المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الوفاء بالعهد أجمل أنواع الصدق  
  
2644   11:29 صباحاً   التاريخ: 17-1-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص150ـ153
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2018 1940
التاريخ: 2023-05-30 1261
التاريخ: 11-4-2017 2311
التاريخ: 2023-11-20 1266

ما رأيكم بالوفاء بالعهد تجاه أهلكم وذويكم وأقربائكم؟ إن الأخلاق الإسلامية تقوم على «الصدق والأمانة والوفاء» وعن أمير المؤمنين عليه السلام: [المؤمن إذا وعد وفى](1) وقال عليه السلام أيضاً [من دلائل الإيمان الوفاء بالعهد](2). وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: [من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليف إذا وعد](3).

الوفاء بالعهود والمواثيق ينمّي شجرة المحبة والصفاء وينبت الأزهار التي تفوح برائحة الاستقرار والمحبة العطرة. وكل من يكون أكثر وفاءً لأهله وعياله يكون محبوباً أكثر عند الله وتكون منزلته ومقامه في الجنة أقرب إلى منزلة رسول الإسلام الأمين الوفي صلى الله عليه وآله. والآن لنطالع الرسالة التالية التي وصلتنا من إحدى الأخوات الكريمات:

الرسالة:... أبلغ من العمر تسعة وعشرين عاماً لدي ثلاثة صبيان أحدهم في السادسة والآخر في السابعة والثالث في العاشرة من العمر. إني متزوجة منذ عشر سنوات وزوجي رجل مؤمن وطيب تماماً حسن الأخلاق ولكن فيه بعض العيوب. فهو عديم الوفاء أي أنه يعد بأمر ما وينسى وعده. فهو يعد بالعودة إلى المنزل في الساعة الفلانية لكي نذهب معاً لزيارة أحد الأقارب او الأصدقاء ولكنه يتخلّف عن المجيء إلى البيت ويجعلنا نضيق ذرعاً من الانتظار والترقب وعندما أقول له: لماذا لم تأتِ إلى البيت في الموعد المقرر؟ لماذا تأخرت؟ فإنه يقود: لا بأس إنها دعوة عائلية. لقد انشغلت بأمر ما..

هل عدم مجيئه إلى البيت في الوقت المقرر أمر غير مهم حقاً؟

كلا، إنه أمر مهم، إذ لا يجوز عدم الوفاء بالوعد إلا في حالات الضرورة القصوى. إن الأخلاق الإسلامية السامية لا تجيز أبداً عدم الوفاء ونقض العهود، حتى مع الأشخاص الغرباء عنا صغارا كانوا أو كباراً وسواء كانوا أقرباء لنا أو غرباء عنا. فالكل كبار ومحترمون وإذا وعدناهم بأمر ما يجب علينا أن نفي بوعدنا.

إن حسن الخلق لا يعني فقط حسن التعامل مع الآخرين وإظهار المحبة لهم. فأهم شيء في حسن الخلق هو الصدق والصراحة حيث إن الوفاء بالعهد هو أجمل أنواع الصدق، أرجو أن أصبح أنا وأنت أيتها الأخت الكريمة وأنت أيها الأخ الكريم (الذي تفي بعهودك) في عداد الأبرار والكرماء لنستحق بذلك لقب (مسلمين) وأن نكون جديرين بهذه التسمية.

والآن نتابع رسالة هذه الأخت الكريمة:

الرسالة: كما أن زوجي يقضي معظم أوقاته خارج المنزل وعندما يعود إلى البيت في الساعة الرابعة بعد الظهر لا يمكث فترة قصيرة حتى يغادر المنزل مرة أخرى وهو يقول: إني ذاهب لأزور والدتي. ولكنه من هناك يذهب إلى المسجد. فأقول له: إني لا أعارض ذهابك إلى منزل والدتك ولكن عندما تذهب إلى بيت والدتك خذ معك واحداً أو اثنين من أطفالك. وإذا أردت أن تذهب إلى المسجد، فاذهب ولكن خذ معك الأولاد.

ولكنه لا يقبل كلامي هذا، فهو آخر من يغادر المسجد ويعود إلى المنزل ليلاً. وعندما نتناول طعام العشاء في المنزل يغادر مرة أخرى للمشاركة في محاضرات دينة وعندما لا تكون هناك محاضرات أو جلسات دينية فإن النعاس يتغلب عليه فينهض ويذهب إلى فراشه للنوم...

وعندما أقول له، تحدث معنا قليلاً، راجع دروس اولادك واسألهم عن دراستهم يرد عليّ بالقول: إذن ما هي مهمة الأستاذ؟

وعندما أقول له: إن أولادك لهم حق عليك أن تهتم بتربيتهم؟ يقول: إني أعمل في سبيل الله وأساعد الناس وأقوم بأعمال الخير...

فأقول له: إذا كنت تقوم بأعمال الخير فلماذا لا تخصص جزءاً من وقتك لبيتك وعيالك؟! أليس الاهتمام بالبيت والزوجة والأولاد وتربيتهم أهمّ من أعمال الخير؟!..

أيها الأخ الكريم، صحيح أن كل واحد منا عليه أن يخصص جزءاً من وقته للقيام بأعمال الخير الاجتماعية وحل مشاكل الآخرين، ولكن القيام بهذا الواجب يجب أن لا يجعلنا نتجاهل واجباً آخر من واجباتنا ألا وهو واجب «الاهتمام بالبيت والزوجة والأولاد وتربيتهم» وهذا الواجب هو من أهم الواجبات وأصعب الوظائف التي كلفنا الله بها ووضعها على عاتقنا فـ «المبالغة في التأديب» أي أن نبذل أقصى ما بوسعنا لتربية أولادنا وتعليمهم أصول الأدب والأخلاق الفاضلة - هي واجب إلهي وهذا الواجب لا يسقط عنا إذا قمنا بأي عمل خير آخر.

فهل صحيح أن تترك ابنك المريض وتذهب لرعاية ومعالجة مريض آخر؟! فكما أن واجبك الأول هو رعاية أولادك والاهتمام بهم ومعالجتهم، فإن تربية الأولاد وتعليمهم أصول الأدب والأخلاق الفاضلة هي من الواجبات الأساسية التي تقع على عاتقك.

حقاً لماذا لا تأخذ أولادك معك إلى المسجد؟

إذا أردت أن يتعلم ابنك الصلاة والصدق والوفاء ويصبح مؤمناً ملتزماً فعليك من الآن أن تعود آذانهم على سماع صوت التكبير والأذان وتعود أبصارهم على مشاهدة صفوف المصلين وهم يركعون ويسجدون أثناء صلاة الجماعة. فالطفل إذا لم يتعود على حضور الاجتماعات والمحاضرات الدينية فإنه سيكون لا سمح الله في المستقبل بعيدا عن مبادئ الشرف والإيمان والتقوى.

إذن فجدير بك أيها الأخ الكريم أن تقسّم وقتك الثمين وتخصص جزءاً منه للاهتمام بشؤون البيت والأولاد ومتابعة نشاطاتهم ودراستهم والتحدث معهم وتربيتهم حيث إن هذا من أفضل أعمال الخير. فالنبي صلى الله عليه وآله يقول: [خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي](4).

نتمنى لك التوفيق وأنت تسعى في طريق الخير والوفاء وتربية الأولاد.

___________________________________________

(١) بحار الأنوار ، ج ٧٥ص ٩٢ باب ٤٧.

(٢) غرر الحكم.

(٣) بحار الأنوار ج٧٧. 

(4) وهج الفصاحة في أدب النبي ، ص٤٤٧. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.