المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

تفتت = اضمحلال disintegration = decay
29-8-2018
Eulerian Number
7-1-2021
كراهة اشتمال الصمّاء
3-12-2015
الكتاب و السنة متظاهران في ذم المال و كراهة حبه
5-10-2016
ethnomethodology (n.)
2023-08-25
حرمة اكل البيض على المحرم جزاءه.
18-4-2016


تفسير الاية (7-14) من سورة الصف  
  
3938   12:34 مساءً   التاريخ: 8-10-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الصاد / سورة الصف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2017 10202
التاريخ: 8-10-2017 3939

قال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُو يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوكَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُو الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوكَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} [الصف: 7 - 14].

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب} أي من أشد ظلما ممن اختلق الكذب على الله وقال لمعجزاته سحر وللرسول إنه ساحر كذاب {وهو يدعى إلى الإسلام} الذي فيه نجاته وقيل يدعى إلى الاستسلام لأمره والانقياد لطاعته {والله لا يهدي القوم الظالمين} الذين ظلموا أنفسهم بفعل الكفر والمعاصي قال ابن جريج هم الكفار والمنافقون ويدل عليه قوله بعد {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم} أي يريدون إذهاب نور الإيمان والإسلام بفاسد الكلام الجاري مجرى تراكم الظلام فمثلهم فيه كمثل من حاول إطفاء نور الشمس بفيه {والله متم نوره} أي مظهر كلمته ومؤيد نبيه ومعلن دينه وشريعته ومبلغ ذلك غايته.

 {ولوكره الكافرون هو الذي أرسل رسوله} محمدا (صلى الله عليه وآله وسلّم) {بالهدى} من التوحيد وإخلاص العبادة له {ودين الحق} وهو دين الإسلام وما تعبد به الخلق {ليظهره على الدين كله} بالحجة والتأييد والنصرة {ولوكره المشركون} وفي هذه دلالة على صحة نبوة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأنه سبحانه قد أظهر دينه على جميع الأديان بالاستعلاء والقهر وإعلاء الشأن كما وعده ذلك في حال الضعف وقلة الأعوان وأراد بالدين جنس الأديان فلذلك أدخل الألف واللام وروى العياشي بالإسناد عن عمران بن ميثم عن عباية أنه سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله} أ ظهر بعد ذلك قالوا نعم قال كلا فو الذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية إلا وينادى فيها بشهادة أن لا إله إلا الله بكرة وعشيا .

ولما تقدم ذكر الرسول عقبه سبحانه بذكر الدعاء إلى قبول قوله ونصرته والعمل بشريعته فقال {يا أيها الذين آمنوا} وهو خطاب للمؤمنين على العموم وقيل هو خطاب لمن تقدم ذكرهم في أول السورة {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم } صورته صورة العرض والمراد به الأمر على سبيل التلطف في الاستدعاء إلى الإخلاص في الطاعة والمعنى هل ترغبون في تجارة منجية من العذاب الأليم وهو الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس وذلك قوله {تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم} وإنما أنزل هذا لما قالوا لو نعلم أي الأعمال أفضل وأحب إلى الله لعملناه فجعل الله سبحانه ذلك العمل بمنزلة التجارة لأنهم يربحون فيها رضى الله والفوز بالثواب والنجاة من العقاب {ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} أي ما وصفته وذكرته لكم أنفع لكم وخير عاقبة لو علمتم ذلك واعترفتم بصحته وقيل إن معناه إن التجارة التي دللتكم عليها خير لكم من التجارة التي أنتم مشتغلون بها لأنها تؤدي إلى ربح لا يزول ولا يبيد وهذه تؤدي إلى ربح يزول ويبيد إن كنتم تعلمون مضار الأشياء ومنافعها يغفر لكم ذنوبكم فإنكم إن علمتم بذلك {يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة} أي مواضع تسكنونها مستلذة مستطابة {في جنات عدن} أي إقامة لا تبغون عنها حولا.

 {ذلك الفوز العظيم} لا ما يعده الناس فوزا من طول البقاء وولاية الدنيا وسأل الحسن عمران بن الحصين وأبا هريرة عن تفسير قوله {ومساكن طيبة في جنات عدن} فقالا على الخبير سقطت سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن ذلك فقال قصر من لؤلؤ في الجنة في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء في كل بيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا من كل لون على كل فراش امرأة من الحور العين في كل بيت سبعون مائدة على كل مائدة سبعون لونا من الطعام في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة قال ويعطي الله المؤمن من القوة في غداة واحدة ما يأتي على ذلك كله.

 ثم قال سبحانه {وأخرى تحبونها} أي وتجارة أخرى أو خصلة أخرى تحبونها عاجلا مع ثواب الآجل وهذا من الله تعالى زيادة ترغيب إذ علم سبحانه أن فيهم من يحاول عاجل النصر إما رغبة في الدنيا وإما تأييدا للدين فوعدهم ذلك بأن قال {نصر من الله وفتح قريب} أي تلك الخصلة أو تلك التجارة نصر من الله لكم على أعدائكم وفتح قريب لبلادهم يعني النصر على قريش وفتح مكة عن الكلبي وقيل يريد فتح فارس والروم وسائر فتوح الإسلام على العموم عن عطاء وقريب معناه قريب كونه وقيل قريب منكم يقرب الرجوع منه إلى أوطانكم {وبشر المؤمنين} أي بشرهم بهذين الثوابين عاجلا وآجلا على الجهاد وهو النصر في الدنيا والجنة في العقبي.

