المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



البناء الاخلاقي  
  
3981   01:28 مساءً   التاريخ: 29-1-2017
المؤلف : مؤسسة الرسالة
الكتاب أو المصدر : دور الـعـقـيـدة في بناء الإنسان
الجزء والصفحة : ص84 -92
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-26 1345
التاريخ: 25-7-2016 2612
التاريخ: 25-7-2016 4654
التاريخ: 4-1-2017 2481

العقيدة تشكّل مرتكزاً متيناً للأخلاق، لأنها تخلق الواعز النفسي عند الاِنسان للتمسك بالقيم الاخلاقية السامية، على العكس من العقائد الوضعية التي تساير شهوات الانسان، وتنمّي بذور الاَنانية المغروسة في نفسه.

والاخلاق تحظى بأهمية استثنائية في العقيدة الاسلامية، قال الرسول الاَكرم (صلى الله عليه و آله وسلم): (بُعثتُ لاتُمّم مكارم الاَخلاق)(1). وقال (صلى الله عليه و آله وسلم) أيضاً: (الخُلق الحسن نصف الدين، وقيل له: ما أفضل ما أعطى المرء المسلم ؟ قال: الخُلق الحسن) (2).

الاسلام يربط بين الدين الحق والاَخلاق، مثل هذه الرؤية تتوضح خطوطها في أنّ الدين يحثُّ على الاَخلاق الحسنة ويقوم بتهذيب الطباع ويجعل ذلك تكليفاً في عنق الفرد يستتبع الثواب أو العقاب، وعليه فلم يقدّم الدين توجهاته الاخلاقية المثالية بصورة مجردة عن المسؤولية، وإنّما جعل الاخلاق نصف الدين، لان الدين اعتقاد وسلوك. والاخلاق تمثل الجانب السلوكي للفرد.

قال الاِمام الباقر (عليه السلام): (إنَّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)(3). جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) من بين يديه فقال: يا رسول الله ما الدين ؟ فقال (صلى الله عليه و آله وسلم): (حُسن الخلق. ثم أتاه من قبل شماله فقال: ما الدين ؟ فقال (صلى الله عليه و آله وسلم): حُسن الخلق. ثم أتاه عن يمينه فقال: ما الدين؟ فقال (صلى الله عليه و آله وسلم): حُسن الخُلق، ثم أتاه من ورائه فقال: ما الدين ؟ فالتفت إليه (صلى الله عليه و آله وسلم) وقال: أما تفقه الدين ؟ هو أن لا تغضب) (4).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (عنوان صحيفة المؤمن حُسن خُلقه) (5).

يقول العلاّمة الطباطبائي: (إنّ الاخلاق لا تفي بإسعاد المجتمع ولا تسوق الانسان إلى صلاح العمل إلاّ إذا اعتمدت على التوحيد، وهو الايمان بأنّ للعالم ـ ومنه الاِنسان ـ إلهاً واحداً سرمدياً لا يعزب عن علمه شيء، ولا يُغلَب في قدرته، خلق الاَشياء على أكمل نظام لا لحاجة منه إليها وسيعيدهم إليه فيحاسبهم فيجزي المحسن بإحسانه ويعاقب المسيء بإساءته ثم يخلدون منعّمين أو معذّبين.

ومن المعلوم أنّ الاخلاق إذا اعتمدت على هذه العقيدة لم يبق للانسان همّ إلاّ مراقبة رضاه تعالى في أعماله، وكانت التقوى رادعاً داخلياً له عن ارتكاب الجرم، ولولا ارتضاع الاخلاق من ثدي هذه العقيدة ـ عقيدة التوحيد ـ لم يبق للانسان غاية في أعماله الحيوية إلاّ التمتع بمتاع الدنيا الفانية والتلذذ بلذائذ الحياة المادية)(6).

إنَّ العقائد الالحادية بإزالتها من النفوس البشرية شعور التعلق بالخالق الكامل، والمثل الاعلى المطلق، والشعور برقابته وحسابه والمسؤولية اتجاهه، أزالت الركيزة الاساسية للأخلاق، ولم تستطع أن تعوض عنها بركيزة أُخرى في مثل قوتها.

