أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-1-2016
2125
التاريخ: 2024-09-11
522
التاريخ: 2025-01-04
32
التاريخ: 3-1-2016
4299
|
يمكننا القول إن المناخ تغيّر وتغير ما كان سائدا طيلة عقود وقرون مضت، فالثلوج التي كانت تعزل مناطق واسعة من البلاد لم نعد نراها الا نادرا وعلى ذرى الجبال كبقع بيضاء سرعان ما تتلاشى ، كما إن معدلات الامطار لم تعد تلك المعدلات المرتفعة فلم نعد نرى الانهار التي تغذيها والسيول فلا بردى كعهده يشكل فيضانات في شوارع دمشق ولا الأعوج يعرف طريقه الى بحيرة العتيبة ولا الينابيع التي كانت تشكل شلالات ومساقط للمياه وكذلك الحال مع نهري دجلة والفرات.
لقد تبدلت تلك الصورة وبات الجفاف يهدد الزراعة والمواسم ومصادر المياه المتجددة والمياه الجوفية وبتنا نخاف من العطش وصعوبة تأمين مياه الشرب إن الخوف كل الخوف من عدة سنوات متتالية أي ثلاث سنوات متعاقبة مثلا من الجفاف رغم تفاؤلنا بالأمطار التي هطلت في اليومين الماضيين وبمعدلات متدنية مثلا وتساقط الثلوج على المرتفعات وبأن الامطار عندنا قد تأتي متأخرة في فصل الربيع كما حصل في السنوات السابقة.
ونحن أمام حالة تحد للجفاف وما سينجم عنه من تداعيات على الزراعة بشقيها النباتي والحيواني وعلى الانتاج برمته وعلى الخطط الزراعية والمشاريع الاستثمارية التي تعول عليها الكثير من الدول العربية لكي تلحق بقطار الحضارة قبل أن يفوتها.
إن تحدي الجفاف ومواجهته لا يتم بالأمنيات والوقوف متفرجين بل الإسراع بتطبيق خطة ترشيد استهلاك المياه في مجال الزراعة والصناعة والاستخدامات المنزلية المفرطة والاسراع في التحول الالزامي الى اتباع طرق الري الحديث بعد تأمين كافة المستلزمات مع ترشيد الإستهلاك اليومي للمياه في المدن والبلدات، كذلك الاسراع في تنفيذ المشاريع الإستراتيجية للاستفادة القصوى من مياه الفرات ودجلة والنيل مثلا وتوسيع رقعة الاراضي المروية وعدم استنزاف المياه الجوفية واستثمارها بطرق علمية مدروسة بما يتلائم وبيئة المنطقة لا أن ننقل تجارب الآخرين نصا وروحا والتي قد لا تتناسب مع بيئتنا فتكون انعكاساتها سلبية وها ما سيزيد الطين بلة .
اضافة الى ضرورة حماية مياه الينابيع والمياه الجوفية من التجاوزات وتنفيذ مشاريع محطات معالجة المياه المالحة والعادمة والاستفادة منها في مجالات الري والزراعة إن الجفاف ناتج عن فترة ممتدة من الوقت قد تصل إلى شهور أو سنوات، وتحدث نتيجة نقص حاد في الموارد المائية في منطقة معينة وبشكل عام، يحدث الجفاف عندما تعاني منطقة ما بشكل مستمر من انخفاض هطول الأمطار عن المعدل الطبيعي له ومن الممكن أن يكون للجفاف تأثير كبير على كل من النظام البيئي والزراعة في المنطقة المتضررة، وعلى الرغم من أن فترات الجفاف قد تستمر لسنوات عديدة، فإن فترة قصيرة من الجفاف الشديد كفيلة بإلحاق أضرار هائلة تؤدي الى إنزال خسائر بـ الاقتصاد المحلي، ولهذه الظاهرة العالمية تأثير واسع النطاق في مجال الزراعة.