 ثم حض سبحانه المؤمنين على نصرة دينه فقال {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله} أي أنصار دينه وأعوان نبيه وإنما أضاف إلى نفسه كما يقال للكعبة بيت الله وقيل حمزة بن عبد المطلب أسد الله والمعنى دوموا على ما أنتم عليه من النصرة {كما قال عيسى بن مريم} أي مثل قول عيسى بن مريم {للحواريين} وهم خاصة الأنبياء وسموا بذلك لأنهم أخلصوا من كل عيب عن الزجاج وقيل سموا بذلك لبياض ثيابهم وقيل لأنهم كانوا قصارين {من أنصاري إلى الله} والمعنى قل يا محمد إني أدعوكم إلى هذا الأمر كما دعا عيسى قومه فقال من أنصاري مع الله ينصرني مع نصرة الله إياي وقيل إلى الله أي فيما يقرب إلى الله كما يقال اللهم منك وإليك {قال الحواريون نحن أنصار الله} أي أنصار دين الله وأولياء الله وقيل إنهم إنما سموا نصارى لقولهم نحن أنصار الله.

 {فآمنت طائفة من بني إسرائيل} أي صدقت بعيسى {وكفرت طائفة} أخرى به قال ابن عباس يعني في زمن عيسى (عليه السلام) وذلك أنه لما رفع تفرق قومه ثلاث فرق فرقة قالت كان الله فارتفع وفرقة قالت كان ابن الله فرفعه إليه وفرقة قالوا كان عبد الله ورسوله فرفعه إليه وهم المؤمنون واتبع كل فرقة منهم طائفة من الناس فاقتتلوا وظهرت الفرقتان الكافرتان على المؤمنين حتى بعث محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) فظهرت الفرقة المؤمنة على الكافرين وذلك قوله {فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين} أي عالين غالبين وقيل معناه أصبحت حجة من آمن بعيسى ظاهرة بتصديق محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) بأن عيسى كلمة الله وروحه عن إبراهيم وقيل بل أيدوا في زمانهم على من كفر بعيسى عن مجاهد وقيل معناه ف آمنت طائفة من بني إسرائيل بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وكفرت طائفة به فأصبحوا قاهرين لعدوهم بالحجة والقهر والغلبة وبالله التوفيق .

___________________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج9 ، ص463-467.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

 {ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وهُو يُدْعى إِلَى الإِسْلامِ} ! . دعا رسول اللَّه (صلى الله عليه واله وسلم) قومه إلى نبذ الشرك والايمان باللَّه وحده ، فضاقوا به وتألبوا عليه ، وأثاروا حوله الشكوك والافتراءات . . . وهكذا يلجأ المبطل المعاند إلى اختلاق الأكاذيب ، وتلفيق الأباطيل كلما دعي إلى الحق ، سواء أكان الداعي نبيا أم غير نبي {واللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} الذين يفترون على اللَّه الكذب ، ومثله :

{لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى} - 61 طه ج 5 ص 226 . {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ واللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولَوكَرِهً الْكافِرُونَ} . حاولوا القضاء على الإسلام بالدسائس والأكاذيب ، فكان مثلهم في ذلك تماما كالذي ينازع اللَّه في سلطانه ، واللَّه غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

{هُو الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى ودِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ولَوكَرِهً الْمُشْرِكُونَ} . المراد بالرسول هنا محمد ، وبالهدى القرآن ، وبدين الحق الإسلام .

وقد وردت هذه الآية والتي قبلها بالحرف الواحد في سورة التوبة الآية 32 و33 ج 4 ص 33 وما بعدها {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ} . الدنيا في حقيقتها متجر لكل الناس بلا استثناء . . . أبدا لا أحد في هذه الحياة إلا وتنطبع أعماله وتصرفاته بقصد المصلحة والربح ، ولكن المصلحة منها بشعة وقبيحة كالذي يعمل لمجرد . الشهرة وتكديس الثروة بكل سبيل ، ومنها مصلحة حسنة وخيرة كالذي يعمل لسد حاجاته وحاجات الآخرين . . . ولأن الربح هو الدافع الأول على العمل فقد عرض سبحانه على عباده تجارة يربحون بها النجاة من غضبه وعذابه ، والفوز بمرضاته وثوابه ، ولا ربح كالأمان والجنان ، وقد حدد سبحانه ثمن هذا الربح بقوله :

{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وأَنْفُسِكُمْ} . هذا هو الثمن : ايمان لا يشوبه ريب ، وتضحية بالنفس ، وإيثار بالمال ، ومتى تحقق ذلك تتم الصفقة مع اللَّه ، ومن أوفى بعهده منه تعالى ؟ . وفي نهج البلاغة : ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها {ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ان النجاة من عذاب اللَّه والفوز بثوابه خير من الأنفس والأموال والأولاد .

{يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ويُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ ومَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} . هذا بيان وتفصيل للربح الذي ينالونه من هذه التجارة ، وأول هذا الربح غفران الذنوب ، ولا حر عند اللَّه إلا من تحرر من ذنوبه وآثامه ، والربح الثاني ملك قائم ، ونعيم دائم {ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} الذي لا فوز أعظم منه {وأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وفَتْحٌ قَرِيبٌ وبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} . المراد بالنصر والفتح القريب فتح مكة كما يتبادر إلى الأذهان . . وكان الصحابة يتلهفون على هذا النصر لكثرة ما لا قوه من مشركي أهل مكة ، فأمر سبحانه نبيه الكريم ان يبشرهم بهذا النصر وقربه بعد البشارة بالغفران والجنان .