الاخلاق ضرورة اجتماعية، فهي بمثابة صمّام أمان أمام نزعة الشر الكامنة في الانسان، والتي تدفعه لمد خيوط الاذى لأبناء جنسه، وعليه فالبناء الاجتماعي بدون منظومة الاخلاق كالبناء على كثيب من الرمال، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (لو كنّا لا نرجوا جنّة، ولا نخشى ناراً، ولا ثواباً ولا عقاباً، لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الاخلاق، فإنّها ممّا تدلُّ على سبيل

النّجاح) (7).

أساليب العقيدة في بناء الانسان أخلاقياً لما كانت قضية الاخلاق تحظى بأهمية استثنائية في توجهات العقيدة الاِسلامية، نجد أنّها اتّبعت أساليب وطرق عدّة متضافرة كبناء يتصل بعضه ببعض، تشكّل بمجموعها السور الوقائي الذي يحمي الانسان من الانحدار والسقوط الاخلاقي، ويمكن إجمال هذه الاَساليب، بالنقاط الآتية :

أولاً: تحديد العقيدة للمعطيات الأخروية للأخلاق :

فمن اتّصف بالأخلاق الحسنة وعدته بالثواب الجزيل والدرجات الرفيعة، ومن ساء خلقه وأطلق العنان لنفسه وعدته بالعقاب الاليم.

قال الرسول (صلى الله عليه و آله وسلم): (إنّ العبد ليبلغ بحسن خُلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل، وإنّه لضعيف العبادة)(8).

وقال أيضاً: (إنَّ حُسن الخُلق يبلغ درجة الصّائم القائم)(9).

وقال موصياً: (يا بني عبد المطلب، أفشوا السلام وصِلوا الارحام، وأطعموا الطعام، وطيّبوا الكلام تدخلوا الجنة بسلام)(10).

وقال أيضاً: (إنَّ الخُلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد..) (11).

وفي هذا السياق، قال الامام الصادق (عليه السلام): (إنَّ الله تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخُلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه ويروح) (12).

ثم إنّ هناك تلازماً بين قبول الاَعمال عموماً والعبادية منها على وجه الخصوص وبين الاخلاق، فقد روي أنّ رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) سمع امرأة تسبُّ جارتها وهي صائمة، فدعا بطعام فقال لها: (كلي ! فقالت إنّي صائمة ! فقال (صلى الله عليه و آله وسلم): كيف تكونين صائمة وقد سببت جارتك.. ؟!) (13).

ثانياً: بيان العقيدة للمعطيات الدنيوية للأخلاق :

فمن يتّصف بالأخلاق الحسنة، يستطيع التكيّف والمواءمة مع أبناء جنسه، ويعيش قرير العين، مطمئن النفس، هادئ البال، أما من ينفلت من عقال القيم والمبادئ الاخلاقية، فسوف يتخبط في الظلام، ويعيش القلق والحيرة فيعذب نفسه ويكون ممقوتاً من قبل أبناء جنسه، ويدخل في متاهات لا تُحمد عقباها.

يقول الرسول الاكرم (صلى الله عليه و آله وسلم): (حُسن الخُلق يثبّت المودّة) (14). وقال وصية الامام علي (عليه السلام): (.. وفي سعة الاخلاق كنوز الارزاق» (15). وقال الامام الصادق (عليه السلام) موصياً: (وإن شئت أن تُكرَم فَلِنْ، وإن شئت أن تُهان فاخشن) (16)، وقال أيضاً (عليه السلام): (البر وحسن الخُلق يُعمران الدّيار، ويزيدان في الاعمار)(17).

وبالمقابل فإنّ للأخلاق السيئة معطيات سلبية يجد الاِنسان آثارها في دار الدنيا، قال الإمام الصادق (عليه السلام): (من ساء خُلقه عذَّب نفسه)(18)، وقال (عليه السلام) لسفيان الثوري الذي طلب منه أن يوصيه: (لا مروءة لكذوب، ولا راحة لحسود، ولا إخاء لملول، ولا خُلّة لمختال، ولا سؤدد لسيء الخُلق)(19).

