أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
![]()
التاريخ: 18-4-2022
![]()
التاريخ: 2023-10-26
![]()
التاريخ: 18-4-2016
![]() |
إنَّ بني إسرائيل كانوا مبتلين بنوعين من الذنوب، أحدهما مشترك بين علماء اليهود والنصارى (الأحبار والرهبان وبين عامة الناس، والآخر خاص بالعلماء (الأحبار والرهبان)؛ فالذنب المشترك هو ذاك الضلال وذاك الكفر بآيات الله، أما الذنب الخاص فهو عبارة عن إضلال الآخرين وحملهم على الضلال. وقد حذر الله سبحانه وتعالى من خطر "الضلالة" من بقوله : لا تَضلوا، وبين خطر "الإضلال" من جهة أخرى عند قوله : لا تضلوا الآخرين.
وما تجدر الإشارة إليه هنا هو الخطر الحاد والهائل لذنب الإضلال؛ وذلك لأنه يصير سبباً في جعل المضل ضمن زمرة قادة الكفر ومن قبيل الفراعنة الذين فهموا الحق واستيقنوه لكنهم انكروه ومارسوا التلبيس والكتمان فيه رغم ذلك: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} [النمل: 14]
وعلى الرغم من أن علماء أهل الكتاب كانوا علماء بالتوراة وعارفين بالإنجيل من جانب، وكانوا يعرفون القرآن وحقانيته بشكل دقيق من جانب آخر: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} [البقرة: 89] ، ويعرفون الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) بشكل كامل من جانب ثالث: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة: 146] إلا أنهم في الوقت ذاته، ومن أجل نيل مطامعهم الدنيوية (1) والمحافظة على مكانتهم الاعتبارية في الدنيا، فإنّهم لم يضلوا هم أنفسهم ولم يمتنعوا عن الإيمان بالحق فحسب، بل جروا الباقين أيضاً إلى التيه والضلال من خلال تحريف الحق وكتمانه. ومن هذا المنطلق فإنّهم يكونون في الدنيا من أئمة الكفر ومن مصاديق قول المعصوم: "من سن سنة سيئة" (2) وفي القيامة شركاء في وزر وإثم كل من جروه إلى سبيل الضلال، كما أنهم ، وجراء نبذهم لكتاب الله وراء ظهورهم مع كتمانهم له: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} [آل عمران: 187] ، فإنهم سيعطون صحيفة أعمالهم من وراء ظهورهم: {أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ} [الانشقاق: 10] ، وإعطاء صحيفة الأعمال بهذه الكيفية الذي هو تجسم لإلقاء كتاب الله وراء الظهر في الدنيا. هو بحد ذاته عذاب أليم لا يطاق.
________________________
(1) روي عن أبي جعفر (عليه السلام) في هذه الآية {وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلا} قال: "كان حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف وآخرون من [أكابر] اليهود لهم مأكلة على اليهود في كل سنة فكرهوا بطلانها بأمر النبي (صلى الله عليه واله) فحرّفوا لذلك آيات من التوراة فيها صفته (صلى الله عليه واله) وذكره فذلك الثمن الذي أريد في الآية". (مجمع البيان، ج ۱ - ۲، ص ۲۱۰؛ وتفسير نور الثقلين، ج ۱، ص۷۳).
(2) مجمع البيان، ج ۱ - ۲، ص ۲۰۹؛ وبحار الأنوار، ج 71، ص 204.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|