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ} . الخطاب في يا أيها الذين آمنوا للصحابة يأمرهم اللَّه فيه أن يكونوا مع رسوله العظيم كما كان الحواريون مع عيسى قولا وفعلا . وتقدم مثله في الآية 52 من سورة آل عمران ج 2 ص 67 .

وفي قاموس الكتاب المقدس : (يسمى يسوع الناصري - أي عيسى - .

والنسبة تعود إلى مدينة الناصرة . . ومعنى يسوع (يهوه مخلَّص) وهو اسمه الشخصي ، أما المسيح فهو لقبه . . ويقال المسيح لأنه مكرس للخدمة والفداء . . ودعي المؤمنون مسيحيين سنة 42 أو43 م . . ويرجح ان هذا اللقب كان في أول الأمر شتيمة) . وبين عيسى وموسى أكثر من 1200 سنة وأقل من 1491 لأن المؤرخين على أقوال في ذلك أكثرها 1490 وأقلها 1211 .

{فَآمَنَتْ طائِفَةٌ} - بعيسى - {مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ} . المراد بظاهرين الغالبون بالحجة والبرهان ،

والمعنى ان بني إسرائيل اختلفوا في عيسى ، وهو منهم ، فمنهم من قال : هو عبد اللَّه ورسوله ، وقال آخرون : هو إله . وقال اليهود : ساحر وابن زنا ، فأيد اللَّه سبحانه بالحجة والبرهان القائلين هو رسول اللَّه على الجاحدين والمؤلهين .

وفي رسائل يوحنا ان ضد المسيح هومن أنكر التجسد واتحاد لاهوت المسيح بناسوته . أما القرآن فيقول : ان أعداء المسيح هم الغالون فيه والقالون له .

_______________________

1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج7318-320.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام} إلخ، الاستفهام للإنكار وهو رد لقولهم: {هذا سحر مبين} فإن معناه أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس برسول وأن ما بلغه من دين الله ليس منه تعالى.

والمراد بالإسلام الدين الذي يدعو إليه رسول الله بما أنه تسليم لله فيما يريده ويأمر به من اعتقاد وعمل، ولا ريب أن مقتضى ربوبيته وألوهيته تعالى تسليم عباده له تسليما مطلقا فلا ريب أن الدين الذي هو الإسلام لله دينه الحق الذي يجب أن يدان به فدعوى أنه باطل ليس من الله افتراء على الله.

ومن هنا يظهر أن قوله: {وهو يدعى إلى الإسلام} يتضمن الحجة على كون قولهم: {هذا سحر مبين} افتراء على الله.

والافتراء ظلم لا يرتاب العقل في كونه ظلما وينهى عنه الشرع ويعظم الظلم بعظمة من وقع عليه فإذا كان هو الله سبحانه كان أعظم الظلم فلا أظلم ممن افترى على الله الكذب.

والمعنى: ولا أظلم ممن افترى على الله الكذب - بنفي نسبة دين الله إليه - والحال أنه يدعى إلى دين الإسلام الذي لا يتضمن إلا التسليم لله فيما أراد ولا ريب أنه من الله، والله لا يهدي القوم الظالمين.

قوله تعالى : {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم} إلخ، إطفاء النور إبطاله وإذهاب شروقه، وإطفاء النور بالأفواه إنما هو بالنفخ بها.

وقد وقعت الآية في سورة التوبة وفيها: {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم} قال الراغب: قال تعالى: {يريدون أن يطفئوا نور الله} {يريدون ليطفئوا نور الله} والفرق بين الموضعين أن في قوله: {يريدون أن يطفئوا} يقصدون إطفاء نور الله، وفي قوله: {ليطفئوا} يقصدون أمرا يتوصلون به إلى إطفاء نور الله.

انتهى ومحصله أن متعلق الإرادة في قوله: {يريدون أن يطفئوا نور الله} نفس الإطفاء، وفي قوله: {يريدون ليطفئوا نور الله} السبب الموصل إلى الإطفاء وهو النفخ بالأفواه والإطفاء غرض وغاية.

والآية وما يتلوها كالشارح لمعنى ما تقدم في الآية السابقة من ظلمهم برمي الدعوة بالسحر وعدم هدايته تعالى لهم بما أنهم ظالمون، والمحصل أنهم يريدون إطفاء نور الله بنفخة أفواههم لكن الله لا يهديهم إلى مقصدهم بل يتم نوره ويظهر دينه على الدين كله.

فقوله: {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم} أي بالنفخ بالأفواه كما يطفأ الشمعة بالنفخة كناية عن أنهم زعموا أن نور الله وهو دينه نور ضعيف كنور الشمعة يطفأ بأدنى نفخة فرموه بالسحر وانقطاع نسبته إلى الله.

وقد اخطئوا في مزعمتهم فهو نور الله الذي لا يطفأ وقد شاء أن يتمه ولوكره الكافرون والله بالغ أمره، وهو قوله: {والله متم نوره ولوكره الكافرون}.

قوله تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون} الإضافة في {دين الحق} بيانية كما قيل، والظاهر أنها في الأصل إضافة لامية بعناية لطيفة هي أن لكل من الحق والباطل دينا يقتضيه ويختص به، وقد ارتضى الله تعالى الدين الذي للحق – وهو الحق تعالى - فأرسل رسوله.

