المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



ولادة الطفل وتغذيته  
  
1779   12:44 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص191- 193
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17/10/2022 1285
التاريخ: 20-4-2016 2531
التاريخ: 3/11/2022 1217
التاريخ: 17-1-2016 1915

ـ انتظار الولادة :

الامهات اللواتي يمضين فترة الحمل بعد شهادة الزوج يشعُرن بمرح وسعادة عارمة من هذا الانتظار، خصوصاً ان اثراً جديداً لشهيد قادم ليطأ ميدان الوجود ويبعث السعادة والفرح في نفوس ذوي الشهيد، واقربائه.

نعم، فأنت في انتظار مولود جديد، عزيز عليك وعلى الآخرين، وكثيراً ما يتمنى الاقرباء ان يكون الوليد الموعود ذكراً، ولكن ان يكون المولود ذكراً أو انثى هو سيان عندنا ومن وجهة نظر ديننا وفكرنا، فهو في كلتا الحالتين امانة من الله تعالى في اعناقنا واثر من آثار الشهيد الغالي.

وليكن لديك النشاط المناسب عند الولادة، واعدي نفسك لاستقباله وتربيته، وبذلك ستشرع مرحلة جديدة من الحياة، وستدخل الحياة في منعطف آخر، فتضرعي لله عز وجل أن يكون مجيء هذا الطفل الى الدنيا مباركاً لك ولبقية الأقرباء، وأن يتربى تربية تقر العين وتسر القلب.

ـ العناية والاهتمام عند الولادة :

ربما كانت تجربتك الأولى في الولادة، ومن الطبيعي ان نذكر هنا بأنه ليس في الولادة رهبة او خوف، بل هي امر عادي، ففي كل سنة تلد الملايين من النساء، وجميع البشر الموجودين قد ولدوا من الام وبقوا على قيد الحياة هم وامهاتهم.

والمهم هنا هو الالتفات والعناية بالولادة للحفاظ على سلامة الطفل وصحته، فالولادة ربما كانت اكثر مراحل الحياة اكتنازاً بالحوادث، ومن الممكن ان يولد الطفل سالماً طبيعياً، وربما ولد ناقص الخلقة او غير مكتمل السلامة بسبب الغفلة او التساهل، فلربما تعرض للاختناق، او لتخلف عقلي، او ضربة دماغية، او زكام مبكر، او جلطة في الجمجمة، او صدمات عصبية، او صدمات داخل الجمجمة، او كسور، أو.. الخ. وفي الواقع فإن كل تلك الأخطار لا معنى لها ولا مفهوم عندما نقدم الاهتمام والعناية اللازمة، ولا شك بأن من يحيط بك من اقرباء وآخرين لن يبخلوا باهتمام او عناية بك، ولكن من الضروري ان تكوني انت على يقظة وانتباه تام، حافظي على هدوئك واحكمي السيطرة على أعصابك، واعملي على توفير الشروط المناسبة واللازمة والتي ستساعدك وتعينك في امر الولادة من قبيل مكان الولادة والحرارة المناسبة والسيدة التي ستتولى مساعدتك عند الولادة.

ـ الولادة والقبول :

عندما يولد الطفل تشعر الام بغبطة كبيرة من هذه الولادة، وستكون اول من يوجه ابتسامة لطفلها، عندما ترى أبنها ينتابها الإحساس بالقدرة والكفاءة والشعور باللذة لتمكنها من اجتياز مرحلة الحمل والولادة على نحو امثل.

الطفل كائن في منتهى الضعف، وسلاحه هو البكاء والصراخ، فبدنه ضعيف، وعظامه مازالت هشة وغضروفية، ولكنه اكبر رحمة وهدية إلهية، إنه أمانة من الله ووديعة منه في يدك، وصحيح ان امانيك ستحيا في ظله، وحياتك ستتجدد من خلاله، ولكن لا تنسي أنك الآن امام وظيفة وعبء ثقيل.

إياك والانشغال والتلهي بكون المولود ذكراً أو انثى؟ او كيف ستقومين بتربيته وتنشئته؟ وما هي الصورة والطريقة المناسبة للنجاح في تربيته؟ فلا قلق ولا اضطراب في هذه المسائل، فما عليك إلا السعي، وأما التوفيق فهو على الله عز وجل، والمهم هنا أن تتقبليه وتعتبريه جزءاً لا يتجزأ من كيانك، وأنك المسؤولة عن مستقبله ومصيره مشرقاً كان ام قائماً، ربما كان الطفل الذي بين يديك يختلف كلياً عن أطفالك السابقين من حيث الذكاء والمواهب والإمكانات والجمال والنمو، وكيفما كان، فهو امانة من الله تعالى واثر من زوج عزيز، فتقبليه باحترام، واعملي على تهذيبه وتربيته وتلقينه الأخلاق الحسنة.

ـ العناية الاولية :

الولادة فرصة تتيح لك ان تشرعي في حياة مليئة بالسعي والمتعة، فأنت بالنسبة لطفلك ملاك رؤوف يغذيه ويحتضنه ويضمه، ضميه الى صدرك، وحافظي عليه من الاخطار والبلايا.

تضاف الى وظائفك مع الولادة وظائف اخرى، ويصبح اهتمامك منصباً عليه بشكل تام، خصوصاً في الاسبوعين الاولين، حيث سينال الطفل حصة الاسد من وقتك، وهذا ضروري لحياته، لأن مستقبل الطفل ومصيره من سعادة وتعاسة مرتبطة بك، ولذلك يجب ان يرافق إحساسك بالسعادة الغبطة من كونك قد اصبحت اماً إحساسك بالمسؤولية والواجب ايضاً، تعد علاقة الام مع طفلها من اكثر العلاقات الانسانية إثارة، فهي مبنية على المودة والاخلاص، وقادرة على التأثير في مستقبل الطفل ومصيره، ويجب أن يتم الانتباه والاهتمام بأمور كالعناية الصحية، ودرجة حرارة الغرفة، والاضاءة، والتهوية، ونظافة الطفل، والوقاية من الحر والبرد، والغذاء.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.