أكّدت مؤسّسة نور الحسن الخيرية، تقديم الخدمات والرعاية لأكثر من ثلاثة آلاف يتيم وألف عائلة من عوائل الشهداء. جاء ذلك في كلمة رئيسها السيد عيسى الحسني، ضمن فعّاليات حفل تكريم طلبة المؤسّسة المتفوّقين من الأيتام بمختلف مراحلهم الدراسية، الذي نظّمته المؤسّسة بالتعاون مع العتبة العبّاسية المقدّسة. وأُقِيم الحفل في مزرعة السدر التابعة للعتبة المقدّسة في محافظة كربلاء، تحت شعار (تفوّق الأيتام دراسيّاً أجمل معاني الوفاء للوطن). وقال الحسني، إن "التنافس الشريف سمة من سمات الإسلام، وهو الذي يدفع الشخص للوصول إلى أعلى المراتب العلمية، وإن التفوّق الدراسيّ سمة ينشدها جميع الطلبة والطالبات لأنّ هذا التفوّق لا يأتي إلّا بعد جدٍّ واجتهاد ومثابرة وتنظيم للوقت والجهد، ويقام اليوم حفل تكريم الطلّاب الأيتام المتفوّقين والناجحين؛ بهدف دعم المتميّزين ورعايتهم والعناية بهم باعتبارهم الثروة الحقيقية للوطن، فالتفوّق ثمرة طيّبة لغرسٍ طيّب سقي بالمثابرة والجدّ والاجتهاد". وأضاف، أن "الحفل أقيم لتكريم أكثر من (300) طالبٍ وطالبة من المتفوّقين والناجحين دراسيّاً لجميع المراحل، ابتداءً من الروضة وانتهاءً بالجامعة من الأيتام وأبناء العوائل المتعفّفة التي ترعاها المؤسّسة". وبيّن، أن "المؤسّسة تقدّم خدماتها لأكثر من (3000) يتيم و(1000) عائلة من عوائل الشهداء والذين فقدوا ذويهم والعوائل المتعفّفة، المسجّلة لديها من جميع النواحي المادية والمعنوية، عبر مشاريعها المتعدّدة، منها مشروع التكافل الاجتماعي، الذي يشمل الرواتب والمنح الشهرية والسلّات الغذائية والمواد العينية وكسوة الملابس، ومشروع العناية الطبية المجّانية الذي يتضمّن كلف العمليات الجراحية وصرف الأدوية ومراجعة العيادات الطبّية، إلى جانب مشروع الدعم القانوني المجاني، الذي يعمل على حلّ المشاكل القانونية في المحاكم والدوائر الرسمية، بالإضافة إلى المشروع الثقافي، الذي يشتمل على إقامة المحاضرات الدينية والاجتماعية والنفسية والطبّية والأسرية والإرشادية والعلمية". وأوضح الحسني، أن "الخدمات التي تقدّمها المؤسّسة تتضمّن مشاريع أُخَر متعدّدة، منها مشروع بناء القدرات والمهارات المهنية وورش العمل، والمشروع التربوي والتعليم المجّاني، الذي عمل على إنشاء مدرسة نور العميد الابتدائية للبنين الخاصّة بالأيتام، وشُيّدت بالتعاون مع العتبة العبّاسية، ومشروع إغاثة الشعب اللبنانيّ الشقيق من المساعدات المادية والعينية، إلى جانب تنظيم برامج متعدّدة، منها برنامج الدعم النفسي والترفيهي وتنظيم السفرات، وإقامة المعرض السنويّ في منطقة بين الحرمين الشريفين، وتُعرَضُ فيه نتاجات الأيتام والأرامل الفنية والصناعات اليدوية والمنزلية، بالإضافة إلى إنشاء ودعم المدارس الدينية النسوية، ومنها (مدرسة فدك الزهراء الدينية والقرآنية النسوية، ومدرسة فيض الزهراء الدينية والقرآنية النسوية، ومدرسة نور الزهراء الدينية) في محافظة كربلاء، و(مدرسة دار العلم النسوية للعلوم الإسلامية) في النجف الأشرف، وهذه المدارس تهدف إلى تخريج جيلٍ من النساء المؤمنات المنتهجات نهج مدرسة علوم أهل البيت(عليهم السلام) والمتّبعات توجيهات المرجعية الدينية العُليا".
وذكر، أن "مشاريع المؤسّسة تتضمّن أيضاً، مشروع الإسكان المجّاني، الذي عمل على إنشاء مجمّع البتول السكني الخيري، ويضمّ ثمانية دورٍ سكنية مجهّزة بأحدث الأثاث، وبلغ عدد المستفيدين منها (50) فرداً من أرملة ويتيم، ومشروع تزويج الشباب العرسان السنوي وخاصّة الفقراء منهم، بصورةٍ مجّانية، ومشروع إنشاء محطّة تحلية للماء الصالح للشرب (R.O) في منطقة أبو طحين بسعة 1000لتر في الساعة مع منظومة تعقيم بالكلور، إلى جانب برنامَجَي الدعم المادي عبر تقديم رواتب شهرية للطالبات الجامعيات المتعفّفات؛ لغرض إكمال دراستهنّ، والعناية بالطالب، الذي يشمل توزيع حقيبة وحلّة مدرسية وقرطاسية ومستلزمات الدراسة الأُخَر، بالإضافة إلى صندوق القرض الحسن لتسليف المحتاجين والمستحقّين، سواء كان لغرض العلاج أو إجراء العمليات الطبّية أو بناء وترميم الدور، أو لقضاء الدين المحرج أو لإقامة المشاريع الصغيرة أو للزواج، فضلاً عن فرع المؤسّسة في محافظة النجف الأشرف الذي يقدّم خدماته لأكثر من (1000) يتيم و(500) عائلة متعفّفة". وأشار الحسني إلى، أن "المؤسّسة تعمل حالياً على مشاريع متعدّدة، منها إنشاء مجمّعٍ سكنيّ خيريّ على مساحة أكثر من 2 دونم في منطقة البوبيات بكربلاء، ويضمّ أكثر من (50) داراً سكنيّاً لعوائل الأيتام والعوائل المتعفّفة، إذ بلغت مرحلة البناء إلى إنشاء (32) داراً بالإضافة إلى تشييد جامع وحسينية وملحقاته، بمساحة (1000م2)". وأكّد، أن "مبالغ المساعدات والإعانات المصروفة لتنفيذ برامج المؤسّسة لسنة 2023 بلغت نحو (530) مليوناً، فيما بلغت قيمة المواد العينية التي وزّعت على العوائل أكثر من (100) مليون؛ ليصبح مجموع المبلغ الذي قُدّم لمساعدة العوائل المتعفّفة والأيتام، أكثر من (630) مليوناً"، لافتًا إلى، أن "مبالغ المساعدات والإعانات المصروفة لصالح العوائل المتعفّفة، منذ تأسيس المؤسّسة في (2012) وإلى نهاية سنة (2023)، بلغت أكثر من ستّة مليارات، فضلاً عن الموادّ العينية التي وُزّعت على العوائل، والتي بلغت نحو (950) مليوناً؛ ليُصبح مجموع المبلغ الذي قُدّم لمساعدة العوائل المتعفّفة والأيتام منذ التأسيس إلى هذا اليوم، أكثر من سبعة مليارات".