وإظهار شيء على غيره نصرته وتغليبه عليه، والمراد بالدين كله كل سبيل مسلوك غير سبيل الله الذي هو الإسلام والآية في مقام تعليل قوله في الآية السابقة: {والله متم نوره}، والمعنى: والله متم نوره لأنه هو الذي أرسل رسوله بنوره الذي هو الهدى ودين الحق ليجعله غالبا على جميع الأديان ولوكره المشركون من أهل الأوثان.

ويستفاد من الآيتين أن دين الحق نور الله في الأرض كما يستفاد ذلك من قوله: {مثل نوره كمشكاة فيها مصباح} الآية: النور: 35، وقد تقدم في تفسير الآية.

دعوة للمؤمنين إلى الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله ووعد جميل بالمغفرة والجنة في الآخرة وبالنصر والفتح في الدنيا، ودعوة لهم إلى أن يثبتوا على نصرهم لله ووعد جميل بالتأييد.

والمعنيان هما الغرض الأقصى في السورة والآيات السابقة كالتوطئة والتمهيد بالنسبة إليهما.

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم} الاستفهام للعرض وهو في معنى الأمر.

والتجارة - على ما ذكره الراغب - التصرف في رأس المال طلبا للربح، ولا يوجد في كلام العرب تاء بعده جيم إلا هذه اللفظة.

فقد أخذ الإيمان والجهاد في الآية تجارة رأس مالها النفس وربحها النجاة من عذاب أليم، والآية في معنى قوله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ} [التوبة: 111].

وقد فخم تعالى أمر هذه التجارة حيث قال: {على تجارة} أي تجارة جليلة القدر عظيمة الشأن، وجعل الربح الحاصل منها النجاة من عذاب أليم لا يقدر قدره.

ومصداق هذه النجاة الموعودة المغفرة والجنة، ولذا بدل ثانيا النجاة من العذاب من قوله: {يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات} إلخ، وأما النصر والفتح الموعودان فهما خارجان عن النجاة الموعودة، ولذا فصلهما عن المغفرة والجنة فقال: {وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب} فلا تغفل.

قوله تعالى: {تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم} إلخ، استئناف بياني يفسر التجارة المعروضة عليهم كأنه قيل: ما هذه التجارة؟ فقيل: {تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون} إلخ، وقد أخذ الإيمان بالرسول مع الإيمان بالله للدلالة على وجوب طاعته فيما أمر به وإلا فالإيمان لا يعد إيمانا بالله إلا مع الإيمان برسالة الرسول قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} [النساء: 150، 151].

وقوله: {ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} أي ما ذكر من الإيمان والجهاد خير لكم إن كنتم من أهل العلم وأما الجهلة فلا يعتد بأعمالهم.

وقيل: المراد تعلمون خيرية ذلك إن كنتم من أهل العلم والفقه.

قوله تعالى: {يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار} إلخ، جواب للشرط المقدر المفهوم من الآية السابقة أي إن تؤمنوا بالله ورسوله وتجاهدوا في سبيله يغفر لكم، إلخ.

وقد أطلقت الذنوب المتعلقة بها المغفرة فالمغفور جميع الذنوب والاعتبار يساعده إذ هذه المغفرة مقدمة الدخول في جنة الخلد ولا معنى لدخولها مع بقاء بعض الذنوب على حاله، ولعله للإشارة إلى هذه النكتة عقبها بقوله: {ومساكن طيبة في جنات عدن} أي جنات ثبات واستقرار فكونها محل ثبات وموضع قرار يلوح أن المغفرة تتعلق بجميع الذنوب.

مضافا إلى ما فيه من مقابلة النفس المبذولة وهي متاع قليل معجل بجنات عدن التي هي خالدة فتطيب بذلك نفس المؤمن وتقوى إرادته لبذل النفس وتضحيتها واختيار البقاء على الفناء.

ثم زاد في تأكيد ذلك بقوله: {ذلك الفوز العظيم}.

قوله تعالى: {وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب} إلخ، عطف على قوله: {يغفر لكم} إلخ، و{أخرى} وصف قائم مقام الموصوف وهو خبر لمبتدء محذوف، وقوله: {نصر من الله وفتح قريب} بيان لأخرى، والتقدير ولكم نعمة أو خصلة أخرى تحبونها وهي نصر من الله وفتح قريب عاجل.

وقوله: {وبشر المؤمنين} معطوف على الأمر المفهوم من سابق الكلام كأنه قيل: {قل يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم} إلخ، وبشر المؤمنين.

وتحاذي هذه البشرى ما في قوله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ} [التوبة: 111].، وبه يظهر أن الذي أمر أن يبشروا به مجموع ما يؤتيهم الله من الأجر في الآخرة والدنيا لا خصوص النصر والفتح.

هذا كله ما يعطيه السياق في معنى الآية وإعراب أجزائها، وقد ذكر فيها أمور أخرى لا يساعد عليها السياق تلك المساعدة أغمضنا عن ذكرها، واحتمل أن يكون قوله: {وبشر} إلخ استئنافا.

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله} إلخ، أي اتسموا بهذه السمة ودوموا واثبتوا عليها فالآية في معنى الترقي بالنسبة إلى قوله السابق: {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم} ومآل المعنى: اتجروا بأنفسكم وأموالكم فانصروا الله بالإيمان والجهاد في سبيله ودوموا واثبتوا على نصره.

والمراد بنصرتهم لله أن ينصروا نبيه في سلوك السبيل الذي يسلكه إلى الله على بصيرة كما قال: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108].

