أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2022
![]()
التاريخ: 22-7-2019
![]()
التاريخ: 2024-10-04
![]()
التاريخ: 9-1-2022
![]() |
قال الامام علي (عليه السلام): (الحياء مفتاح كل خير) (1).
وقال (عليه السلام) أيضاً: (الحياء سبب الى كل جميل) (2).
وقال (عليه السلام): (الحياء يصد عن الفعل القبيح) (3).
وقال الامام علي بن الحسين (عليه السلام): (خف الله لقدرته عليك، واستح منه لقربه منك) (4).
وقال الامام علي (عليه السلام): (غاية الحياء أن يستحي المرء من نفسه) (5).
وقال (عليه السلام) أيضاً: (من لم يستح من الناس لم يستح من الله سبحانه) (6).
ما هو الحياء؟ ولم المرء بحاجة اليه في معاملة الناس؟ يعرف الحياء بأنه الحشمة أو الاحتشام، والخجل، وانقباض النفس من الشيء وتركه خوفاً من اللوم. وهو من الايمان والعقل.
ولا بد للمرء ـ لكي يحسن سيرته وتصرفه في الحياة ـ من الحياء في ثلاثة أبعاد:
1 ـ الحياء من الله.
٢ ـ الحياء من النفس.
3 ـ الحياء من الناس.
فالحياء من الله يعني الخوف منه، والايمان بقربه ومراقبته، وهو الأساس الذي يجب أن يُبنى عليه كل حياء للمرء، وكل فعل او تصرف له، وذلك لأنه إذا استحيا من الله فعل ما يرضيه سبحانه، وعكس ذلك صحيح، إذ مع عدم الحياء يفعل الإنسان ما يشاء، ودون حدود وقيود وسقوف.
يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (لم يبق من أمثال الأنبياء إلا قول الناس: إذا لم تستح فاصنع ما شئت) (7).
والحياء من النفس: أن يجعل المرء من نفسه ـ وهي أقرب المقربين له ـ رقيباً على نفسه، بأن يفعل ما هو حسن وينتهي عما هو قبيح. وهذا الحياء هو (غاية الحياء)، و (أحسن الحياء) و(ثمرة الايمان)، كما تعبر عنه الأحاديث الشريفة، وهو نتيجة طبيعية للإستحياء من الله - سبحانه وتعالى.
والحياء من الناس: أن يستحي المرء من فعل القبيح أمامهم، وفي معاملتهم، وهذا الحياء ـ هو الآخر ـ نتيجة طبيعية للحياء من الله ـ عز وجل ـ إن الحياء من الناس وإن كان ضرورة في التعامل معهم، وفي تقديرهم، واحترامهم، وفعل كل ما هو حسن معهم، الا انه يجب أن يكون منبثقاً من الحياء من الله - سبحانه وتعالى ـ فمن يستحي من الناس هو في ـ حقيقة أمره - يستحي من نفسه وبالتالي من الله ـ جل شأنه.
ولو نظر المرء في معاملته الناس، لرأى أن أستحياءه منهم هو الذي يدعوه الى التزام الحشمة معهم، وإحسان معاملتهم، وترك ما يسيء هذه المعاملة. ومن هنا كان الحياء من الناس مطلباً ضرورياً في معاملتهم، وفي تصرف الإنسان على مرأى ومسمع منهم، كما أن الحياء مطلب ضروري حينما يكون في السر، أي مع نفسه: الحياء في السر (أي مع النفس)، والحياء في العلانية (أي مع الناس).
ومن خلال معرفة معنى الحياء من الناس أو الاستحياء منهم، يتبين أيضاً أن يقيم المرء حواجز نفسية بينه وبينهم، تجعله منعزلا عنهم، وتمنعه من التعامل معهم، لأن هذا في حقيقته خجل زائد، وحالة غير صحية جديرة بالعلاج. أما الحاجز النفسي في الحياء فهو يتمثل في الامتناع عن ممارسة القبيح والسيء في معاملة الناس، ومزايلتهم بالقلب والعمل الصالح فيما إذا كانوا يمارسون السيئات. وبعبارة أخرى: عدم الانجراف معهم فيما إذا كانت تصرفاتهم وأعمالهم غير حسنة.
ومن هنا يتوضح أن هناك نوعين من الحياء: حياء محمود، وآخر مذموم.
فالحياء المحمود هو حياء القوة، وهو الداعي الى العفة والحشمة في التصرف وفي معاملة الناس، والى ترك السيء من القول والفعل. أما الحياء المذموم فهو حياء الضعف، وهو الناجم عن حالة خجل غير صحية، أو عن احساس بالضعة والحقارة أمام الناس. والحياء المذموم يؤدي الى الحِرمان، وضياع الفرص من الانسان.
يقول الامام علي (عليه السلام): (قرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان، والفرصة تمر مر السحاب)(8).
وللحياء المحمود آثار خلقية حسنة تنعكس على نفس الانسان منها : .
1 ـ العفة والعفاف.
2 ـ الصد عن الفعل القبيح.
3 ـ المروءة.
4 ـ عدم لقاء الناس بما يكرهون.
5 ـ اللين مع الناس.
6 ـ الرأفة بهم.
7 ـ البشاشة معهم.
8 - حسن الثناء عليهم.
9 ـ السماحة.
10 – السلامة.
وهكذا فلكي يحسن المرء معاملة الناس، عليه أن يستحي منهم، وقبل ذلك عليه أن يستحي من نفسه ومن خالقه ـ جل وعلا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغرر والدرر.
(2) بحار الأنوار، ج77، ص211.
(3) الغرر والدرر.
(4) بحار الأنوار، ج71، ص336.
(5) الغرر والدرر.
(6) المصدر السابق.
(7) بحار الأنوار، ج71، ص333.
(8) نهج البلاغة، الحكم.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
بالصور: ممثل المرجعية العليا والامين العام للعتبة الحسينية يستقبلون المهنئين القاصدين مرقد الامام الحسين (ع) في عيد الفطر المبارك
|
|
|