أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
5189
التاريخ: 18-12-2015
4895
التاريخ: 17-12-2015
6781
التاريخ: 16-6-2022
1790
|
الشكر والكفر
قال تعالى : {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الزمر: 7].
1 - قال علي بن إبراهيم : {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ } فهذا كفر النعم « 1 ».
وقال أحمد بن محمد بن خالد البرقي : عن بعض أصحابنا ، رفعه ، في قول اللّه تبارك وتعالى : {الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185] ، قال : « الشكر : المعرفة » . وفي قوله : {وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ }، فقال : « الكفر هاهنا : الخلاف ، والشكر : الولاية والمعرفة » « 2 ».
2 - قال الصادق عليه السّلام - في حديث يصف به شرائع الدين - : « إنّ اللّه لا يكلّف نفسا إلا وسعها ، ولا يكلفها فوق طاقتها ، وأفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين ، واللّه خالق كل شيء ، ولا نقول بالجبر ولا بالتفويض ، ولا يأخذ اللّه عزّ وجل البري ، بالسّقيم ، ولا يعذب اللّه عز وجل الأبناء بذنوب الآباء فإنه قال في محكم كتابه : {وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى} وقال عزّ وجلّ : {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى } [النجم: 39] . وللّه عزّ وجل أن يعفو وأن يتفضل ، وليس له تعالى أن يظلم ، ولا يفرض اللّه تعالى على عباده طاعة من يعلم أنه يغويهم ويضلهم ، ولا يختار لرسالته ، ولا يصطفي من عباده من يعلم أنه يكفر به ويعبد الشيطان دونه ، ولا يتخذ على عباده إلا معصوما » « 3 ».
3 - أقول : قوله تعالى : {ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} : تشير الآية إلى قضية المعاد . ولكون مسألة الحساب والعقاب لا يمكن أن تتمّ ما لم يكن هناك اطلاع وعلم كاملين بالأسرار الخفية للإنسان ، تختتم الآية بالقول : {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ }. بهذا الشكل ، ومن خلال جمل قصار ، استعرضت فلسفة التكليف وخصوصياته مسؤولية الإنسان ومسألة العقاب والجزاء والثواب . وهذه الآية جواب قاطع لمن يتولى المذهب الجبري ، الذي انتشر - مما يؤسف له - في صفوف بعض الطوائف الإسلامية ، لأن الآيات الكريمة تقول وبصراحة : وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ . ومن البديهي من لا يرتضي شيئا لا يأتي به ، وإرادة اللّه غير منفصلة عن رضاه .
____________
( 1 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 246 .
( 2 ) المحاسن : ص 149 ، ح 65 .
( 3 ) التوحيد : ص 406 ، ح 5 ، الخصال : ص 603 ، ح 9 .
|
|
أهمية مكملات فيتامين د خلال فصل الشتاء.. 4 فوائد رئيسية
|
|
|
|
|
علماء: قرص الشمس سيبدو أكبر في عام 2025
|
|
|
|
|
بالفيديو: بعثة الإغاثة الطبية التابعة للعتبة الحسينية في لبنان تقدم لاهالي صيدا المساعدات الطبية
|
|
|