والدليل على هذا المعنى تنظيره تعالى قوله: {كونوا أنصار الله} بقوله بعده: {كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله} فكون الحواريين أنصار الله معناه كونهم أنصارا لعيسى بن مريم (عليهما السلام) في سلوكه سبيل الله وتوجهه إلى الله وهو التوحيد وإخلاص العبادة لله سبحانه فمحاذاة قولهم: {نحن أنصار الله} لقوله: {من أنصاري إلى الله} ومطابقته له تقتضي اتحاد معنى الكلمتين بحسب المراد فكون هؤلاء المخاطبين بقوله: {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله} أنصارا لله معناه كونهم أنصارا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في نشر الدعوة وإعلاء كلمة الحق بالجهاد، وهو الإيمان بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وطاعته فيما يأمر وينهى عن قول جازم وعمل صادق - كما هو مؤدى سياق آيات السورة.

وقوله: {فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين} إشارة إلى ما جرى عليه وانتهى إليه أمر استنصار عيسى وتلبية الحواريين حيث تفرق الناس إلى طائفة مؤمنة وأخرى كافرة فأيد الله المؤمنين على عدوهم وهم الكفار فأصبحوا ظاهرين بعد ما كانوا مستخفين مضطهدين.

وفيه تلويح إلى أن أمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يجري فيهم ما جرى في أمة عيسى (عليه السلام) تؤمن منهم طائفة وتكفر طائفة فإن أجاب المؤمنون استنصاره - وقد قام هو تعالى مقامه في الاستنصار إعظاما لأمره وإعزازا له - أيدهم الله على عدوهم فيصبحون ظاهرين كما ظهر أنصار عيسى والمؤمنون به.

وقد أشار تعالى إلى هذه القصة في آخر قصص عيسى (عليه السلام) من سورة آل عمران حيث قال: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} [آل عمران: 52] ، إلى تمام ست آيات، وبالتدبر فيها يتضح معنى الآية المبحوث عنها.

_______________________
1- الميزان ، الطباطبائي ،  ج19 ، ص224-230.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم :

لاحظنا في الآيات السابقة موقف الإصرار والعناد لجموع أهل الكتاب من دعوة الرسول الأعظم {صلى الله عليه وآله وسلم} رغم ما بشر به المسيح {عليه السلام} حول ظهور رسول الإسلام ، وما اقترن بذلك من بينات ودلائل ومعاجز واضحة .

وتبين الآيات - مورد البحث - عاقبة هؤلاء ومصيرهم السيء ونتيجة عملهم الخائب .

فيقول تعالى : {ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يعدى إلى الإسلام} . نعم ، إن أمثال هؤلاء المكذبين لدعوة الرسول الإلهي ، الذين يعتبرون ما يأتي الرسول به من إعجاز سحرا ، وما يتحدث به من مبادئ إلهية سامية ضلالا وباطلا . . فإن هؤلاء هم أظلم الناس ، لأنهم يصدون أنفسهم عن طريق الحق والهداية والنجاة ، ويصدون سائر عباد الله عن منابع الفيض الإلهي ويحرمونهم من السعادة الأبدية .

ويضيف سبحانه في نهاية الآية : {والله لا يهدي القوم الظالمين} .

إن عمل الله سبحانه هو الهداية للحق ، وإن ذاته المقدسة الطاهرة هي النور والضياء السامي : {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35] ولابد للهداية من استعداد وأرضية مناسبة في النفس الإنسانية كي تؤثر فيها ، وهذا ما لا يحصل بالنسبة إلى الأشخاص الذين يجانبون الحق ويعرضون عن الحقيقة ويعادونها .

والآية الكريمة تؤكد مرة أخرى على حقيقة أن الهداية والضلالة بالرغم من أنها من الله سبحانه ، إلا أن مقدماتها وأرضيتها لابد أن تبدأ من الإنسان نفسه ، ولذا فلا جبر هنا .

جملة ( وهو يدعى إلى الإسلام) إشارة إلى أن دعوة النبي الأكرم تتضمن السلام في الدنيا والآخرة ونجاة الناس ، ومع ذلك فمثل هذا الإنسان يحطم أساس سعادته بيده .

لقد تكررت عبارة {من أظلم} خمس عشر مرة في القرآن الكريم وكانت آخرها في الآية مورد البحث ، بالرغم من أن ذكرها كان في موارد مختلفة حسب الظاهر .

ولعل هذه المسألة كانت منشأ لهذا التساؤل ، وهو: هل من الممكن أن يكون {أظلم الناس} يمثل أكثر من صنف أ أكثر من جماعة ، وأنها جاءت متكررة بلحاظ تعدد أقسام الظالمين ؟

إن الملاحظة الدقيقة للآيات الكريمة تبين لنا أن السبب الأساس لذلك يرجع إلى مسألة منع الناس عن طريق الحق ، وتكذيب الآيات الإلهية ، وهذا هو منتهى الظلم ، كما أن الصد عن الوصول إلى الهدى والسعادة الأبدية وقيم الخير ، يمثل أسوأ عمل وأعظم ظلم ، حيث المنع عن الخير كله وفي كافة المجالات .

ثم يستعرض القرآن الكريم نقطة أخرى ويبين لنا أن أعداء الحق ليسوا بقادرين على الوقوف بوجه مبادئ السماء والأنوار الإلهية العظيمة ، حيث يقول سبحانه : {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولوكره الكافرون} .

