المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الكاشاني المريض وشفائه ببركته (عليه السلام)  
  
3978   03:02 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص619-620
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / مشاهدة الإمام المهدي (ع) /

روي في البحار انّ جماعة من أهالي النجف أخبروا المجلسي انّ رجلا من أهل قاشان أتى إلى الغريّ متوجّها إلى بيت اللّه الحرام فاعتلّ علّة شديدة حتى يبست رجلاه ولم يقدر على المشي فخلّفه رفقاؤه وتركوه عند رجل من الصلحاء كان يسكن في بعض حجرات المدرسة المحيطة بالروضة المقدسة وذهبوا إلى الحج , فكان هذا الرجل يغلق عليه الباب كلّ يوم ويذهب إلى الصحاري للتنزّه ولطلب الدراري التي تؤخذ منها فقال له في بعض الأيّام: انّي قد ضاق صدري واستوحشت من هذا المكان فاذهب بي اليوم واطرحني في مكان واذهب حيث شئت.

قال: فأجابني إلى ذلك وحملني وذهب بي إلى مقام القائم (صلوات اللّه عليه) خارج النجف فأجلسني هناك وغسل قميصه في الحوض وطرحها على شجرة كانت هناك وذهب الى الصحراء وبقيت وحدي مغموما افكّر فيما يؤول إليه أمري فاذا أنا بشابّ صبيح الوجه أسمر اللّون دخل الصحن وسلّم عليّ وذهب إلى بيت المقام وصلّى عند المحراب ركعات بخضوع وخشوع لم أر مثله قط ؛ فلمّا فرغ من الصلاة خرج وأتاني وسألني عن حالي فقلت له: ابتليت ببليّة ضقت بها لا يشفيني اللّه فأسلم منها ولا يذهب بي فأستريح فقال: لا تحزن سيعطيك اللّه كليهما وذهب ؛ فلمّا خرج رأيت القميص وقع على الأرض فقمت وأخذت القميص وغسلتها وطرحتها على الشجر فتفكّرت في أمري وقلت: أنا كنت لا أقدر على القيام والحركة فكيف صرت هكذا؟ فنظرت إلى نفسي فلم أجد شيئا ممّا كان بي فعلمت انّه كان القائم (صلوات اللّه عليه) فخرجت فنظرت في الصحراء فلم أر أحدا فندمت ندامة شديدة , فلمّا أتاني صاحب الحجرة سألني عن حالي وتحيّر في أمري فأخبرته بما جرى فتحسّر على ما فات منه ومنّي ومشيت معه إلى الحجرة .

قالوا: فكان هكذا سليما حتى أتى الحاجّ ورفقاؤه فلمّا رآهم وكان معهم قليلا مرض ومات ودفن في الصحن فظهر صحة ما أخبره (عليه السلام) من وقوع الأمرين معا .

يقول المؤلف: لا يخفى انّ هناك بقاعا مخصوصة تعرف بمقام الحجة (عليه السلام) كوادي السلام ومسجد السهلة والحلّة ومسجد جمكران الواقع في خارج قم وغيره والظاهر في سبب جعل هذه البقاع من الأماكن المباركة والمتبركة هو ظهور معجزة فيها أو تشرّف شخص بلقاء الحجة (عليه السلام) فيها فصارت محلّ تردد الملائكة وقلّة تردد الشياطين وهذا أحد أسباب إجابة الدعاء وقبول العبادة , وورد في بعض الأخبار انّ للّه تعالى بقاعا يحبّ أن يعبد فيها ووجود امثال هذه الأماكن والبقاع كالمسجد ومشاهد الأئمة (عليهم السّلام) وقبور أولادهم وقبور الصلحاء والأبرار في أطراف العالم وأكنافه من الألطاف الالهية الغيبيّة لعباده المضطرين والمرضى والمظلومين والخائفين والمقروضين والمحتاجين وامثالهم من ذوي الهموم والأحزان الممزقة للقلوب والمشتتة للخواطر كي يذهبوا إليها ويتضرّعوا ويسألوا اللّه أن يكشف عمّا بهم ويداوي داءهم ويدفع أعداءهم ببركة صاحب ذلك المقام أو المشهد .

وكثيرا ما تكون اجابة الدعاء سريعة ومقرونة بالسؤال كأن يذهب مريضا فيرجع سالما أو يذهب متشتت الأحوال فيرجع مطمئن الخاطر أو يذهب مظلوما فيرجع مغبوطا ولا يخفى انّه كلّما اكثر الانسان في احترام وتعظيم ذلك المقام أو المشهد كثرت البركات التي تظهر له ويمكن أن تكون هذه البقاع هي التي قال اللّه تعالى فيها: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُو وَالْآصَالِ } [النور: 36] .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.