أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2019
![]()
التاريخ: 8-8-2019
![]()
التاريخ: 2024-11-24
![]()
التاريخ: 4-8-2019
![]() |
الصحافة العسكرية
كأي نوع من الموضوعات التي احتلت موقعاً لها بين اهتمامات الصحف العامة وبذلك ظهرت مع فنون الصحافة الأخرى، لا بل كانت من أكثر الموضوعات الصحفية تناولاً ويمكن القول أن الصحافة العسكرية ظهرت مع الظهور الطباعة خصوصاً أن الحروب قد انتشرت في أوروبا بين القرنين السادس عشر والسابع عشر. ولأن الحروب أساساً قامت في أوروبا لأسباب عقائدية دينية أو اقتصادية وهي بالتالي بحاجة إلى تعبئة جماهيرية لخلق التفاف شعبي حول القيادة التي تخوض هذه الحروب وبالتالي اطلاع الجمهور والمواطنين على سير المعارك كان مهمة ضرورية لاستمرار هذه الحرب والاستمرار فيها أو تعليل وتبرير أسباب الهزيمة أو توقف هذه الحرب.
يرى الباحثون أن تقدم الصحافة عموماً جاء نتيجة الحروب والصراعات سواء كانت هذه الحروب بين دول أو الأهلية، وكان الصراع على نشر الأنباء والآراء عنصراً حاسماً في هذه الحروب. وكما يقول د. حسنين عبد القادر أن الحروب تفتح الشهية دائماً «للأخبار» ويرى أن النشرات الألمانية المطبوعة للأخبار في القرن السادس عشر كان معظمها متوقفاً على أخبار المعارك الحربية والتهديدات والأخطار.
ولو رجعنا لتاريخ الصحافة في القرن الثاني عشر لوجدنا أن الأخبار والبيانات الحربية تحتل حيزاً مهماً من أخبار وأنباء وتحليلات الصحف، وتكاد تسيطر على الأعمدة الرئيسية.
فقد احتلت الأخبار العسكرية والحربية موقعاً مهماً أثناء الحرب الأهلية الأمريكية أو الحرب الأهلية الألمانية وكانت أهم أدوات حسم المعركة من خلال خلق الالتفاف الشعبي وكسب المناصرين وخلخلة صفوف الأعداء.
وكان من الطبيعي أن تحتل الأخبار الحربية والتحليلات العسكرية مكاناً هاماً في صحافة العالم الثالث ومنها المنطقة العربية.
فكانت صحيفة السودان التي صدرت عام 1903 نموذجاً حتى نقلت الأخبار الحربية نقلاً عن الصحف البريطانية وكان ذلك طبيعياً أثناء الاحتلال البريطاني لمصر والسودان، حيث سيطرت أخبار وتطورات الحرب الروسية اليابانية ومدى تأثيرها على الأوضاع العالمية وخصوصاً الاقتصادية منها.
كان لانتشار جبهات القتال وتوزعها سبباً مهماً في انتشار الصحفيين كمراسلين لصحفهم والذي عرف باسم المراسل الحربي، حيث اختلط هؤلاء مع الجنود في مواقعهم ونقلوا تضحياتهم ومواقفهم الإنسانية وأبرزوا دور القادة في رسم الخطط العسكرية وقدموا صورة للجبهة الداخلية عن المهارات القيادية لدى القادة في تعديل وتغيير الخطط ميدانياً.
كان نشاط المراسلين الحربيين ومرافقتهم للقوات مثلاً في الحرب اليابانية الصينية 1895 والحرب التركية اليونانية 1905 وكذلك أنباء الثورة المهدية في السودان الأثر البالغ لتطور الفنون الصحفية وفي ازدهار وتطور صناعة الصحافة في العالم وليس في بريطانيا وحدها. وبذلك أدى هذا النشاط لتطور وسائل نقل التقارير والأخبار فبعد أن كانت تنقل الرسائل بواسطة الأفراد باستخدام الحيوانات استخدمت السفن كوسائل لحمل الرسائل.
وعلى سبيل المثال استطاعت وكالة «رويترز» أن توفر 115 مراسلاً لها في معارك الحرب العالمية الأولى 1915 وقدمت 15 صحفياً قتلوا أثناء متابعتهم أخبار المعارك إضافة لجرحى ومفقودين، وقد أدى هذا الاشتراك المباشر في نقل الأخبار إلى ظهور أسماء لامعة ومرموقة في العمل الصحفي مثل «هاركسون ساليوري» مراسل «نيويورك تايمز» الذي لمع في تغطية أخبار الحرب الفيتنامية بين عامين 66 - 1967، والصحفي «بيتز كالسيير» مراسل إذاعة C.B.S الأمريكية الذي قاد فريقه من المصورين والفنيين في الحرب الأهلية الفيتنامية، وفي الإعلام أيضاً الصحفي «هربرت ماسور» الذي عمل في الجبهة الكوبية عام 1957 ، وتجد بمقابلاته الشهيرة مع فیدل کاستور وارنست جيفارا زعيمي الثورة الكوبية.
ومع تطور الصحافة عموماً كانت الحرب العالمية الثانية علامة فارقة في العمل الصحفي عموماً والصحافة العسكرية خصوصاً حيث صدرت أول صحيفة عسكرية لأفراد القوات المسلحة الأمريكية، فقد استطاعت مجلة «يانك» أن ترافق القوات العسكرية الأمريكية في معاركها الهامة، فقد رافق المحرر الرئيسي فيها «ديفيد يونر» القوات العسكرية في إنزالها على خليج النورمندي عام 1944 وقد غطى من خلال تواجده في المعارك بتفاصيلها ومواجهة المصاعب التي واجهها في البر والبحر والجور.
تميز المراسل الحربي بأنه كان يخاطر بحياته وسلامته مثل الجنود في المعارك لا بل هو عرضة أكثر منهم حيث أنهم كانوا أكثر تأهيلاً بالمهارات البدنية والعسكرية ولذلك لقي العديد منهم حتفهم وأصيب آخرون أثناء سير المعارك في ساحات القتال وكان من الطبيعي أن ترعى الدول الصحافة العسكرية وتسعى لتطويرها لا بل عمدت الكثير منها إلى إصدار نشرات إخبارية وتحليلات والتي أدت إلى تطور الصحافة والعمل المهني فيها.
غدى قسم الشؤون العسكرية من أهم أقسام الصحف مع التطور الكبير والمستمر على التكنولوجيا العسكرية وأهمية تمتين الجهة الداخلية، ومع استمرار الحروب وتعـدد مـا فـإن الصحف تبدي اهتماماً متزايداً بالشؤون العسكرية والحربية، فقد كانت التقارير العسكرية من أهم أدوات الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي والغربي بقيادة الولايات المتحدة واستخدمت هذه التقارير لتكون جزءاً مهماً من الحرب الدائرة. وهذا أيضاً ينطبق على حركات التحرر حيث أعتمدت في صراعها مع المستعمر على الصحافة في خلق جو من التعاطف وأقل بلدانها وخلخلة صفوف الأعداد من خلال نقلها لجرائم المستعمر وظلمه ونستطيع أن نقول أن الإعلام لعب دوراً هاماً في وقف الحرب الفيتنامية وكان أحد الأسباب الأساسية في توقفها.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|