وهنا تشبيه رائع لعمل هؤلاء الأشخاص الذين يحاولون عبثا إطفاء نور الشمس التي تضئ العالم كله بنفخة ، إنهم كالخفافيش التي تتصور أنها قادرة على تحدي وهج الشمس وأشعتها الساطعة بالنوم نهارا بعيدا عن نورها ، والظهور في ظلمة الليل وعتمته .

وتأريخ الإسلام صورة ناطقة لهذا التنبؤ القرآني العظيم ، فرغم ضخامة المؤامرات التي حيكت ضده والجهود الجبارة المقترنة بالإمكانات الهائلة من الأعداء لطمس معالم هذا الذين والقضاء عليه منذ اليوم الأول لظهوره إلى يومنا هذا . . فإن جميعها كانت خائبة وخاسئة وذهبت أدراج الرياح . . وقد عمد هؤلاء إلى أساليب عدة في حربهم القذرة ضد الإسلام : فتارة اتبعوا أسلوب الأذى والسخرية .

واخرى عن طريق الحصار الاقتصادي والاجتماعي . . وثالثة فرض الحروب ، ك‍ {أحد والأحزاب وحنين} وتجهيز الجيوش القوية لذلك . ورابعة عن طريق التآمر الداخلي ، كما كان عمل المنافقين . وأحيانا عن طريق إيجاد الاختلافات في داخل الصف الإسلامي .

وأحيانا أخرى الحروب الصليبية .

وتارة احتلال الأراضي كما في القدس المقدسة قبلة المسلمين الأولى .

وأحيانا اعتماد أسلوب تجزئة الوطن الإسلامي الواحد إلى أجزاء عديدة تربو على الأربعين جزءا .

وتارة التأثير على شباب هذه الأمة وإضعاف متبنياتها المبدئية والسلوكية بعيدا عن الالتزام بخطها العقيدي الأصيل والأخلاقية القرآنية .

وتارة تشجيع الرذيلة والفساد الأخلاقي بين صفوف المجتمع وإشاعة وسائل الميوعة والانحراف خاصة بين الشباب .

وتارة السيطرة الاستعمارية عسكريا وسياسيا واقتصاديا .

إلى غير ذلك من الأساليب والوسائل الماكرة .

إلا أن هذه الجهود والمؤامرات الشيطانية غير قادرة على التأثير وإطفاء شعلة الوهج الرسالي الذي أتى به محمد {صلى الله عليه وآله وسلم} ، وبذلك تحقق التنبؤ القرآني في الفشل الذريع الذي لحق بهؤلاء الذين أرادوا كيدا بالرسالة الإلهية . . بل إن النور الإلهي في حالة انتشار واتساع يوما بعد يوم ، كما تكشف ذلك لنا الإحصائيات ، حيث أن عدد مسلمي العالم في تزايد مستمر رغم الجهود المتظافرة من الصهاينة والصليبيين و{الماديين الشرقيين} .

نعم ، إنهم يبذلون أقصى جهدهم باستمرار ليطفئوا نور الله ولكن لإرادة الله شأنا غير ذلك . وهذا الأمر بحد ذاته يمثل معجزة خالدة من معاجز القرآن الكريم وهذا الدين العظيم .

والنقطة الجديرة بالذكر هنا أن هذا المضمون قد ورد مرتين في القرآن الكريم ، ولكن مع قليل من الاختلاف ، حيث جاء في الآية (32) من سورة التوبة كالتالي : {يريدون أن يطفئوا} وهنا جاء بعبارة : {يريدون ليطفئوا} .

يقول : الراغب في {المفردات} في توضيحه لهذا الاختلاف : إن الآية الأولى إشارة إلى الإطفاء بدون مقدمة ، إلا أنه في الآية الثانية إشارة إلى الإطفاء باستعمال المقدمات التي تهيء الأرضية المناسبة لمثل هذا الأمر .

وعلى كل حال فإن مفهوم الآيتين يبين عدم إمكانية تحقيق هذا الأمر من قبل أعداء الإسلام ، سواء هيأوا الأرضية المناسبة لإطفاء النور الإلهي أولم يهيئوا .

ويتوضح التأكيد الأكثر في آخر آية - مورد البحث - حيث يعلن القرآن الكريم ذلك صراحة بقوله عز وجل : هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون .

إن التعبير ب‍ أرسل رسوله بالهدى ودين الحق بمنزلة بيان الرمز لغلبة الإسلام وانتصاره ، لأن طبيعة } الهداية } و{دين الحق} تنطوي على هذا الانتصار ، ذلك أن الإسلام والقرآن هما النور الإلهي الذي تظهر آثاره أينما حل . وكراهية الكفار والمشركين لن تستطيع أن تغير من هذه الحقيقة شيئا ، ولا تقف في طريق مسيرته العظيمة .

ومن الظريف أيضا أننا نلاحظ أن هذه الآية قد وردت في القرآن الكريم ثلاث مرات بتفاوت يسير :

الأولى : كانت في سورة التوبة الآية (33) .

والثانية : في سورة الفتح الآية (38) .

والأخيرة : في هذه السورة ( الصف) .

