المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ماذا يعني تركيز المؤثر Effective Concentration؟
2023-10-13
ما يقوله الزائر عن غيره بالأجر، وعن أخيه تطوّعاً.
2023-09-30
بلال بن رباح الحبشي ( ت/ 20 هـ )
24-12-2015
السري بن سلامة الأصبهاني
9-10-2017
معنى كلمة بعث‌
22-1-2016
سبب الجنابة
2023-05-04


إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل ابن حماد بن زيد بن درهم  
  
2570   04:54 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج2، ص194-199
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015 2308
التاريخ: 8-2-2018 2009
التاريخ: 30-9-2019 1763
التاريخ: 29-06-2015 7304

أبو إسحاق الأزدي، مولى ال جرير بن حازم، من أهل البصرة. مات فيما ذكره الخطيب: سنة اثنتين وثمانين ومائتين ومولده سنة مائتين، مات فجاءة.

قال التنوخي: حدثني أبو الفرج الأصبهاني أن القاضي إسماعيل لبس سواده ليخرج إلى الجامع فيحكم ولبس أحد خفيه وأراد أن يلبس الاخر فمات وهو قاض على جانبي بغداد جميعا. سمع محمد بن عبد الله الأنصاري ومسدد بن مسرهد وعلي بن المديني وغيرهم. روى عنه موسى بن هارون الحافظ وعبد الله بن أحمد بن حنبل ويحيى بن صاعد وكثيرون. وكان فاضلا عالما متقنا على مذهب مالك بن أنس شرح مذهبه ولخصه واجتح له وصنف المسند وكتبا عدة في علوم القرآن وجمع كتاب حديث مالك وكتاب يحيى بن سعيد الأنصاري وكتاب أيوب السختياني واستوطن بغداد قديما وولي القضاء بها ولم يزل يتقلده إلى حين وفاته.

 قال الخطيب: قال طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد إسماعيل بن إسحاق منشؤه البصرة وأخذ الفقه على مذهب مالك عن أحمد بن المعدل وتقدم في هذا المذهب حتى صار علما فيه ونشر من مذهب مالك وفضله ما لم يكن بالعراق في وقت من الأوقات وصنف من الاحتجاج لمذهب مالك والشرح له ما صار لأهل هذا المذهب مثالا يحتذونه وطريقا يسلكونه وانضاف إلى ذلك علمه بالقرآن فإنه صنف في القرآن كتبا تتجاوز كثيرا من الكتب المصنفة فيه. فمنها كتاب في أحكام القرآن وهو كتاب لم يسبقه أحد من أصحابه إلى مثله وكتاب في القراءات وهو كتاب جليل القدر عظيم الخطر وكتاب في معاني القرآن وهذان الكتابان يشهدان بفضله فيهما وأنه واحد زمانه ومن انتهى إليه العلم في النحو واللغة في أوانه وهو نظير المبرد.

 ورأيت أبا بكر بن مجاهد يصف هذين الكتابين وسمعته مرات لا أحصيها يقول: القاضي إسماعيل أعلم مني بالتصريف. وبلغ من العمر ما صار به واحدا في عصره في علو الإسناد لأن مولده في سنة تسع وتسعين ومائة فحمل الناس عنه من الحديث الحسن ما لم يحمل أحد عن كثير وكان الناس يصيرون إليه فيقتبس منه كل فريق علما لا يشاركه فيه الاخر فمن قوم يحملون الحديث ومن قوم يحملون علم القرآن والقراءات والفقه إلى غير ذلك مما يطول شرحه. فأما سداده في القضاء وحسن مذهبه فيه وسهولة الأمر عليه فيما كان يلتبس على غيره فشيء شهرته تغني عن ذكره وكان في أكثر أوقاته وبعد فراغه من الخصوم متشاغلا بالعلم لأنه اعتمد على مكاتبة أبي عمر محمد بن يوسف فكان يحمل عنه أكثر أمره من لقاء السلطان وينظر في كل أمره وأقبل هو على الحديث والعلم.

 قال أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم: كان إسماعيل بن إسحاق نيفا وخمسين سنة على القضاء ما عزل عنها إلا سنتين. قال الخطيب: وهذا القول فيه تسامح وذلك أن ولاية إسماعيل للقضاء ما بين ابتدائها إلى حين وفاته لم تبلغ خمسين سنة وأول ما ولي في خلافة المتوكل لما مات سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله وكان قاضي القضاة بسر من رأى جعفر بن عبد الواحد الهاشمي فأمره المتوكل أن يولي إسماعيل قضاء الجانب الشرقي من بغداد سنة ست وأربعين ومائتين لم يعزله أحد من الخلفاء غير المهتدي فإنه نقم على أخيه حماد بن إسحاق شيئا فضربه بالسياط وعزل إسماعيل إلى أن قتل المهتدي وولي المعتمد فأعاده إلى القضاء فلم يزل على قضاء بغداد بالجانبين إلى أن مات ولم يقلد قضاء القضاة لأن قاضي القضاة كان الحسن بن أبي الشوارب وكان يكون حينئذ بسامرا.  وحدث الخطيب قال: قال المبرد لما توفيت والدة القاضي إسماعيل رأيت من وجهه ما لم يقدر على ستره وكان كل يعزيه وقد كان لا يسلو فسلمت عليه ثم أنشدته: [المتقارب]

