أقرأ أيضاً
التاريخ: 14/9/2022
1168
التاريخ: 25/9/2022
1569
التاريخ: 18-1-2016
2218
التاريخ: 15-1-2016
3118
|
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إن قوماً عبدوا الله رهبةً فتلك عبادة العبيد، وان قوماً عبدوا الله رغبةً فتلك عبادة التجار، وان قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار)(1).
يمكن تبلور التعلم والعمل بالقيم الخلقية في مراحل ثلاث:
المرحلة الأولى: إن طاعة الاطفال وعملهم بأصول الاخلاق - من الفضائل او الرذائل -واقتداءهم بسلوك آبائهم ومعلميهم تكون تابعاً لعواقب وآثار تلك الاصول الآنية على جسمهم، فمنشأ اطاعتهم لذلك في الواقع نابع من احساسهم باللذة الحاصلة من ذلك أو الألم اللذين يكونا محسوسين لديهم، فإن الطفل لا يعرف ولا يهتم بما لتلك القيم والمبادئ من قيمة اعتبارية، بل ينظر اليها من منظار: صحيح وخطأ، حسن وقبيح، فيقيّم كل منها على اساس ما يلمسه من آثار كل واحدة من هذه القيم.
ومن علائم هذه المرحلة البارزة، اطاعة الطفل لذوي القدرة والسلطة واحترامه لهم - وهم الابوين والمعلمين - والسرّ في اطاعته لهم يكمن في الخوف من عقوبتهم، وفي الاقتراب من الشعور باللذة والسرور.
المرحلة الثانية: ان اطاعة الطفل للأصول الاخلاقية انما يكون قائماً على اساس ميل ورغبة الاب، الام، المعلم، الجماعة والمجتمع، فإن تأييد الآخرين أو انكارهم عليه يشد من عزمه أو يثبطه، إلا أنه يحاول الاطاعة العمياء من أجل اجتناب التوبيخ والانتقاد الذي يوجه له من زملائه مثلاً فإن العمل الصحيح في نظره هو العمل الموافق للميل العام، وان المهم لديه هو ما يفرضه ذلك الجمع لا الآثار الفعلية للعمل الذي يقوم به، فيكون السبب في تلك الطاعة هو موافقة الغير والحفاظ على المنزلة في المجتمع، فالهدف من القيام بفعل ما يتبلور على اساس نوع من الميل الجماعي ليكون بذلك مقبولاً، فيكون الحاكم على الموقف حينئذٍ هو الشعور بالعزة الجماعية والاجتماعية بدلاً من الشعور بالعزة الفردية، فالاهتمام بالميل العام للجماعة وتحسس مظلوميتها هو العامل المشجع على القيام بالعمل والطاعة.
فالطاعة في الحقيقة أو العصيان والتمرد على الاصول الخلقية مآله الى الشعور باللذة الجماعية، او الى الشعور بتحسس الألم نتيجة المظلومية للجماعة، وهذا غاية ما يتوخى من الطاعة، مع الفارق بين هذه المرحلة والمرحلة السابقة، فإن الشعور الفردي هو الحاكم في تلك المرحلة، والشعور الجماعي هو الحاكم على احساس الطفل في هذه المرحلة.
المرحلة الثالثة: ان طاعة الاطفال والتزامهم بالأخلاق تكون نابعة من ثقتهم الباطنية بأنفسهم، ليكون ما يقومون به صادراً عن رغبتهم لا بسبب الإكراه - من الخارج - سواء كان من المعلم والابوين ولأجل متابعة الجماعة، أو نابعاً من اهتمامه بما يوليه المجتمع لفعله من رد أو قبول، بل تكون نفس القيم الخلقية والالتزام بها في السلوك مطلوبةً للإنسان، لثقته بأصالتها، فاختارها عن علمٍ تامٍ بها، فالسبب في قيامه بذلك العمل او السلوك انما هو نتيجة شوقه النابع من اختياره عن علم.
وهذا النحو من التعلم والطاعة من اقوم ما يبلور الادراك في ضرورة الالتزام بالأخلاق، فيكون ذلك سلوكاً خالداً لكونه نابعاً من صميم الانسان، خلافاً لما في المرحلتين السابقتين - الاستبداد الفردي والجماعي - حيث كان السبب في الالتزام عاملاً خارجياً.
ان للتعلم والطاعة جذوراً في صميم قلب ونفس الانسان، ومثل هذا الالتزام بالضوابط يكون الانسان منفذاً له عن طيب نفسٍ ورضاً تام، سواء كان هناك من يراقبه أو لا، بل حتى لو تغيرت الظروف والعوامل الخارجية لا يرفع الانسان يده عن القبول والعمل بما يعتقده من القيم والمبادئ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ نهج البلاغة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|