ويجب ألا ننسى أن هذا التأكيد والتكرار جاء في وقت لم يكن الإسلام قد ثبت واستقر في الجزيرة العربية بعد ، فكيف بنا مع هذه الآيات وقد وصل الإسلام إلى نقاط عديدة في العالم وشمل أصقاعا مختلفة ؟

وبذلك أثبتت أحداث المستقبل صدق هذا التنبؤ العظيم ، وغلبة الإسلام من الناحية المنطقية على كافة المذاهب الأخرى وقد حقق خطوات عظيمة في طريق التقدم على الأعداء ، واكتسح مناطق واسعة من العالم ، وهو الآن في تقدم مستمر ، وقوة يخشى منها عالميا .

ومن المسلم أن النتيجة النهائية كما نعتقد سوف تكون للإسلام ، وذلك عند ظهور الإمام المهدي أرواحنا فداه . إن هذه الآيات بذاتها دليل على هذا الظهور العظيم ، وقد أوضحنا ذلك بصورة مفصلة في تفسير الآية (23) من سورة التوبة حول المقصود من هذه الآية المباركة ، وهل هو الغلبة والانتصار المنطقي ، أم غلبة القدرة والقوة على الأعداء ؟ وكذلك حول مدى ارتباط هذا الانتصار وتلك الغلبة بظهور الحجة (عليه السلام) .

وقوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم {10} تؤمنون بالله ورسوله وتجهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون {11} يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنت تجرى من تحتها الانهر ومسكن طيبة في جنت عدن ذلك الفوز العظيم {12} وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين }:

التجارة الرابحة :

قلنا في بداية السورة أن الأهداف المهمة لهذه السورة هو الدعوة إلى الإيمان والجهاد في سبيل الله ، وما الآيات مورد البحث إلا تأكيد على هذين الأصلين ، من خلال مثال رائع يبعث على الحركة الإلهية في روح الإنسان ، والتي هي شرط انتصار الإسلام على كل الأديان ، وقد أشير إلى هذا العامل في الآيات الماضية .

يقول تعالى في البداية : يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم .

بالرغم من أن الإيمان والجهاد من الواجبات المفروضة ، إلا أن الآيات هنا لم تطرحها بصيغة الأمر . بل قدمتها بعرض تجاري مقترن بتعابير تحكي اللطف اللامتناهي للبارئ عز وجل ، ومما لا شك فيه فإن {النجاة من العذاب الأليم} من أهم أمنيات كل إنسان .

ولذا فإن السؤال المثار هو: هل تريدون من يدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ؟ وهو سؤال مثير لانتباه الجميع ، وقد بادر في نفس الوقت وبدون انتظار للإجابة متحدثا عن هذه التجارة المتعددة المنافع ، حيث يضيف تعالى : {تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم} (2) .

ومما لا شك فيه أن الله سبحانه غني عن هذه التجارة النافعة وأن جميع منافعها تعود على المؤمنين ، لذا يقول في نهاية الآية : ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون .

والجدير بالملاحظة هنا أن المخاطب هم المؤمنون بقرينة قوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا} لكنه في الوقت نفسه يدعوهم إلى الإيمان والجهاد.

وربما كان هذا التعبير إشارة إلى أن الإيمان يلزم أن يكون عميقا وخالصا لله سبحانه ، حتى يستطيع أن يكون منبعا لكل خير ، وحافزا للإيثار والتضحية والجهاد ، وبذا لا يعتد بالإيمان الاسمي السطحي .

أو أن التأكيد على الإيمان بالله ورسوله هنا ، هو شرح لمفهوم الإيمان الذي عرض بصورة إجمالية في بداية الآية السابقة .

وعلى كل حال فإن الإيمان بالرسول لا ينفصل عن الإيمان بالله تعالى ، كما أن الجهاد بالنفس لا ينفصل عن الجهاد بالمال ، ذلك أن جميع الحروب تستلزم وجود الوسائل والإمكانات المالية ، ومن هنا فإننا نلاحظ أن البعض قادر على الجهاد بكلا النوعين (النفس والمال) وآخرين قادرون على الجهاد بالمال فقط وفي المواقع الخلفية للجبهة ، وبعض آخر مستعد للجهاد بالنفس والجود بها في سبيل الله لأنهم لا يملكون سواها .

إلا أن الضرورة تستلزم أن يكون هذان النوعان من الجهاد توأمين متلازمين كل منهما مع الآخر لتحقيق النصر ، وعند التدقيق في الآية المباركة نلاحظ أنه تعالى قد قدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس ، لا باعتباره أكثر أهمية ، بل بلحاظ أنه مقدمة للجهاد بالنفس ، لأن مستلزمات الجهاد لا تتهيأ إلا عند توفر الإمكانات المادية .

لقد تم تسليط الأضواء على ثلاثة عناصر أساسية في هذه التجارة العظيمة والتي لا مثيل لها .

{فالمشتري} هنا هو الله سبحانه ، و{البائع} هم المؤمنون ، و{البضاعة} هي الأنفس والأموال . ويأتي دور العنصر الرابع في هذه الصفقة وهو الثمن والعوض لهذه المعاملة العظيمة .

يقول تعالى : يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم (3) .

وتستعرض الآية مرحلة الجزاء الأخروي في البداية حيث غفران الذنوب باعتبارها أهم عوامل القلق وعدم الراحة الفكرية والنفسية للإنسان ، وعندما يتحقق الغفران له فمن المسلم أن الراحة والهدوء والاطمئنان تنشر ظلالها عليه .