 (لعمري لئن غال ريب الزمان ... فساء لقد غال نفسا حبيبه)

 (ولكن علمي بما في الثوا ... ب عند المصيبة ينسي المصيبه)

 فتفهم كلامي واستحسنه ودعا بدواة وكتبه ثم انبسط وزالت عنه تلك الكآبة والجزع.

 قال إبراهيم بن حماد: أنشدني عمي إسماعيل القاضي: [الخفيف]

 (همم الموت عاليات فمن ثم ... تخطى إلى لباب اللباب)

 (ولهذا قيل الفراق أخو الموت ... لإقدامه على الأحباب)

 قال ودخل إلى القاضي إسماعيل بن إسحاق عبدون بن صاعد الوزير وكان نصرانيا فقام له ورحب به فرأى إنكار الشهود ومن حضره فلما خرج قال لهم قد علمت إنكاركم وقال الله تعالى {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم} وهذا الرجل يقضي حوائج المسلمين وهو سفير بيننا وبين خليفتنا وهذا من البر فسكتت الجماعة.

 قرأت بخط أبي سعد بإسناد له رفعه إلى أبي العباس بن الهادي قال كنت عند إسماعيل بن إسحاق القاضي في منزله فخرج يريد صلاة العصر ويدي في يده فمر ابن البري وكان غلاما جميلا فنظر إليه فقال وهو يمشي إلى المسجد: [الكامل]

 (لولا الحياء وأنني مشهور ... والعيب يعلق بالكبير كبير)

(لحللت منزلها التي تحتله ... ولكان منزلها هو المهجور)

 وانتهى إلى مسجد على باب داره فقال الله أكبر الله أكبر ثم مر في أذانه. والشعر لإبراهيم بن المهدي.

 وحكى أبو حيان هذه الحكاية كما مر وزاد فيها فقيل له افتتحت الأذان بقول الشعر فقال دعوني فوالله لو نظر أمير المؤمنين إلى ما نظرت إليه لشغله عن تدبير ملكه. قيل له فهل قلت شيئا اخر فيه قال نعم أبيات عبثت بي وأنا في المحراب فما استتممت قراءة الحمد حتى فرغت منها وهي: [المنسرح]

 (الحاظه ترجمان منطقه ... ووجهه نزهة لعاشقه)

 (هذّبه الظرف والكمال فما ... يمر عيب على طرائقه)

 (قد كثرت قاله العباد فما ... تسمع إلا سبحان خالقه)

 ومن كتاب القضاة لابن سمكة قال لما مات إسماعيل بن إسحاق بقيت بغداد ثلاثة أشهر بغير قاض حتى ضج الناس ورفع إلى المعتضد فاختار عبيد الله بن سليمان ثلاثة قضاة أبا حازم وعلي بن أبي الشوارب ويوسف وهو ابن عم إسماعيل بن إسحاق فولى أبا حازم الكرخ وابن أبي الشوارب مدينة المنصور ويوسف الجانب الشرقي.

 قال: وأخبرني الثقة أن إسماعيل دخل على الموفق فقال له ما تقول في النبيذ فقال أيها الأمير إذا أصبح الإنسان وفي رأسه شيء منه يقال له ماذا فقال الموفق يقال هو مخمور قال فهو كاسمه.

 وحدث المحسن قال: سمعت أبي يحكي عن أبي عمر القاضي قال: عرض القاضي إسماعيل على عبيد الله بن سليمان وزير المعتضد رقعة في حوائج  الناس ثم عرض أخرى وقال إن أمكن الوزير أن يوقع وقع وعرض أخرى وقال شيئا من هذا الجنس فقال له عبيد الله يا أبا إسحاق كم تقول إن أمكن وإن جاز وإن سهل من قال لك إنه يجلس هذا المجلس أحد ثم يتعذر عليه شيء على وجه الأرض من الأمور فقد كذبك هات رقاعك كلها في موضع واحد قال فأخرجها إسماعيل من كمه وطرحها بين يديه فوقع فيها فكانت مع ما وقع فيه قبل الكلام وبعده نحو الستين رقعة رحمه الله فما أصدق ما كانت رغبته إلى الله عز وجل.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.