المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الامور المنجية من غوائل المال
6-4-2022
الاسباب غير الاتفاقية لانهاء المعاهدات
18-6-2018
تزيين الشام
4-10-2017
نظرية نشوء الكون
2-9-2016
أثـر عدم تماثـل المعلومـات فـي السـوق الماليـة
30/11/2022
الأهمية بالنسبة للواجهات البحرية للدول
8-1-2022


وفاته ووصيته (عليه السلام)  
  
3477   02:25 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص148-151.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) /

قبض ابو عبد اللّه (عليه السلام) في شوّال من سنة 148 ثمان واربعين ومئة مسموماً، في عنب سمّه المنصور، وله خمس وستون سنة، وقد عيّن بعض المتتبعين يوم وفاته (عليه السلام) في الخامس والعشرين منه، وقيل يوم الاثنين لنصف من رجب .

نقل عن مشكاة الانوار انه دخل بعض اصحاب ابي عبد اللّه (عليه السلام) في مرضه الذي توفي فيه اليه وقد ذبل فلم يبق الا رأسه، فبكى فقال : لأي شيء تبكي، فقال كيف لا أبكي وانا أراك على هذه الحال ؟.

 قال : لا تفعل فان المؤمن تعرض عليه كل خير ان تقطع أعضاؤه كان خيراً له، وان ملك ما بين المشرق والمغرب كان خيراً له.

وروى الشيخ عن سالمة مولاة ابي عبد اللّه (عليه السلام)، قالت : كنت عند ابي عبد اللّه جعفر بن محمد (عليه السلام) حين حضرته الوفاة واغمي عليه، فلما افاق قال : أعطي الحسن بن علي بن علي بن الحسين (عليه السلام) وهو الافطر، سبعين ديناراً وأَعطي فلاناً كذا، وفلاناً كذا، فقلت اتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك، قال تريدين ان لا أكون من الذين قال اللّه عز وجل : {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ } [الرعد: 21] ، نعم يا سالمة ان اللّه تعالى خلق الجنة فطيبها وطيب ريحها، وان ريحها يوجد في مسيرة ألفي عام، ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم.

 وروى الشيخ الصدوق عن ابي بصير قال دخلت على ام حميدة اعزيها بابي عبد اللّه (عليه السلام)، فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت يا ابا محمد لو رأيت ابا عبد اللّه (عليه السلام) عند الموت لرأيت عجباً، فتح عينيه ثم قال : اجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة، قالت : فلم نترك احداً الا جمعناه، قالت فنظر اليهم ثم قال : ان شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة .

روى القطب الراوندي عن داود بن كثير الرقّي، قال ، وفد من خراسان وافد يكنى ابا جعفر، واجتمع اليه جماعة من اهل خراسان فسألوه ان يحمل لهم اموالاً ومتاعاً ومسائلهم في الفتاوى والمشاورة، فورد الكوفة ونزل وزار امير المؤمنين (عليه السلام)، ورأى في ناحية رجلاً حوله جماعة، فلما فرغ من زيارته قصدهم فوجدهم شيعة فقهاء، يسمعون من الشيخ، فسألهم عنه، فقالوا : هو ابو حمزة الثمالي، قال : فبينا نحن جلوس اذ اقبل اعرابي، فقال جئت من المدينة وقد مات جعفر بن محمد (عليه السلام)، فشهق ابو حمزة ثم ضرب بيده الأرض ثم سأل الاعرابي هل سمعت له بوصية، قال اوصى الى ابنه عبد اللّه والى ابنه موسى (عليه السلام) والى المنصور، فقال الحمد للّه الذي لم يضلّنا، دل على الصغير وبيَّن على الكبير وستر الامر العظيم، ووثب الى قبر امير المؤمنين (عليه السلام) فصلى وصلينا، ثم اقبلت عليه وقلت له : فسِّر لي ما قلته، قال : بيَّن ان الكبير ذو عاهة، ودل على الصغير، بان ادخل يده مع الكبير، وستر الامر العظيم بالمنصور حتى اذا سأل المنصور من وصيه، قيل : انت.

قال المسعودي : ودفن (عليه السلام) بالبقيع مع ابيه وجده، وله خمس وستون سنة، وقيل انه سمَّ، وعلى قبورهم في هذا الموضع من البقيع رخامة، عليها مكتوب : بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه مبيد الامم، ومحيي الرمم، هذا قبر فاطمة بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) سيدة نساء العالمين، وقبر الحسن بن علي بن ابي طالب، وعلي بن الحسين بن علي بن ابي طالب، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد(عليهم صلوات الله وسلامه).

فقد رفعهم اللّه من ان يقال فيهم رحمهم اللّه واما فاطمة التي دفنت الأئمة (عليهم السلام) معها فهي فاطمة بنت اسد أم امير المؤمنين (عليه السلام)، واما فاطمة بنت رسول اللّه (صلى اللّه عليها) فالظاهر انها دفنت في بيتها كما حقق ذلك في محله.

ورُوي عن عيسى بن داب، قال لما حُمِل ابو عبد اللّه جعفر بن محمد (عليه السلام) على سريره واخرج الى البقيع ليدفن قال ابو هريرة:

اقول وقد راحوا به يحملونه       ***      على كاهل من حامليه وعاتق

اتدرون ماذا تحملون الى الثرى   ***       ثبيرا ثوى من رأس علياء شاهق

غداة حثى الحاثون فوق ضريحه  ***      تراباً وأولى كان فوق المفارق

قال شيخنا المفيد (رحمه اللّه) في المقنعة : باب فضل زيارة علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد، (عليهم السلام) : رُوي عن الصادق (عليه السلام) انه قال : من زارني غُفرت له ذنوبه ولم يمت فقير.

 وروي عن ابي محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) انه قال : من زار جعفراً وأباه، لم يشتك عينه، ولم يصبه سقم، ولم يمت مبتلى.

قال الصادق (عليه السلام) من زار اماماً من الأئمة وصلى عنده اربع ركعات، كتبت له حجة وعمرة .

وقيل للصادق (عليه السلام) ما حكم من زار احدكم، قال : يكون كمن زار رسول اللّه (صلى الله عليه واله).

 وقال الرضا (عليه السلام) ان لكل امام عهداً في اعناق شيعته وأوليائه، وان من تمام الوفاء بالعهد وحسن الاداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه، كانوا شفعاءه يوم القيامة وللّه در السيد صالح القزويني في قوله من قصيدة بائية :

وللّه افلاك البقيع فكم بها          ***    كواكب من آل النبي غوارب

حوت منهم ما ليس تحويه بقعة  ***    ونالت بهم ما لم تنله الكواكب

فبوركت ارضاً كل يوم وليلة      ***     تطوف من الاملاك فيك كتائب

وفيك الجبال الشم حلماً هوامد    ***      وفيك البحور الفعم جوداً نواضب

مناقبهم مثل النجوم كأنها         ***      مصائبهم لم يحصها الدهر حاسب

وهم للورى امّا نعيم مؤبدُ        ***        واما عذابُ في القيامة واصب




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.