مما تقدم اتضح أنّ العقيدة ترغّب الانسان بالتحلي بالأخلاق الحميدة من خلال إبرازها للمعطيات الاِيجابية ـ الاخروية والدنيوية ـ التي سيحصل عليها إذا سار في طريق التزكية، وبالمقابل تردعه عن الاخلاق السيئة من خلال بيان الآثار السلبية ـ الاُخروية والدنيوية ـ المترتبة عليها.

ثالثاً: تقديم التوصيات والنصائح :

تقدم العقيدة ـ من خلال مصادرها المعرفية ـ التوصيات القيمة في هذا الصدد، التي تزرع في الاِنسان براعم الاخلاق الحسنة، وتستأصل ما في نفسه من قيم وأخلاق فاسدة.

من كتاب النبوة عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) قال: (أنا أديب الله، وعلي أديبي، أمرني ربي بالسخاء والبر، ونهاني عن البخل والجفاء، وما من شيء أبغض إلى الله عزَّ وجل من البخل وسوء الخلق، وإنه ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل)(20).

وقال وصيه الامام علي (عليه السلام):(..روّضوا أنفسكم على الاَخلاق الحسنة، فإنَّ العبد المسلم يبلغ بحسن خُلقه درجة الصائم القائم)(21).

وقال أيضاً موصياً:(..عوّد نفسك السّماح وتخيّر لها من كلِّ خلق أحسنه، فإنّ الخير عادة)(22).

وقال (عليه السلام): (.. وعليكم بمكارم الاَخلاق فإنّها رفعة، وإيّاكم والاَخلاق الدنية فإنّها تضع الشريف وتهدم المجد) (23).

من هذه الشواهد المنتخبة، نستطيع القول بأنّ العقيدة تقدّم نصائحها وتوصياتها القيمة مُدعمة بالمعطيات والدلائل المقنعة، لتشكّل جداراً من المنعة يحول دون جنوح الانسان المسلم إلى هاوية الاخلاق السيئة.

رابعاً: أُسلوب الاسوة الحسنة :

وهو أحد الاساليب التربوية للعقيدة، تربط الافراد المنتسبين إليها برموزها، لكونهم التجسيد المثالي أو الكامل لتوجهاتها، وهم المنارة التي تبعث أنوارها، وعليه فهي تحث الافراد على الاقتداء بهم بغية التأثر بأخلاقهم والتزود من علومهم.

قال تعالى: (لقد كانَ لكُم في رسولِ اللهِ أُسوةٌ حسنةً..) (24). لاَنّ سيرة الرسول (صلى الله عليه و آله وسلم) هي التجسيد الواقعي الكامل للرسالة، ولما كان الرسول (صلى الله عليه و آله وسلم) ـ كما وصفه القرآن الكريم ـ يمثل قمةً في مكارم الاَخلاق: (وإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم) (25)توجّب على المسلمين أن يدرسوا أخلاقه ويهتدوا بسنته ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.

كان رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) يستمد خُلقه من الله تعالى ومن كتابه الكريم، قال تعالى: (خُذِ العَفوَ وَأمُر بالعُرفِ وأعرض عن الجاهِلِينَ) (26).

وروي أنّه لمّا نزلت هذه الآية الجامعة لمكارم الاَخلاق، سأل الرسول (صلى الله عليه و آله وسلم) جبرئيل (عليه السلام) عن ذلك فقال: (لا أدري حتى أسأل العالم ثم أتاه فقال: يا محمد إنَّ الله يأمرك أن تعفو عمّن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك) (27).

لقد دعا الرسول (صلى الله عليه و آله وسلم) إلى التحلّي بمكارم الاخلاق كالتواضع والجود والامانة والحياء والوفاء... وما إلى ذلك، كما نهى عن مساوئ الاخلاق كالبخل والحرص والغدر والخيانة والغرور والكذب والحسد والغيبة. وهكذا جهد لتقويم كل خلق شائن، والشواهد كثيرة، لا يسع المجال لها، قال الاِمام علي (عليه السلام): (ولقد كان (صلى الله عليه و آله وسلم) يأكل على الارض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه) (28). فالرسول (صلى الله عليه و آله وسلم) وهو الرمز الاكبر للعقيدة الاِسلامية، يحرص أشد الحرص على هداية الناس إلى سواء السبيل؛ لاَنَّ عملية البناء الحضاري للاِنسان تصبح عبثاً لا طائل تحته من دون عملية التوجيه والهداية. وأهل البيت (عليهم السلام) هم نجوم الهداية الابدية لهذه الاُمة، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (..ألا إنّ مثل آل محمد (صلى الله عليه و آله وسلم) كمثل نجوم السماء إذا خوى نجمٌ طلع نجمٌ..) (29).

والهداية ـ بلا شك ولا شبهة تستلزم النجاة ـ هي الغاية المنشودة للاِنسان المسلم، ومن هنا يكمن المعنى العميق، والتشبيه البليغ، في حديث الرسول الاكرم (صلى الله عليه و آله وسلم): (إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق، وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له) (30).

وصفوة القول، إن لأهل البيت (عليهم السلام) دوراً كبيراً في بناء الانسان المسلم، وانقاذه من شتى أنواع الانحدار والضلال وليصل به إلى شاطئ النجاة.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (اُنظروا أهل بيت نبيكم، فالزموا سمتهم، واتَّبعوا أثرهم، فلن يُخرجوكم من هدىً، ولن يعيدوكم في ردىً..) (31)، وقال (عليه السلام) أيضاً: (نحن النمرقة الوسطى بها يلحق التالي وإليها يرجع الغالي)(32). لقد سار الائمة الاَطهار (عليهم السلام) على نهج النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) وسنته، فقاموا بدور حضاري مشهود في إشاعة وترسيخ الاخلاق الفاضلة، والردع عن الاخلاق الذميمة، وكانوا يركزون على الجوهر بدلاً من المظهر، ويعتبرون تحلية الجوانح بالأخلاق الفاضلة أفضل وأولى من تحلية الجوارح بالملابس الفاخرة، فأصبح سلوكهم لنا أُسوة ومواقفهم قدوة، فعن الامام الصادق (عليه السلام): (خطب علي (عليه السلام) الناس وعليه إزار كرباس غليظ، مرقوع بصوف، فقيل له في ذلك، فقال: يخشع القلب، ويقتدي به المؤمن) (33).

والباحث يجد أن قضية الاخلاق قد احتلت مساحةً كبيرةً من آثار أهل البيت (عليهم السلام) كنهج البلاغة والصحيفة السجادية وغيرهما لما لهذه القضية الجوهرية من دور مهم في البناء التربوي للاِنسان المسلم، عن جرّاح المدائني أنّه قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السلام): (ألا أُحدّثك بمكارم الاَخلاق؟ الصفح عن الناس، ومواساة الرّجل أخاه في ماله، وذكر الله كثيراً)(34).

وفي الوقت الذي يردع فيه آل البيت (عليهم السلام) كل انحراف أخلاقي، فإنّهم يسترون على الناس معائبهم، ولا يستغلون ذلك ذريعة للتشهير بهم والنيل منهم، فمن كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) للاشتر لمّا ولاّه مصر: (وليكن أبعد رعيّتك منك، وأشنأهم عندك، أطلبهم لمعائب الناس، فإنّ في الناس عيوباً، الوالي أحقُّ من سَتَرها، فلا تكشفنَّ عمّا غاب عنك منها، فإنّما عليك تطهير ما ظهر لك.. فاستر العورة ما استطعت..) (35).

وكانوا يتبعون أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة، فعن الحسين بن علي (عليهما السلام) أنه قال لرجل اغتاب رجلاً: (يا هذا كفّ عن الغيبة فإنّها أدام كلاب النّار) (36).

