المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

أهمية الصيام
2024-01-30
تكسر الكروموسومات Clastogenesis
10-11-2017
اللبن المحمض مباشرة Direct Acidified Yoghurt
31-1-2018
المرجرين (Margarine)
11-8-2016
الحبّ في الله والبغض في الله.
2024-03-18
أسباب عدم تطوير الذات
22-8-2022


مفهوم التربية الاسلامية  
  
22707   01:30 مساءً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص21-23
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-2-2022 1492
التاريخ: 29-4-2017 2217
التاريخ: 29-4-2017 2435
التاريخ: 26-7-2016 18272

التربية الاسلامية تعبير يقصد به تنشئة الفرد المسلم والمجتمع الاسلامي، تنشئة متكاملة يراعى فيها الجانب الروحي والمادي، في ضوء الرؤية الاسلامية الشاملة، وهي تعني بالفرد واعداده لحل مشاكله، ومدى نجاحه في تحقيق رغباته المشروعة والممكنة التي تضمن له حياة هانئة في الدنيا والاخرة. تركزت التربية الاسلامية في الحقبة الاولى بعد ظهور الاسلامي على الناحية الدينية والاخلاقية. فقد ظل الرسول (صلى الله عليه واله) في الحقبة المكية قبل الهجرة النبوية يربي اتباعه على القيم الجديدة التي اتى بها الاسلام، وظل الجانب العقائدي والاخلاقي هو المهم حتى بعد ان اعتنى فيما بعد بجانب المعارف والمهارات. وفي زمن ازدهار الحضارة الاسلامية زاد الاهتمام بجانب المعرفة والمهارات، ونشطت الحركة العلمية في التربية، وازدهرت حركة التأليف والترجمة، وانفتحت التربية الاسلامية في العصور المتأخرة وخبت روح العقيدة الاسلامية في تنظيمات الحياة الاخرى. فتوقفت الحركة العلمية في التربية، وتدهورت الحياة الاسلامية في جوانب مختلفة، حتى تعرض العالم الاسلامي لموجة من الاستعمار الغربي الذي فصل فصلا تاما بين عقيدة الامة وتنظيمات الحياة ما عدا نظام العبادات والاحوال الشخصية، واوجد تعليما مدنيا على وفق فلسفته هو، كما اوجد تنظيمات حيوية مدنية اخرى تنبثق من العامة ويبعد الدين عن توجيهها، وفي الوقت الذي فعل فيه المستعمر كل ذلك لإخماد روح الدين وفصله عن جسد الامة الاسلامية، حرص على بقاء التربية الاسلامية في شكل مادة دراسية محددة في جدول المدرسة، تدرس فيها اصول الدين فقط، ويفصل بينها وبين السلوكيات في مجالات الحياة العامة المختلفة ولقد حاولت بعض المجتمعات المسلمة سواء تلك التي استقلت او تلك التي لم تستعمر اصلا ان تعيد التربية الاسلامية الى وضعها الطبيعي على اساس انها هي النظام التربوي الذي يعبر عن روح العقيدة الاسلامية، وهي تنشئة الفرد المسلم والمجتمع المسلم وبسبب هذا التطور تبلور معنى اوسع للتربية الاسلامية بوصفها التربية التي لم تعد مجرد مادة في جدول المدرسة تدرس الاصول الاسلامية نظرا، وانما اصبحت تعني كل النشاط التربوي الذي يمكن ان يحدث فعلا في المجتمع المسلم بشكل حيوي. فباتت التربية الاسلامية تتصل بكل عمليات التنمية والحفظ والتنشئة والارشاد والتوجيه والاصلاح والتقويم وتعليم الحقائق العلمية والدينية والتدريب على المهارات العصرية المختلفة. وقد صارت لها صلة وثيقة بكل عمليات نقل التراث العلمي والتقني المحايد وتطوره. وبذلك التوازن المطلوب بين اصالة التربية الاسلامية في انتمائها لأصول العقيدة الاسلامية واداء وظيفتها في بناء الانسان المسلم والمجتمع المسلم على دعائم من العقيدة وبين وجوب انفتاح التربية الاسلامية في جانبها العلمي على التراث العلمي والتقني العالمي المحايد حتى تواكب التطور المادي، وفي نطاق هذا المفهوم الواسع للتربية الاسلامية عرفت التربية الاسلامية المعاصرة بانها تنشئة انسان متكامل من الناحية الصحية والعقلية والروحية والاعتقادية والاخلاقية والابداعية، في ضوء المبادئ العامة التي جاء بها الاسلام، والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هما مصدر التربية الاسلامية في اطارها الفلسفي والتطبيقي.

والتربية الاسلامية منفتحة على التراث الانساني في المجال العلمي البحثي والتقني المحايد

وملتزمة بالاطار النظري الذي ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فيما يتعلق بقضايا اساسية مثل الالوهية والعبودية، ومفهوم الانسان، والكون والمعرفة والاخلاق. والتصور الاسلامي للحياة بشقيها المادي والروحي ينسحب على برنامج التربية الاسلامية، اذ يهتم بالكيان الروحي للفرد بجانب الكيان المادي، واعداده لحل مشاكله المادية والروحية، وللوفاء بمتطلبات حياته في الدنيا والاخرة. الرؤيا الاسلامية ترى ان الانسان ليس سلطة عليا في الحياة وانما هو عبد الله ، وان له كيانا روحيا ومستقبلا خالدا، وان مهمته هي عمارة الارض ماديا واخلاقياً، وان الاخلاق والتوجيهات الكلية في تنظيم الحياة انما هي من عند الله ولا يصنعها الانسان، وان الانسان مخلوق مكرم له قدر من الحريات الاساس في اطار العبودية لله. اما التصور الاسلامي للمعرفة فيقرر ان للمعرفة جانبين: مادي وغير مادي، وان هناك وسائل مختلفة للتحقق من صدق هذه المعرفة. فالمعرفة المادية معترف بها في الاسلام، وهناك دعوة للأخذ بها وتنميتها والتحقيق فيها عبر المنهج العلمي، الذي يقوم على استعمال الحواس والتجربة، اما المعرفة غير المادية كالقيم والمعتقدات التي جاء بها القرآن الكريم فهي صادقة، ويمكن اكمال العقل فيها للتأكيد من صدقها، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تجيب عن التساؤلات الاساس في النظرية التربوية مثل : من نعلم؟ وماذا نعلم؟ ومتى نعلم؟ وترتبط الاجابات عن مثل هذه الاسئلة الاساس ارتباطا وثيقا بتصور الاسلام للكون والحياة وللإنسان واثره في اعمار الكون بوصفه مستخلفا في الارض.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.