فوفقا لإحصائيات الأمم المتحدة، فإن مساحة الأراضي الزراعية التي يتم إهدارها تعادل مساحة الأراضي الخصبة تعادل مساحة دولة أوكرانيا مثلا في كل عام بسبب الجفاف والزحف الصحراوي وإزالة الغابات والبساتين والأراضي الزراعية لأي سبب كان وعدم استقرار المناخ واستقرار السلطة الحاكمة، ومن المعروف أيضا أنه لطالما كانت فترات الجفاف الطويلة ستكون الدافع الرئيسي للهجرة الجماعية، فهي تلعب دورًا رئيسيًا في حدوث عدد من الهجرات المستمرة والكوارث الإنسانية الأخرى في منطقتي المشرق والمغرب العربي والقرن الأفريقي والساحل الأفريقي .
أما فيما يتعلق بالعصور الحديثة، فتستطيع الشعوب أن تخفف من حجم الأضرار الناجمة عن الجفاف بشكل فعال، وذلك من خلال تنظيم الري والدورة الزراعية وفي الواقع، فقد أضحى الفشل في وضع استراتيجيات مناسبة لتخفيف حدة الآثار المترتبة على الجفاف يكبد البشر الكثير من الخسائر في العصر الحديث، وهو الأمر الذي تتفاقم حدته في ظل الزيادة المطردة في الكثافة السكانية. فقد أدت فترات الجفاف المتكررة التي نجم عنها حدوث تصحر في منطقة القرن الأفريقي إلى وقوع كوارث بيئية خطيرة، أدت إلى حدوث المجاعة التي استمرت في الصومال وجنوب السودان خلال عامي 1984 و 1985 ونقص حاد في الغذاء نتج عنها أزمة الغذاء في منطقة القرن الأفريقي لعام 2006 وعام 2011، وفي الشمال الغربي من منطقة القرن الأفريقي، نجد أن السبب في إشعال فتيل الأزمة في الصراع الدائر في إقليم دارفور غربي السودان والذي تأثرت به أيضا جمهورية التشاد يعود إلى ما مرّ بالإقليم من عقود عديدة من الجفاف، فهناك عدة عوامل ساهمت معا في اشتعال أزمة دارفور، ومنها الجفاف والتصحر والزيادة السكانية، ويرجع ذلك إلى أن العرب من قبائل المسيرية وقبائل البقارة والبدو في بحثهم عن المياه كانوا يأخذون دوابهم إلى أقصى الجنوب حيث الأراضي الآهلة بشعوب غير عربية في المقام الأول يعملون في مجال الزراعة.
وفقا لتقرير الأمم المتحدة عن المناخ من المتوقع أن تختفي الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا التي مصادر مياه أكبر أنهار آسيا مثل الجانج، والسند والباهما بوترا واليانجتسي ولميكونج والسالولين والنهر الأصفر بحلول عام 2035 بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري. فهناك ما يقرب من 2.4 بليون شخص يعيشون في الدول الواقعة في المتجمعات المائية لأنهار جبال الهيمالايا، وفي العقود القادمة أيضا، ربما تشهد دول مثل الهند والصين وباكستان وبنجلاديش ونيبال وميانمار سلسلة من الفيضانات تتبعها فترات من الجفاف وهذا ما تؤكده الأحداث والتغيرات المناخية في درجات الحرارة نتيجة الاحتباس الحراري وغيرها خلال العقدين الماضيين تحظى مشكلة الجفاف في الهند والتي تؤثر كذلك على نهر الجانج باهتمام خاص، لأن هذا النهر يمثل مصدر مياه الشرب والمياه اللازمة لري الأراضي الزراعية لأكثر من 500 مليون شخص، هذا إضافة إلى أن الساحل الغربي لـ أمريكا الشمالية والذي يحصل على معظم مياهه من الأنهار الجليدية الواقعة في سلاسل جبلية مثل سلسلة جبال روكي وجبال سجيرا نيفادا يمكن أن تتأثر أيضا بظروف الجفاف.
