المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

المبيدات الحشرية (مبيد ملاثيون (Malathion 960 ULV
11-10-2016
سوق المنتجات النانوية
2023-10-08
مبيدات النيماتودا (مبيد اوكساميل oxamyl 24.L)
11-10-2016
تبخر الثقوب السوداء وإشعاع هوكينج
2023-04-04
L^2-Space
3-8-2021
كوكبة الغراب Corvus
2023-11-12


لقاء الشريف عمر بن حمزة للحجة (عليه السلام)  
  
3514   02:50 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص616-617
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / مشاهدة الإمام المهدي (ع) /

روى الشيخ الجليل والأمير الزاهد ورّام بن أبي فراس في آخر المجلّد الثاني من كتاب تنبيه الخواطر قال: حدّثني السيد الأجل الشريف أبوالحسن عليّ بن ابراهيم العريضي العلوي الحسيني قال: حدّثني عليّ بن نما قال: حدّثني أبومحمد الحسن بن عليّ بن حمزة الأقساسي في دار الشريف عليّ بن جعفر بن عليّ المدائني العلوي قال: كان بالكوفة شيخ قصار وكان موسوما بالزهد منخرطا في سلك السياحة متبتلا للعبادة مقتفيا للآثار الصالحة فاتّفق يوما أنّني كنت بمجلس والدي وكان هذا الشيخ يحدّثه وهو مقبل عليه قال: كنت ذات ليلة بمسجد جعفي وهو مسجد قديم وقد انتصف الليل وأنا بمفردي فيه للخلوة والعبادة فاذا أقبل عليّ ثلاثة أشخاص فدخلوا المسجد فلمّا توسّطوا صرحته‏ جلس أحدهم ثم مسح الأرض بيده يمنة ويسرة فحصحص الماء ونبع فأسبغ الوضوء منه؛ ثم أشار إلى الشخصين الآخرين باسباغ الوضوء فتوضئا ثم تقدّم فصلّى بهما اماما فصلّيت معهم مؤتما به فلمّا سلّم وقضى صلاته بهرني حاله واستعظمت فعله من إنباع الماء فسألت الشخص الذي كان منهما إلى يميني عن الرجل فقلت له: من هذا؟ , فقال لي: هذا صاحب الأمر ولد الحسن (عليه السلام) فدنوت منه وقبّلت يديه وقلت له: يا ابن رسول اللّه ما تقول في الشريف عمر بن حمزة هل هو على الحقّ؟

فقال: لا وربّما اهتدى الّا انّه ما يموت حتى يراني ؛ فاستطرفنا هذا الحديث فمضت برهة طويلة فتوفّى الشيخ عمر ولم يشع انّه لقيه فلمّا اجتمعت بالشيخ الزاهد ابن نادية أذكرته بالحكاية التي كان ذكرها وقلت له مثل الراد عليه: أ ليس كنت ذكرت أنّ هذا الشريف عمر لا يموت حتى يرى صاحب الأمر الذي أشرت إليه؟

فقال لي: ومن أين لك انّه لم يره؟ ثم انّني اجتمعت فيما بعد بالشريف أبي المناقب ولد الشريف عمر بن حمزة وتفاوضنا أحاديث والده فقال: انّا كنّا ذات ليلة في آخر الليل عند والدي وهو في مرضه الذي مات فيه وقد سقطت قوّته بواحدة وخفت موته والأبواب مغلّقة علينا إذ دخل علينا شخص هبناه واستطرفنا دخوله وذهلنا عن سؤاله ؛ فجلس إلى جنب والدي وجعل يحدّثه مليّا ووالدي يبكي ثم نهض فلمّا غاب عن أعيننا تحامل والدي وقال: اجلسوني فأجلسناه وفتح عينيه وقال: أين الشخص الذي كان عندي؟ فقلنا: خرج من حيث أتى فقال: اطلبوه فذهبنا في أثره فوجدنا الأبواب مغلّقة ولم نجد له أثرا فعدنا إليه فأخبرناه بحاله وانّا لم نجده ثمّ انّا سألناه عنه فقال: هذا صاحب الأمر (عليه السلام) ثم عاد إلى ثقله في المرض وأغمي عليه‏ .

يقول المؤلف أي صاحب النجم الثاقب : انّ أبا محمد الحسن بن حمزة الاقساسي المعروف بعزّ الدين من أجلّة السادة ومن شرفاء وعلماء الكوفة وهو شاعر ماهر وقد جعله الناصر باللّه العباسي نقيب السادة و الاقساسي هذا هو الذي أنشد أبياتا حينما ذهب مع المستنصر باللّه العباسي إلى زيارة سلمان فقال له المستنصر: كذبت الشيعة الغلاة انّ عليّا جاء من المدينة إلى المدائن في ليلة واحدة لغسل سلمان ثم رجع إلى المدينة في تلك الليلة فأنشد في جوابه:

أنكرت ليلة إذ سار الوصيّ‏                         أرض المدائن لمّا طلبا

وغسّل الطّهر سلمانا وعاد إلى‏          عرائض يثرب والاصباح ما وجبا

وقلت ذلك من قول الغلاة وما              ذنب الغلاة إذا لم يوردوا كذبا

فآصف قبل ردّ الطرف من سبأ            بعرش بلقيس وافى يخرق الحجبا

فأنت في آصف لم تغل فيه بلى‏            في حيدر أنا غال انّ ذا عجبا

إن كان أحمد خير المرسلين فذا           خير الوصيّين أوكلّ الحديث هبا

ومسجد جعفي من المساجد المعروفة المباركة وقد صلّى أمير المؤمنين (عليه السلام) فيه أربع ركعات ثمّ سبّح تسبيح الزهراء (عليها السلام) ثم ناجى اللّه بمناجاة طويلة مذكورة في كتب المزار وذكرتها في الصحيفة الثانية العلوية ولم يبق الآن لهذا المسجد أثر .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.