المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
صيد الكلب المعلم
2024-12-17
الولاية آخر الفرائض
2024-12-17
احكام ما حرم من الاكل
2024-12-17
خصائص البحث الإعلامي
2024-12-17
{يا ايها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله}
2024-12-17
تاريخ البحث الإعلامي
2024-12-17

استقراء التماثل
2023-07-31
الحيود عن قانون بير
2024-02-12
سقوط السعي لمن خاف على نفسه.
23-1-2016
الوقود السائل
16-7-2016
من آداب عصر الغيبة: العزم على الجهاد بين يديه
2024-07-02
تعليقة على الدعاء الحادي عشر من الصحيفة السجّاديّة.
2023-10-10


سن اللعب (دون ١٢ سنة)  
  
169   08:59 صباحاً   التاريخ: 2024-12-15
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص349ــ350
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2022 1341
التاريخ: 18-1-2016 2060
التاريخ: 18-1-2016 3903
التاريخ: 13-12-2016 2682

وهي مرحلة مخلوطة وممزوجة بين اللعب وبين التربية والتأديب الخفيفين أو بالأسلوب التدريجي كما يستفاد من قول الصادق (عليه السلام) قال: احمل صبيك حتى يأتي عليه ست سنين ثم أدبه في الكتاب ست سنين ثم ضمه إليك سبع سنين فأدبه بأدبك فإن قبل وصلح وإلا فخل عنه(1).

ففرق (عليه السلام) بين الأدب بالأول الذي اعتبره أدب القرآن الكريم، وبين الأدب الثاني الذي يلازم فيه أباه للتعلم والتأديب، ولعل المراد بالأدب الثاني إما خصوص التجارب أو الأعم من التربية والتجارب والخبرة التي يُكسبها الوالد من ملازمته ولده.

وعن عبد الله بن فضالة عن أبي عبد الله أو أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول إذا بلغ الغلام ثلاث سنين فقل له سبع مرات (قل لا إله إلا الله)، ثم يترك حتى يبلغ ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرين يوماً ثم يقال له قل: محمد رسول الله، سبع مرات، ويترك حتى يتم له أربع سنين ثم يقال له سبع مرات قل: صلى الله على محمد وآل محمد، ويترك حتى يتم له خمس سنين ثم يقال له: أيهما يمينك وأيهما شمالك؟ فإذا عرف ذلك حوّل وجهه إلى القبلة ويقال له اسجد، ثم يترك حتى يتم له ست سنين فإذا تم له ست سنين قيل له: صلّ وعُلم الركوع والسجود حتى يتم له سبع سنين، فإذا تم له سبع سنين قيل له: اغسل وجهك وكفيك، فإذا غسلهما قيل له: صل ثم يُترك حتى يتم له تسع سنين، فإذا تمت له علم الوضوء وضُرِب عليه وأمر بالصلاة وضُرب عليها، فإذا تعلم الوضوء والصلاة غفر الله لوالديه إن شاء الله(2).

وفي مكارم الأخلاق عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: دع ابنك يلعب سبع سنين ويؤدب سبعاً وألزمه نفسك سبع سنين(3).

نعم ليس معنى ذلك ترك رحمة الطفل والعطف عليه بل الرحمة أمر مطلوب، لكن بشرط أن لا تؤدي الى دلال الطفل وإهماله لما يُطلب منه أو التي تمنع من تربيته.

كما أن الرعاية الصحية والنظافة أمر ضروري للأولاد في هذه المرحلة.

وكذلك مسألة التعليم خاصة الأمور الفقهية التي عبر عنها الإمام الصادق (عليه السلام) في الحديث المتقدم بأدب الكتاب: (أدبه في الكتاب ست سنين) فهذه المرحلة هي مرحلة تعويد الولد على الأمور الواجبة والمستحبة وإبعاده عن الأمور المحرمة والمكروهة نعم ليس دفعةً واحدة بل بأسلوب تدريجي هادئ غير مزعج له ولا ممل.

ولن ننسى تعليمه قراءة القرآن الكريم، خاصة إذا لم يكن من ضمن برامج المدارس ذلك.

وعلى الأب اصطحاب ولده الى المساجد للصلاة أو تعويده على ذلك تدريجياً، وإجلاسه في حلقات الدروس الدينية أو المحاضرات الثقافية العامة أو مجالس العزاء

أو الشفر به الى المقامات الدينية خاصة الأضرحة المقدسة لأهل البيت (عليهم السلام).

وأيضاً علينا متابعة أمور دراسته في المدارس العصرية وإلزامه بما في برامجها. روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((ويل لأطفال آخر الزمان من آبائهم، فقيل: يا رسول الله من آبائهم المشركين؟

فقال: لا، من آبائهم المؤمنين لا يعلمونهم شيئاً من الفرائض، وإذا تعلموا منعوهم، ورضوا منهم بعرض يسير من الدنيا، فأنا منهم بريء وهم مني براء))(4).

_________________________

(1) مكارم الأخلاق: 207، الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم، في فضل الأولاد.

(2) مكارم الأخلاق: 207، الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم، في فضل الأولاد.

(3) المصدر السابق.

(4) مستدرك الوسائل: 15: 164. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.