أما في عام 2005، شهدت أجزاء من حوض الأمازون فترة من أسوأ فترات الجفاف التي مرت بها المنطقة منذ 100 عام. كما أفادت الدراسة المنشورة في عام 2006 أن النتائج التي توصل إليها مركز أبحاث وودز هول (Hole Woods Research Center) الى أن الغابات على وضعها الحالي لا يمكن أن تصمد سوى لثلاث سنوات من الجفاف وفي هذه الدراسة أيضا، صرّح فريق من علماء المعهد الوطني للأبحاث في منطقة الأمازون (Institute of Amazonian National Research) في البرازيل أن الجفاف والآثار الناجمة عن إزالة الغابات على المناخ حيث سينتهي بها الحال إلى هلاك المجتمعات الحيوية بما لا يمكن النجاة منها حتى ولو بعض الأفراد من تلك المجتمعات، وتتخلص هذه الدراسة إلى أن الغابات المطيرة على وشك أن تتحول إلى حشائش سافانا أو صحراء، مع الأخذ في الاعتبار ما يتبع ذلك من آثار مدمرة على مناخ العالم بل وسيزيد من تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري، ووفقًا لما ذكره الصندوق العالمي لحماية الطبيعة (WWF)، فإن كلاً من التغيرات المناخية وإزالة الغابات والمسطحات الخضراء الطبيعية سيزيد من نسبة جفاف الأشجار وبالتالي هلاك نسبة عالية منها، الأمر الذي سيؤدي إلى المزيد من حرائق الغابات في كل من أمريكا واوربا واستراليا وغيرها.
من المعلوم يتكون الجزء الأكبر من أستراليا من الصحاري (desert) أو الأراضي شبه القاحلة المعروفة باسم المناطق النائية (outback)، وقد تم تناول مشكلة التصحر في المناطق الداخلية في دراسة أجراها عدد من الباحثين الأستراليين والأمريكيين عام 2005، وعليه يمكن أن نستنتج من الدراسة الى أن أحد الأسباب التي أدت إلى ذلك يرتبط بالمستوطنين الأوربيين الجدد الذين جاءوا إلى أستراليا منذ مئات السنيين وليس المستوطنين الأصليين الذين قدموا إلى ذلك المكان منذ 50000 سنة تقريبًا كما تقول الدراسة، ولا تشكل ممارسات المستوطنين الأصليين والذين هم أقلية قليلة في استراليات المتمثلة في الحرق المنتظم لمخلفات المحاصيل الزراعية عائقًا للرياح الموسمية يمنعها من الوصول إلى المناطق الداخلية في أستراليا ففي عام 2008، حذر فريق من الخبراء من دمار شديد وطويل الأجل، قد يستعصى علاجه، سيلحق بالنظام البيئي في جميع أجزاء حوض نهر موراي دارلينج ما لم يتوفر قدر كاف من المياه لهذه المنطقة بحلول شهر أكتوبر من نفس العام، ومن الممكن أن تشهد أستراليا حالات من الجفاف أشد عنفًا، بل وربما تكون أكثر تكراراً في المستقبل، وذلك وفقا لما ورد في تقرير صدر عن الحكومة في يوليو (تموز) .
عليه ووفقا الى ما جاء على لسان عالم البيئة تيم فلانيري Tim Flannery الحاصل على جائزة أفضل شخصية في أستراليا خلال ذلك العام، فمن المتوقع إذا لم يتم إدخال تغييرات جذرية في عام 2007، أن تصبح مدينة بيرث (Perth) في أستراليا الغربية أولى مدن العالم التي تتحول إلى مدينة أشباح مهجورة تفتقر إلى أي مصدر من مصادر المياه من شأنه توفير سبل الحياة للسكان من المستوطنين الأصليين والجدد.
|
|
أهمية مكملات فيتامين د خلال فصل الشتاء.. 4 فوائد رئيسية
|
|
|
|
|
علماء: قرص الشمس سيبدو أكبر في عام 2025
|
|
|
|
|
مؤسسة بيت الحكمة: ندوة دار الرسول الأعظم ناقشت أفكار المستشرقين عن السيرة النبوية
|
|
|