المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

English dialects in the North of England: phonology
2024-02-24
عبد علي بن محمد بن أبي هاشم
11-8-2016
نظريات المنهج السلوكي والاتجاه التنظيمي لدى الافراد والمنظمات الانتاجية
31/10/2022
Piecewise Constant Function
26-9-2019
القراءة‌
3-10-2016
اختزان الحرارة heat storage
31-12-2019


نظرة الاسلام التربوية للبشر  
  
1890   10:29 صباحاً   التاريخ: 12-4-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص149-151
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016 2359
التاريخ: 8-1-2022 2491
التاريخ: 4-3-2018 2044
التاريخ: 8-10-2019 2680

إن الاسلام قد ركز تعاليمه الرصينة على اسس التربية الصالحة، لم تفته صغيرة ولا كبيرة لها علاقة بإصلاح البشر وتؤدي بهم إلى السعادة والكمال، فهو يدعو الجميع إلى الايمان والاستقامة والطهارة، لأنه دين رحمة وانسانية لبني الإنسان قاطبة. لذا فهو يرى: ان من واجبه ومسؤوليته ان يربي كل فرد مهما كانت خصائصه العائلية والوراثية واستعداداته الفطرية لان الفرد في منظوره قابلاً لتلقي الايمان والكمالات الروحية والخلقية لذا فهو لم يبخل في هداية وتوجيه الانسان واعانته وارشاده إلى الظفر بقيمه الحيّة، وكمالاته النفسية وبعثها من جديد على الحياة.

اجل، لقد اعتنى الإسلام بتربية عموم الناس وخصوصا الذين يرثون الصفات الرذيلة عن والديهم، وقد شملت عنايته حتى الاطفال اللا شرعيين، واعتبرتهم اناساً قابلين للتربية ولهم الاستعداد في تلقي التعاليم الشرعية والايمانية والخلقية وقد دعتهم إلى ذلك لكي تعينهم على سلوك السبيل القويم المؤدي إلى الخير والسعادة.

ولقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) و اهل بيت العصمة والهدى سلام الله عليهم اجمعين لا يرون في الشذوذ والبؤس والشقاء مصيراً حتمياً لمن ولد ولادة لا شرعية، او غير قانونية، لذلك كانوا (عليهم السلام) يدعونهم إلى دين الله وطاعته مثلما يدعون الاخرين الشرعيين، ويرون انهم مكلفون بالتكاليف الشرعية كغيرهم وهذا يكفي ان يكون دليلاً جليا على امكان اصلاحهم، وتغيير سلوكهم نحو الأفضل.

ومما لا شك فيه ، ان الاسلام وجميع الاديان التي سبقته اهتمت بالزواج الشرعي ووضعت له القواعد والقوانين الخاصة به واعتبرت ان كل تجاوز لهذه القواعد والقوانين خروجاً عن الدين والقيم والاخلاق بل جريمة عظمى واثماً كبيراً بحق الانسان والانسانية جمعاء؛ لان هذا التجاوز اللاشرعي و اللا قانوني يؤدي إلى ولادة اطفال منحرفين روحياً، ويملكون الاستعداد التام لسوء الاخلاق وفعل الشر ومخالفه القوانين والاستهانة بها، والاستخفاف بالدين.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام) في وصف ابن الزنا:

(انه يحن إلى الحرام، والاستخفاف بالدين، وسوء المحضر)(1).

لذلك حرم الله الزنا، وشدد على فاعليه، وتوعدهم بالعقاب الاليم في الدنيا والاخرة.

وقد سُئل (عليه السلام) لم حرم الله الزنا؟

قال: (لما فيه من الفساد، وذهاب المواريث، وانقطاع الاسباب. لا تعلم المرأة في الزنا: من احبلها؟ ولا المولود يعلم من ابوه ولا ارحام موصولة، ولا قرابة معروفة...)(2)

إن الزنا امر مخالف للقانون والدين والاخلاق ، وتترتب عليه اثار وضعية خطيرة وله مضار كثيرة، تربوية واخلاقية ونفسية واجتماعية، واقتصادية، وعائلية وعاطفية وصحية.

ولذلك حرمه الإسلام وعاقب عليه..

____________

1- سفينة البحار: مادة زنى، ص560.

2- نفس المصدر السابق.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.