المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الحسن بن علي بن الحسن بن عبد الله بن مقلة  
  
2412   04:57 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص14-16
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 2262
التاريخ: 21-2-2018 3542
التاريخ: 23-7-2016 2171
التاريخ: 29-12-2015 8762

أبو عبد الله، ومقلة اسم أم لهم، كان أبوها يرقصها فيقول: يا مقلة أبيها، فغلب عليها، وأبو عبد الله هو أخو الوزير أبي علي محمد بن علي، وهو المعروف بجودة الخط، الذي يضرب به المثل. كان الوزير أوحد الدنيا في كتبه قلم الرقاع والتوقيعات لا ينازعه في ذلك منازع ولا يسمو إلى مساماته ذو فضل بارع وكان أبو عبد الله هذا أكتب من أخيه في قلم الدفاتر والنسخ مسلما له فضيلته غير مفاضل في كتبته ومولد أبي عبد الله في سلخ رمضان سنة ثمان وسبعين ومائتين ومات في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ومات أبوه أبو العباس علي بن الحسن في ذي الحجة سنة تسع وثلاثمائة وله يوم مات سبع وستون سنة وأشهر وصلى عيه ابنه أبو علي.

 ولأخيه أبي علي ترجمة في بابه مفردة لما اشترطنا في ذكر أرباب الخطوط المنسوبة. وكان أبوهما الملقب بمقلة أيضا كاتبا مليح الخط. وقد كتب في زمانهما وبعدهما جماعة من أهلهما وولدهما ولم يقاربوهما وإنما يندر الواحد منهم الحرف بعد الحرف والكلمة بعد الكلمة وإنما كان الكمال لأبي علي وأبي عبد الله أخيه. فممن كتب من أولادهما أبو محمد عبد الله وأبو الحسن ابنا أبي علي وأبو أحمد سليمان بن أبي الحسن وأبو الحسين علي بن أبي علي وأبو الفرج العباس بن علي بن مقلة ومات أبو الفرج هذا في سنة إحدى وعشرين ومائتين ومات أبو الحسن علي بالفالج والسكتة في سنة ست وأربعين وثلاثمائة ومولده سنة خمس وثلاثمائة.

حدث ابن نصر قال: وجدت بخط أبي عبد الله بن مقلة على ظهر جزء وغنتني ابنة الحفار: [الطويل]

 (إلى سامع الأصوات من أبعد المسرى ... شكوت الذي ألقاه من ألم الذكرى)

 (فيا ليت شعري والأماني ضِلَّة ... أيشعر بي من بت أرعى له الشِّعرى)

 قال ابن نصر: فقلت كفى ابنة الحفار هذا الصوت أن يذكرها ويكتبه أبو عبد الله بن مقلة بخطه. وحدث أبو نصر قال: حدثني أبو القاسم بن الرقي منجم سيف الدولة قال: كنت في صحبة سيف الدولة في غداة المصيبة المعروفة وكان سيف الدولة قد انكسر يومئذ كسرة قبيحة ونجا بحشاشته بعد أن قتلت عساكره قال: فسمعت سيف الدولة يقول وقد عاد إلى حلب: هلك مني من عرض ما كان في صحبتي خمسة آلاف ورقة بخط أبي علي بن مقلة. قال: فاستعظمت ذلك وسألت بعض شيوخ خدمه الخاصة عن ذلك. فقال لي: كان أبو عبد الله منقطعا إلى بني حمدان سنين كثيرة يقومون بأمره أحسن القيام وكان ينزل في دار قوراء حسنة وفيها فرش تشاكلها ومجلس دست وله شيء للنسخ وحوض فيه محابر وأقلام فيقوم ويتمشى في الدار إذا ضاق صدره ثم يعود فيجلس في بعض تلك المجالس وينسخ ما يخف عليه ثم ينهض ويطوف على جوانب البستان ثم يجلس في مجلس آخر وينسخ أوراقا أخر على هذا فاجتمع في خزائنهم من خطه ما لا يحصى.

 وجدت بخط بعض أهل الفضل عن بعضهم قال حضرت مجلس أبي علي محمد بن علي بن مقلة في أيام وزارته وقد عرضت عليه رقاع وتوقيعات وتسبيبات قد رد عليها بخطه أخوه أبو عبد الله ثم رفعت إلى أبي علي فكان ينظر فيها ويمضيها وقد عرف صورتها. وكان أبو عبد الله حاضرا فلما فرغ منها التفت إليه فقال يا أبا عبد الله قد خففت عنا حتى أثقلت وخشينا أن نثقل عليك فأرح نفسك من هذا التعب. فضحك أبو عبد الله وقال السمع والطاعة.

 وقال ثابت بن سنان: لما ولي أبو علي بن مقلة الوزارة للمقتدر في سنة ست عشرة وثلاثمائة قلد أخاه أبا عبد الله الحسن بن علي ديوان الضياع الخاصة وديوان الضياع المستحدثة وديوان الدار الصغيرة. وصودر أبو عبد الله في أيام القاهر على خمسين ألف دينار بعد أن حلف أنه لا يملك إلا بساتين وما ورثه من زوجته وقيمة الجميع نحو مائة ألف درهم.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.