

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات


المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية


التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة
مشيئة الله في الأولاد
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 349 ــ 351
2025-12-22
24
ان الله عز وجل فعال لما يشاء، وهو مالك السماوات والارض، ومن صفاته العليم والقدير والحكيم العدل والرحمان والرحيم، ومشيئته وقضاؤه بحق عبده تمثل اللطف بعينه والمحبة المحضة ومثال الود والرحمة وتجسيدا للكرم وحسن الاختيار.
فكل ما يشاؤه لعبده انما يصب في مصلحته للدنيا والآخرة، وما على العبد الا التسليم ازاء حكمة الله وعدله ورحمته ومشيئته وذلك هو ارفع عبادةٍ، وهو من خصال الأنبياء والأولياء، وعلامة على عشق العاشقين له ومعرفة العارفين به جلت قدرته.
فمن الناس من يجعله عقيماً، ومنهم من يهبه بنتاً، ومنهم من يرزقه ابناً، وقد يجعل في بطن أمرأة توأماً أحدهما ذكر والآخر أنثى، كل ذلك يمثل الرحمة واللطف بعينه وذروة حبه جل شأنه بعباده.
{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى: 49، 50].
على ضوء هذه الآية الكريمة، البنت تمثل عنوان السلطان والملك، وتجسيداً لإرادته تعالى في الخلق، ونور علمه وقدرته ازاء الانسان، وقد اقتضى علمه وقدرته ومشيئته وحكمته وسلطانه في أن يهب للأبوين بنتاً.
ان التجهم ازاء البنات من الأولاد بمثابة التجهم ازاء الحق تعالى ومالكيته وخلقه واختياره وعلمه وقدرته، وهو ذنب لا يغتفر، وخصلة تنم عن الحماقة، وفعل يجانب المنطق والحكمة.
ان الطفل إذا مات - كما يعبر الامام الصادق (عليه السلام) - يسلم إلى ابراهيم وسارة في عالم البرزخ لتربيته ويصبح ذخيرة لأبويه في الآخرة.
ويروي الشهيد في مسكن الفؤاد عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قوله: من أصيب بمصيبة، جزع عليها أو لم يجزع، صبر عليها أو لم يصبر، كان ثوابه من الله الجنة، ولد يقدمه الرجل أفضل من سبعين ولداً، يبقون بعده، يدركون القائم (عليه السلام).
وحينما عاد الحسين (عليه السلام) بطفله الشهيد ذي الستة أشهر إلى خيامه ووضعه في احضان اخته زينب (عليها السلام) ثم جلس على الارض سأل الله سبحانه أن يجعله ذخراً له في الآخرة.
فإذا كان للطفل الميت هذه الاهمية والاعتبار بالنسبة للإنسان، فما مدى أهمية الطفل الذي يبقى ويتربى على الايمان والادب والوقار نتيجة الجهود التي يبذلها أبواه؟ ولا فرق بين الذكر والانثى، فالمراد هو أولاد المرء.
وكما يقول تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 28].
فإن الانسان إذا ما خرج ظافراً من هذه الفتنة والامتحان، أي يفرح به ويرضى، ويبذل الجهود في تعليمه وتربيته تربية صالحة، ويهيء مستلزمات زواجه بحدود قدرته، ويبذل له الاحترام، ويؤدي حقه ويجله، فإنه يكون قد نال عظيم الأجر وجزيل الثواب
أولم يصرح القرآن الكريم: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: 46].
أن من يجهد نفسه في تربية ولده ويطبعه على معرفة الحق تعالى وأنبيائه وكتابه والأئمة (عليهم السلام)، فإن ذلك هو الباقيات الصالحات التي لا مثيل لها، وهو ما عبر عنه: خير عند ربك ثواباً وخير أملا.
أولم تكن مريم العذراء وآسيا وفاطمة الزهراء (عليها السلام) زينب الكبرى (عليها السلام) بمثابة الباقيات الصالحات بالنسبة لأبويهن؟
لماذا ينزعج من يرزق بنتاً؟ فهل يتحول الجنين في رحم الأم الى بنت بناء على ارادة شخص آخر غير الله سبحانه؟ ان تحول الجنين في رحم أمه إلى بنت يمثل رحمة الله ورأفته بعينها ورعايته ولطفه ولابد من التسليم ازاء مشيئته ولطفه، وتقديم الحمد والثناء له عز شأنه على نعمة البنت مدى العمر.
الحري بالجميع تأمل هذه الحقيقة وهي: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) رزق عددا من الابناء وهم القاسم والطيب والظاهر وابراهيم، ومع أن أحداً منهم لم يبق على قيد الحياة، الا أن الله سبحانه لم يبشره ويهنئه لما رزق ابناء، كما لم ترد أية في القرآن الكريم بهذا الصدد، الا انه وبمجرد انعقاد نطفة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في رحم خديجة نزلت سورة الكوثر وبشر بالخير الكثير والدائم.
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)