ومن هنا نلاحظ أن أول هدية يتحف الله سبحانه بها عباده الذين استشهدوا في سبيل طريق الحق وباعوا مهجهم في سبيل الدين العظيم ، هي مغفرة الذنوب جميعا ولكن هل أن المقصود من غفران الذنوب الذي ورد في الآية الكريمة هي الذنوب التي تختص بحق الله فقط ، أم تشمل ما يتعلق بحقوق الناس أيضا ؟

ويتبين لنا في هذا الشأن أن الآية مطلقة والدليل هو عموميتها ، ونظرا إلى أن الله سبحانه قد أوكل حق الناس إليهم لذا تردد البعض في القول بعمومية الآية الكريمة ، وشككوا في شمولها الحقين .

وبهذه الصورة نلاحظ أن الآيات أعلاه قد تحدثت عن مرتكزين أساسين من مرتكزات الإيمان وهما : {الإيمان بالله والرسول} وعن مرتكزين أساسين أيضا من مرتكزات الجهاد وهما : {الجهاد بالمال والنفس} وكذلك عن مرتكزين من الجزاء الأخروي وهما : {غفران الذنوب والدخول في جنة الخلد} .

كما أننا نقرأ في الآية اللاحقة عن شعبتين من الهبات الإلهية التي تفضل بها البارئ على عباده المؤمنين في هذه الدنيا حيث يقول : واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب (4) .

يا لها من تجارة مباركة مربحة حيث تشتمل على الفتح والنصر والنعمة والرحمة ، ولذلك عبر عنها البارئ سبحانه بقوله : الفوز العظيم ونصر كبير .

ولهذا فإنه سبحانه يبارك للمؤمنين تجارتهم العظيمة هذه ، ويزف لهم البشرى بقوله تعالى : {وبشر المؤمنين} .

وجاء في الحديث أنه في ( ليلة العقبة ) - الليلة التي التقى بها رسول الله سرا بأهل المدينة قرب مكة وأخذ منهم البيعة – قال( عبد الله بن رواحة ) لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : اشترط لربك ونفسك ما شئت .

فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم .

قال : فما لنا إذا فعلنا ذلك ؟

قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (الجنة) .

قال عبد الله : ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل ، أي لا نفسخ ولا نقبل الفسخ (5).

وقوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله  كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظهرين} :

 كونوا كالحواريين :

في الآية الأخيرة من سورة الصف يدور الحديث مرة أخرى حول محور {الجهاد} الذي مر ذكره سابقا في هذه السورة ، إلا أن الحديث عنه يستمر هنا في هذه الآية - أيضا بأسلوب جديد .

لقد طرحت الآية الكريمة مسألة مهمة غير الجنة والنار وذلك بقوله تعالى :

يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله .

نعم ، أنصار الله ، الله الذي هو منشأ جميع القدرات ، ومرجعها ، صاحب القدرة التي لا تقهر واللا متناهية ، هذا الرب العظيم والإله الجبار يطلب من عباده النصرة والعون ، وهذا فخر لا مثيل له ، فالبرغم من أن معناه ومفهومه هو إعانة ونصرة الرسول {صلى الله عليه وآله وسلم} ومبدئه وعقيدته ، إلا أنه ينطوي على طلب العون والنصرة لله سبحانه ، وهذا غاية اللطف ومنتهى الرحمة والعظمة .

ثم يستشهد بنموذج تاريخي رائد كي يوضح سبحانه أن هذا الطريق لن يخلو من السالكين والعشاق الإلهيين حيث يضيف تعالى : {كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله} .

ويكون الجواب على لسان الحواريين بمنتهى الفخر والإعتزاز : {قال الحواريون نحن أنصار الله} وساروا في هذا الدرب حاملين لواء الخير والهداية ، ومتصدين لحرب أعداء الحق والرسالة ، حيث يقول سبحانه : {فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة} .

وهنا يأتي العون والنصر والإغاثة والمدد الإلهي للطائفة المؤمنة حيث يقول سبحانه : {فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين} .

وأنتم أيضا يا حواريي محمد ، يشملكم هذا الفخر وتحيطكم هذه العناية واللطف الإلهي ، لأنكم أنصار الله ، وإن النصر على أعداء الله سيكون حليفكم أيضا ، كما انتصر الحواريون عليهم ، وسوف تكون العزة والسمو من نصيبكم في هذه الدنيا وفي عالم الآخرة .

وهذا الأمر غير منحصر أو مختص بأصحاب وأعوان رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم}

فحسب ، بل جميع أتباع الحق الذين هم في صراع دائم ضد الباطل وأهله ، إن هؤلاء جميعا هم أنصار الله ، ومما لا شك فيه فإن النصر سيكون نصيبهم وحليفهم لا محالة .

__________________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج14 ، ص164-175.

2 - جملة : {تؤمنون بالله} جملة استئنافية تفسر التجارة ، واعتبر البعض أنها عطف بيان ، وعلى كل حال فإن هذه {الجملة

الخبرية} لها معنى الأمر .

3 - جملة {يغفر لكم} هي بمنزلة {جزاء} لشرط محذوف مستفاد من الآية السابقة وفي التقدير

هكذا : وإن تؤمنوا بالله ورسوله وتجاهدوا في سبيله . . يغفر لكم ذنوبكم . . .} كما يحتمل - أيضا - أن الجملة جواب {لأمر} ذلك الأمر مستفاد من الجملة الخبرية {تؤمنون} و{تجاهدون} .

4 – (أخرى) صفة لموصوف محذوف مثل نعمة أو خصلة ، وقال البعض أيضا : إن الموصوف هو{التجارة} إلا أن هذا مستبعد .

5 – (ظلال القرآن) ، ج 8 ، ص 87 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .