أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
5543
التاريخ: 24-11-2014
4872
التاريخ: 2023-08-30
1088
التاريخ: 9-11-2014
5124
|
قال تعالى : {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ.. } [النور : 35]
في هذه الآية نقرأ في جملة قصيرة وغزيرة المعنى : {اللَّهُ نُورُ السَماوَاتِ وَالأَرض}.
ويعقّب هذه العبارة تشبيه جميل وجذّاب لهذا النور الإلهي يشكّل ميداناً واسعاً لبحوث المفسّرين الأعلام للقرآن ، وبما أنّ الشاهد في هذا البحث هو العبارة الاولى ، فإنّا نشرع بتبيانها وشرحها :من الطرق الهامّة في تفهيم الحقائق المعقّدة هو استعمال التشبيهات البليغة بغية تقريب الحقائق العلمية إلى الذهن بضرب الأمثلة الحسّية ، وهنا قد استفيد من هذه الطريقة (وإن كانت الأمثلة بشأن اللَّه تعالى ناقصة لعدم وجود مثيل لذاته) ولإدراك حقيقة هذا المثال لابدّ من التدبّر في معنى النور وصفاته وخصائصه وبركاته ، ولا ريب في أنّ النور من أجمل الموجودات المادية وألطفها وأكثرها بركة ، وتنتشر منه البركات والجمال في عالم المادّة.
فنور الشمس منبع الحياة والسرّ في بقاء الموجودات الحيّة والعنصر الفاعل في نمو النبات والزهور وجميع الأحياء.
النور هو المصدر الأساس للطاقات ، نظير حركة الرياح ، وهطول الأمطار ، والعنصر الأساس في وجود المحروقات (البترول والفحم الحجري) ولو تبدّل نور الشمس إلى ظلام فسوف تتوقّف كلّ حركة في العالم.
والنور واسطة لمشاهدة الموجودات المختلفة والمظهر لها ، هذا وانّ حركة الأمواج والذرّات الضوئية هي أسرع الحركات المتصوّرة في عالم المادّة ، حيث تبلغ سرعتها (300 ألف كم) في الثانية ، وهذا يعني أنّ النور في طرفه عين يدور حول الأرض سبع مرّات.
وأخيراً فإنّ نور الشمس أفضل عامل على تلطيف البيئة والقضاء على مختلف أنواع الجراثيم الضارّة وإزالة الموانع عن طريق الحياة البشرية ، وبملاحظة هذه الخصائص التي يتّصف بها النور المحسوس يتّضح عمق تشبيه ذات اللَّه المقدّسة بالنور.
نعم ، إنّ وجوده تعالى هو النور الذي يظهر الوجودات ويحفظها ، ومنه تنبع الحياة المعنوية والمادية ، ويصدر كلّ جمال في العالم ، وكلّ حركة نحو الكمال تنبع من وجوده المقدّس ، وكلّ هداية تتحقّق برعايته.
وهو الذي يرفع الموانع عن طريق عباده ، وهو الهادي للإنسان في طريق الكمال والقرب لذاته ، وبكلمة واحدة كلّ ما في العالم قائم بذاته المقدّسة.
وهناك سؤال يطرح نفسه وهو : هل النور الذي يُظهر الأشياء يحتاج إلى مظهر؟ وهل الموجودات التي يُظهرها النور تكون أكثر ظهوراً من النور نفسه لتكون معرفة له؟
وبتعبير أدق : ما هي الوسيلة التي يمكن مشاهدة النور بها غير النور نفسه؟ وهذا هو الأساس في برهان الصدّيقين.
وقد ذكر المفسّرون عدّة احتمالات في تفسير هذه الآية لا تنافي بينها ، نظير الموارد الكثيرة الاخرى ، ويمكن الجمع بينها ، أي أنّ كلّ مفسّر منهم لاحظ- في الحقيقة- الآية من زاوية معيّنة.
وقد قال الكثير بأنّ جملة : {اللَّهُ نُورُ السَمَاواتِ وَالأَرض} تعني (المنوّر للسماوات والأرض).
وقد فسّرها البعض الآخر ب (الهادي لمن في السماوات والأرض) تبعاً للرواية التي وردت عن الإمام الرضا عليه السلام في هذا الشأن حيث قال :
«هادٍ لأهل الأرض» أو «هادٍ لأهل السماوات وهادٍ لأهل الأرض» «1».
وفسّرها البعض الآخر بمعنى الطاهر المنزَّه من كلّ عيب في جميع السماوات والأرض.
وفسرها آخرون بمعنى المُدبر لشؤون السماوات والأرض.
وفُسّرت بمعنى الإضاءة بواسطة الشمس والقمر والنجوم ، وبواسطة الأنبياء والملائكة والعلماء والمفكّرين.
وفسّرها بعض بمعنى المنظّم للعالم العلوي والسفلي.
وفُسّرت بمعنى المفيض بالجمال على الكونين.
وفُسّرت بمعنى خالق السماوات والأرض.
وكما أسلفنا فإنّ هذه المعاني موجودة في الآية الكريمة : {اللَّهُ نُورُ السَّمَاواتِ وَالأَرض} ، بل إنّ الآية تنطق بما هو أعلى وأوسع ، حيث إنّ النور نيّر ذاتاً وهو الدليل على وجوده ولا يحتاج إلى مظهر آخر ، لأنّ الآخرين ظاهرون بأجمعهم ببركته وكما قال العرفاء :
«كفى بك جهلًا بأن تهجر الشمس الساطعة وتبحث في الوديان بنور الشمع ، واعلم بأنّ الكون طرّاً من شعاع الحقّ».
______________________
(1) تفسير البرهان ، ج 3 ، ص 133 ، ح 1 و 2؛ وتفسير نور الثقلين ، ج 3 ، ص 603.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|