الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
تهذيب النفس
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 206 ــ 212
2025-07-01
16
تهذيب النفس وتزكيتها وتربيتها جميعها لمعنى واحد هو تربية النفس كما يربي الأب أولاده.
تهذيب النفس أن تهذب نفسك وتربيها على طاعة الله والأيمان به وتربيها على أخلاق الأنبياء والأولياء، أن يبدأ الأنسان بإصلاح نفسه وكشف ما هي عيوبها وما هي أخطائها ليصلحها
أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: (أعجز الناس من عجز عن اصلاح نفسه) (1).
الأنسان العاجز والكسول هو من عجز عن إصلاح نفسه وترتيبها، بعض الأشخاص لا يمتلك القدرة على تربية نفسه، يمتلك نفس متوحشة تجره إلى المعاصي والذنوب قبيح الكلام والتصرف ينغمس في الذنوب ويذل نفسه في الكثير من التصرفات: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} [القيامة: 14].
انت بصير بنفسك تعرف نفسك وتعرف ما هي ذنوبك وما هي أخطائك انت بصير بنفسك ويجب أن تعرف ذنوبك وأخطائك وتهذب نفسك إلى ما هو صلاح لها حتى لا يخدعها الشيطان.
تهذيب النفس أن تربي نفسك على ما هو حق
أن تربي نفسك على عدم إيذاء الآخرين وحفظ حقوقهم وتربي نفسك على عدم أكل مال اليتيم وتربي نفسك على الثقة بالله والتوكل عليه وتربي نفسك على الالتزام وأقامة الصلاة بوقتها وكذلك تربي نفسك على عدم الإكثار من الأكل وأيضاً تربي نفسك لتسيطر عليها في الكثير من الأمور التي يجب عليك السيطرة عليها
تزكي نفسك من دنس الذنوب والأخطاء، الله (عز وجل) يقول: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس: 9].
يفلح الأنسان الذي يزكي نفسه يربيها على الصلاح يربيها على التقوى والعبادة، يربيها على جبر قلوب الآخرين يربيها على حفظ حقوق الآخرين يربيها على احترام الكبير والصغير يربيها على العزة والكرامة يربيها على الشجاعة، يربيها على العلم والتعلم.
{وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 10].
وخاب من دساها وطمسها بالذنوب والمعاصي خسر من أهمل إصلاح نفسه خسر خسران عظيم من لم يهتم بتزكية نفسه وتربيتها.
ربي نفسك كما يربي الأب أبنائه حاسبهم على الخطأ وشجعهم على فعل الصواب ونبههم من الأخطاء وحذرهم وراقبهم حتى تصل إلى أعلى الدرجات ومجاهدة النفس أو تهذيبها أمر عظيم جداً وليس هنالك وقت للجهاد لأنه مستمر إلى طول العمر لا ينتهي بيوم أو يومين أو ثلاث لا أنه مستمر معك طيلة عمرك
أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: (املكوا أنفسكم بدوام جهادها) (2).
تملك نفسك بمداومة مجاهدتها على ما هو صلاح لها.
ولا تخف لأنه بسيط أن تمكنت من تأديب نفسك والسيطرة عليها وعدم السماح لها بأي خطأ فأنها تكون مؤدبة معك ومهذبة إلى نهاية العمر ولكن أن لم تزكيها وتأدبها فأنك بالتأكيد ستعاني كثيراً في مواجهة هذه النفس ولكن الله (عز وجل) قال: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69].
عناية خاصة من الله (عز وجل) لكل مؤمن يجاهد نفسه من أجل التقرب إلى الله الذي يجاهد يهديه الله إلى ما هو خير له ويساعده في تزكية هذه النفس وتهذيبها وتأديبها إلى ما هو صلاح لها.
عندما يصبر الأنسان على ترك الذنوب فأن ترك الذنوب سيكون سهلاً جداً فقط عليك أن تصبر على ترك الذنوب
أن تجلس مع نفسك وتحدثها عن ما فعلت من الذنوب وأن الناس تكاملت واتصلت بالله ونحن بقينا في دنس الذنوب وأسفل السافلين ويجب علينا أن نخوض رحلة جديدة رحلة ملكوتيه
وتبدأ بفرض الشروط على نفسك وتهديدها بالعقوبات أن خالفت الشروط كالصيام والصلاة والاستغفار بالتأكيد عندما تقرر ترك الذنوب فأن الشيطان يغضب كثيراً ويهيج عليك النفس، يخدعها ولكن هنا يأتي دورك أما أن تسمح لنفسك بالمعصية وتعطيها الحرية في التحكم بك أو أن تكون صامداً وقوياً وتضع لها حدوداً وتوقفها من هذه الأعمال مثل:
فكرت في ذنوبك وقررت تركها نهائيا تصر على ذلك وتتركه مباشرة فان خدعتك نفسك ووقعت في هذا الذنب عاقبها عقاب شديد حتى لا تتجرا وتعيد هذا الذنب وتتأدب يوم بعد يوم ولا تعاقب جسدك، عاقب نفسك وعليك أن تصر على ترك الذنوب أن تهتم بمراقبة نفسك وتهذيبها للوصول إلى درجات الكمال لا تكن ليناً أمام النفس والشيطان يخدعك بلذات بسيطة وكلمات بسيطة كن حذراً وأرفض كل التفاوضات مع الشيطان وأدب نفسك لأنها لا تفهم ما ينفعها وما يضرها الشيطان خدوع يخدعها خذ نفسك من سيطرة الشيطان إلى سيطرتك لتكون بين يديك تتحكم بها كيف تشاء هذب نفسك على فعل الخير وأدب نفسك أن تصرفت أو تكلمت عن شخص بسوء أو حاسب نفسك حتى على التفكر عندما تفكر بسوء حاسب نفسك لا تظن بأي شخص ظن السوء وكن مؤدبا وكلما أزداد أدبك كلما ارتفعت درجات عظيمة.
وأياك أن تعتقد أنك انتصرت على النفس والشيطان لأنك لو أهملت مراقبة نفسك ستقع ببعض الذنوب لأنها لا يمكن الوثوق بها ولا الأمان من مكر الشيطان لذلك كن حذراً من نفسك عندما تبين لنفسك أنها تحت مراقبتك فأنها سوف تتأدب وتبتعد من الشيطان ومن الذنوب كن حذراً بكل خطواتك وادب نفسك على عمل الخير وأجبرها على الصلاة حتى وأن رفضت وكلم نفسك وعاتبها أن أخطئت، ذكرها بالله وبكرمه وبعزته وجلاله لا تهمل هذه النفس إياك وإهمال هذه النفس.
أترك صديق السوء لأنه سوء لك في الدنيا والآخرة في الدنيا يأخذك إلى فعل الذنوب وفي الآخرة تندم على أفعالك ويتبرى منك
ذكر الله تعالى في كتابه على لسان أهل الآخرة قالوا: {يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} [الفرقان: 28].
يندمون على صداقتهم لبعض الأشخاص الذين هم سبب في ضلالهم ليتني لم أصادق فلان ليتني لم أتكلم مع فلان لقد أضلني، علمني على معصية الله علمني على الكلام الفاحش أحذر رفقة السوء
فإن أردت أن تتخذ صديق فخذ بنصيحة الأمام الصادق (عليه السلام): (اتبع من يبكيك وهو لك ناصح ولا تتبع من يضحك وهو لك غاش وستردون على الله جميعا فتعلمون) (3).
أحذر اتباع الصديق الذي يضحك وهو لك غاش، أي صديق السوء يُضحكك ويؤنسك في هذه الدنيا في الذنوب والمعاصي وتفرح معه كثيراً ويؤيدك على فعل الذنوب يؤيدك على سلب حقوق الآخرين وعدم الالتزام بآداب الكلام والطريق وايضاً أن أخطئت يشجعك ويصفك بالشجاع وغيرها من الأمور التي تجعلك سعيد معه
أحذر اتباع من يضحكك وهو لك غاش في الحقيقة هو صديق سوء غاش لك ليس فيه خير يقودك إلى الحرام ولكن أتبع من يبكيك من أجل نصيحتك بعض الأصدقاء عندما يراك تخطأ يعاتبك ويعاقبك ولربما يكسر قلبك فتبكي ولكن لا تعلم مدى حبه لك عندما يعاتبك لأجل مصلحتك ولأجل فائدتك في الدنيا والآخرة لذلك الأمام يوصينا بأتباع هذا الشخص واتخاذه صديق بدل صديق السوء.
وأيضاً أمير المؤمنين (عليه السلام) يحذرنا: (لا ينبغي للمرء المسلم أن يواخي الفاجر فإنه يزين له فعله ويحب أن يكون مثله ولا يعينه على أمر دنياه ولا أمر معاده ومدخله إليه ومخرجه من عنده شين عليه) (4).
لا تصادق الشخص الفاجر الذي يزين لك أفعاله القبيحة يجعل المعصية شيء جميل والتكلم الفاحش شيء جميل ويقنعك على فعل هذه الأمور لتكون مثله وهو يحب أن تكون مثله وهذا الشخص لا يعينك على أمر أخرتك لان كل ما تفعله معه أو تتعلمه منه فهو يقودك إلى الضلال والظلام ودخوله لك وخروجه منك شر ولا فائدة منه فقط السوء.
وايضا أحذر مصادقة الصديق الفاشل الذي يعودك على الكسل وكثرة الفراغ. عليك بمصادقة الشخص الإيجابي المؤمن الذي يساعدك على أمر دينك وأخرتك ويؤيدك على فعل الخير ويقودك إلى التقرب لله تعالى.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (إياك ومعاشرة متتبعي عيوب الناس فإنه لم يسلم مصاحبهم منهم).
الوقت = الحياة: لذلك فأما أن تضيع وقتك فتضيع حياتك وأما أن تتحكم بوقتك فتتحكم بحياتك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ غرر الحكم، ص 110، حكمة 229.
2ـ المصدر السابق، ص 90، حكمة 101.
3ـ كتاب الكافي، ج 2، ص 638.
4ـ المصدر السابق، ص 640.
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