وقال رجل للإمام علي بن الحسين (عليهما السلام): إنّ فلاناً ينسبك إلى أنّك ضالٌّ مبتدع، فقال له الامام (عليه السلام): (ما رعيت حقّ مجالسة الرجل، حيثُ نقلت إلينا حديثه، ولا أدّيت حقّي حيثُ أبلغتني من أخي ما لست أعلمه !.. واعلم أنّ من أكثر عيوب الناس شهد عليه الاكثار، أنّه إنّما يطلبها بقدر ما فيه) (37).

وكان من دعائه (عليه السلام): (اللهمَّ إنّي أُعوذ بك من هيجان الحرص وسورة الغضب وغلبة الحسد وضعف الصبر وقلّة القناعة وشكاسة الخُلق..) (38).

_____________

1ـ كنز العمال 11: 240 | 31969.

2ـ روضة الواعظين، للفتال النيسابوري: 376 ـ منشورات الرضي ـ قم.

3ـ اُصول الكافي 2: 99 | 1 كتاب الايمان والكفر.

4ـ المحجة البيضاء 5: 89.

5ـ تحف العقول: 200.

6ـ الميزان في تفسير القرآن، العلاّمة الطباطبائي 11: 157 ـ مؤسسة الاَعلمي ط2.

7ـ مستدرك الوسائل 2: 283.

8ـ المحجة البيضاء 5: 93.

9ـ ارشاد القلوب 1 ـ 2: 133 ـ منشورات الرضي ـ قم.

10ـ ارشاد القلوب 1 ـ 2: 133.

11ـ اُصول الكافي 2: 100 | 7 كتاب الاِيمان والكفر. 5) اُصول الكافي 2: 101 | 12 كتاب الايمان والكفر.

12ـ اُصول الكافي 2: 101 | 12 كتاب الايمان والكفر.

13ـ الاخلاق، للسيد عبدالله شبر: 70 ـ منشورات مكتبة بصيرتي ـ قم.

14ـ تُحف العقول: 38.

15ـ تحف العقول: 98.

16ـ تحف العقول: 356.

17ـ اُصول الكافي 2: 100 | 8 كتاب الايمان والكفر.

18ـ اُصول الكافي 2: 321 | 4 كتاب الاِيمان والكفر.

19ـ في رحاب أئمة أهل البيت عليهم السلام، للسيد محسن الاَمين 4: 69 عن تحف العقول.

20ـ مكارم الاخلاق، للطبرسي: 17.

21ـ الخصال، للصدوق 2: 621 حديث الاربعمائة.

22ـ بحار الانوار 77: 213 عن كشف المحجة لثمرة المهجة: 157 الفصل 154 ـ طبع النجف الاَشرف.

23ـ بحار الانوار 78: 53 عن الغرر والدرر، للآمدي.

24ـ الاَحزاب 33: 21.

25ـ القلم 68: 4.

26ـ الاَعراف 7: 199.

27ـ مجمع البيان، للطبرسي 3: 89 ـ منشورات مكتبة الحياة عام 1980 م.

28ـ نهج البلاغة، صبحي الصالح: 228 | خطبة 160.

29ـ شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 7: 84.

30ـ المراجعات، للسيد عبدالحسين شرف الدين: 23 المراجعة الثامنة، وفي هامش (37) اخرجه الطبراني في الاَوسط عن أبي سعيد.

31ـ شرح النهج، لابن أبي الحديد 7: 76.

32ـ شرح النهج 18: 273.

33ـ مكارم الاخلاق، للطبرسي: 113.

34ـ معاني الاخبار، للصدوق: 191.

35ـ نهج البلاغة، ضبط صبحي الصالح: 429 كتاب 53.

36ـ تحف العقول: 176 ـ مؤسسة الاعلمي ط 5.

37ـ الاحتجاج، للطبرسي 1 ـ 2: 315 ـ مؤسسة الاعلمي ط 1401 هـ.

38ـ الصحيفة السجادية الجامعة: 69 ـ مؤسسة الامام المهدي (عج) ـ قم ط1.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.