ما يفسر ورود العمل الصالح بعد الإيمان مباشرة في العديد من الآيات القرآنية الشريفة. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 277].

خلاصة الدرس

1ـ من أجل أن يكون هناك تفكير إبداعي، لا بد من توافر مجموعة من الخصائص في التفكير، أهمها: الأصالة والمرونة، والفائدة، والحساسية للمشكلات وخلق التراكيب الجديدة من العناصر القديمة، وتحسس الطريق في جميع خطوات التفكير، وغير ذلك من الخصائص.

2ـ للإبداع مكونات أساسية لا بد من الانتباه إليها، وهي: الطلاقة، والمرونة والأصالة. 3ـ يرى البعض أن للابتكار والإبداع خمسة مستويات، وهي التعبيري الإنتاجي، الاختراعي، التجديدي، ومستوى الإبداع المنبثق.

4- يتميز الشخص المبدع بمجموعة من الخصائص والصفات، من أبرزها: ارتفاع درجة ذكائه، وسرعة تقدمه نحو الإجادة، وغير ذلك.

5ـ يمكننا أن ننمي التفكير الإبداعي في طلابنا من خلال توافر المعلم المبدع أولاً، ومن خلال المادة الدراسية غير التقليدية ثانياً، مع الاهتمام بتوفير جميع الظروف البيئية الداعمة لذلك ثالثاً.

اختبارات الدرس

1ـ من جملة خصائص التفكير الإبداعي الأصالة والمرونة، ما الفرق بينهما؟

2ـ للإبداع مكونات أساسية، أذكرها مع بيان مختصر لكل منها.

3ـ من جملة مستويات التفكير الإبداعي هو المستوى الاختراعي، ما المقصود به؟ وما هي مصاديقه؟

4- يتميز الشخص المبدع بمجموعة من الخصائص والصفات، أذكر بعضها.

5ـ ما هو دور المعلم في تنمية الإبداع عند الطلاب؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ راجع: العيسوي، عبد الرحمن، علم النفس في المجال التربوي من 15 - 18.

2ـ راجع لمزيد الاطلاع على هذه المكونات: خير الله، سید محمد، اختبار القدرة على التفكير الإبداعي: ص 5. وجروان، فتحي، تعليم التفكير (مفاهيم وتطبيقات): ص 82، والقذّافي، رمضان، رعاية الموهوبين والمبدعين: ص 109، ومعوض، خليل جبرائيل، القدرات العقلية: ص 55 ـ 56، ومنسي، محمود عبد الحليم، علم النفس التربوي للمعلمين: ص 36 ـ 37، والحفني، عبد المنعم، الموسوعة النفسية - سيكولوجية الإبداع ص 109.

3ـ راجع: منسي، محمود المدخل إلى علم النفس التربوي: ص 447 ـ 455.

4ـ الصبيحي والعوّاد، إبراهيم ومحمد، أدوات واستراتيجيات إبداعية لطلاب وطالبات الجامعات ص 165.

5ـ المصدر السابق، ص 166.

6ـ راجع لمزيد الاطلاع على هذه المكونات:

عثمان، سيد أحمد التفكير: (دراسات نفسية) ص 234، وجروان، فتحي، تعليم التفكير (مفاهيم وتطبيقات): ص 82 والقذافي، رمضان، رعاية الموهوبين والمبدعين: ص 44، ومعوض، خليل جبرائيل، القدرات العقلية: ص 51، ومنسي، محمود عبد الحليم، علم النفس التربوي للمعلمين: ص 241، والحفني، عبد المنعم، الموسوعة النفسية - سيكولوجية الإبداع: ص 25.

7ـ راجع: الشافعي، رجب وطه، أحمد، التغيرات النمائية في الموهبة الإبداعية: ص 92-93. ومنسي، محمود عبد الحليم، علم النفس التربوي للمعلمين: ص 36 ـ 37، وعبد الغفار، عبد السلام، التفوق العقلي والابتكار: ص 13.

8ـ راجع: القذافي، رمضان، رعاية الموهوبين والمبدعين: ص 109، ومعوض، خليل جبرائيل، القدرات العقلية: ص 51 ـ 54، والحفني، عبد المنعم، الموسوعة النفسية سيكولوجية الإبداع: ص 300.

9ـ راجع: منسي، محمود، المدخل إلى علم النفس التربوي: ص 456، وكذا له مع مجموعة من زملائه: مدخل في علم النفس التعليمي: ص 369 ـ 400، فقد تناول فيه مجموعة من العلاقات بين الإبداع وغيره من الظواهر، كالذكاء والمستوى الاجتماعي والمستوى الاقتصادي، وغيرها.

10ـ راجع: حلاق، حسّان، طرائق ومناهج التربية والتعليم والبحث العلمي: ص 135 ـ 138، والصبيحي والعواد، إبراهيم ومحمد أدوات واستراتيجيات إبداعية لطلاب وطالبات الجامعات ص 86 ـ 89.

11ـ راجع أيضاً: إدوارد ديبونو، (think) ص 102 ـ 104، فقد تكلم هناك عن تنمية الإبداع تحت عنوان (Creativity And Education)، ابتداء من سني مرحلة رياض الأطفال، وانتهاء بمرحلة الدراسة الجامعية.

12ـ راجع: فرج، عبد اللطيف طرق التدريس في التعليم العالي، كيف يمكن تشجيع الإبداع في الفصل بصورة غير رسمية.

13ـ راجع سيد أحمد منصور، عبد المجيد، المبدعون وقدرات الإبداع: ص 75، وما بعدها، وعبد الحميد، جابر، قراءات في تنمية الابتكار: ص 99، 180 ـ 182، والخلايلة واللبابيدي، عبد الكريم وعفاف، طرق تعليم التفكير للأطفال: ص 5، جروان، فتحي، تعليم التفكير (مفاهيم وتطبيقات): ص 15، وعنايت، راجي، الابتكار والمستقبل، مجلة مستقبل التربية العربية: ص 244، وعمران. تغريد، نحو آفاق جديدة للتدريس: ص 29-34.

ولمزيد الاطلاع عن (التفكير الجانبي)، وهو الاصطلاح الذي وضعه خبير التفكير البروفيسور (ديبونو)، راجع: (التفكير الجانبي كسر للقيود المنطقية) لديبونو، ترجمة: الأستاذ نايف الخوص. وللوقوف على الفرق بين نمط التفكير الجانبي وما يقابله راجع: الكتاب نفسه: ص 30، وما بعدها، وللاطلاع على معوقات الإبداع، راجع: الشعراني، ربى ناصر، الإبداع في التربية المدرسية: ص 79، وما بعدها.

14ـ راجع: إدوارد ديبونو (think) ص 100، 107، 108، تحت عنوان (Creativity And The Home)

15ـ راجع إدوارد ديبونو، Simplicity: ص 9. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.