المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

معاوية بن وهب
15-9-2016
الإنسان يطوّع ظاهرتي المد والجزر في توليد الطاقة
6-10-2016
سلوك تناول الغذاء عند الابقار (الانماط السلوكية في الابقار)
8-1-2017
توكيد الافعال الخمسة
16-10-2014
اللوبيا
17-5-2018
المخصبات الحيوية الطحلبية Cyanobacterial Biofertilizers
27-12-2017


مريم الشِلبية  
  
2453   03:10 مساءً   التاريخ: 2-3-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص350-351
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-06-2015 1930
التاريخ: 21-06-2015 3271
التاريخ: 4-6-2017 4860
التاريخ: 21-2-2018 1832

 

هي الحاجّة مريم بنت أبي يعقوب الفصولي (1) أصلها من شلب، و لكنّها سكنت إشبيلية و كانت لها في إشبيلية شهرة. و قد كانت تعلّم النساء. و أسنّت مريم كثيرا و ماتت بعد سنة 4٠٠(١٠١٠ م) بأمد.

كانت مريم الشلبية أديبة شاعرة جزلة الشعر مشهورة؛ و في تراكيبها شيء من الضّعف.

مختارات من شعرها:

- بعث ابن المهنّد (2) إلى مريم الشلبية بدنانير و كتب إليها مع هذه الدنانير بأبيات مطلعها: «ما لي بشكر الذي أوليت من قبلِ (2ب)» ، فكتبت إليه:

من ذا يجاريك في قول و في عملٍ... و قد بدرت إلى فضل و لم تسل (3)

ما لي بشكر الذي نظّمت في عنقي... من اللآلي و ما أوليت من قبل (4)

حلّيتني بحلى أصبحت زاهيةً... بها على كلّ أنثى من حلى عطل (5)

لله أخلاقك الغرّ التي سقيت... ماء الفرات فرقّت رقّة الغزل

أشبهت في الشعر من غارت بدائعه ... و أنجدت و غدت من أحسن المثل (6)

من كان والده العضب المهنّد لم... يلد من النسل غير البيض و الأسل (7)

- و قالت لمّا أسنّت و بلغت سبعا و سبعين سنة:

و ما يرتجى من بنت سبعين حجّة... و سبع كنسج العنكبوت المهلهل (8)

تدبّ دبيب الطفل تسعى إلى العصا... و تمشي بها مشي الأسير المكبّل (9)

_______________________

1) في «بغية الملتمس» الفصولي (بفتح الفاء و الصاد) و في غير بضمّ الفاء و فتح الصاد.

2) في نفح الطيب «المهدي» (و هو في الأغلب خطأ-راجع البيت الأخير) .

٢ ب) من قبل (بكسر و فتح) : طاقة، قدرة.

3) بدر: سبق. لم تسل: لم تسأل (بالبناء للمجهول) .

4) من قبل (بضمّ فضم) من قبل (يبدو أنّ ابن المهنّد كان قد أحسن إليها مرارا قبل ذلك) .

5) العطل (بضم فضمّ) : العاطل (المرأة الجميلة جمالا طبيعيّا فتستغني عن التزيّن بالحلى) .

6) بدائعه: أبيات شعره البديعة. غارت: نزلت إلى الغور (بفتح الغين المعجمة: الأرض المنخفضة) . أنجدت: صعدت إلى نجد (المكان المرتفع) -أشعاره اشتهرت في كلّ مكان.

7) العضب: السيف القاطع. المهنّد: السيف من صنع الهند. البيض: السيوف. الأسل: الرماح (يلد البيض و الأسل: يلد الشجعان) .

8) المهلهل: الرقيق (الضعيف) .

9) المكبّل: المقيّد.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.