سلوك الاجترار عند الابقار (الانماط السلوكية في الابقار)

يعقب تناول الغذاء في الابقار عملية الاجترار، وخلال هذه العملية تقوم الابقار باسترجاع بلعات الطعام التي سبق للحيوان بلعها وهضمها هضما مبدئيا من المعدة بالطريقة المعروفة للاجترار، ثم يقوم بمضغها جيدا ثم يعيد بلعها مرة ثانية بعد ان يكون قد تم مضغها وتجهيزها للهضم بالمعدة في صورتها النهائية.

تفضل الابقار الاجترار وهي في وضع الرقاد، وان كانت قد تضطر احيانا للاجترار وهي واقفة في حالة سوء الاحوال الجوية، مثل هطول الامطار وخلافه. اما بالنسبة للعجول الصغيرة فأنها لا تحتاج للاجترار في الاعمار المبكرة حيث تختلف فيها نسبة مكونات المعدة المركبة عنها في الابقار، وتبدا عملية الاجترار تأخذ دورها تدريجيا في النظام الهضمي للعجول ابتداء من عمر (6-8 شهور), حتى تصبح مثلها مثل الابقار الكبيرة في معدلات الاجترار اليومي.

يصل معدل عدد مرات الاجترار في الابقار الى (15-20 مرة) في اليوم، الا ان كل دورة اجترار قد تقصر او تطول، حسب ظروف وتغيرات العوامل الجوية ونوع الغذاء وخلافه من العوامل المختلفة الاخرى، وعموما فان دورة الاجترار الواحدة قد تستمر لمدة دقيقتين فقط او قد تطول عن ذلك لتصل الى حوالي ساعة او اكثر.

اما اعلى معدل للاجترار اليومي فتصل اليه الابقار بعد الغروب وفي بداية الليل، ثم تبدا بعد ذلك في الانخفاض تدريجيا حتى يقل هذا المعدل عند اقتراب فترة الرعي في الصباح الباكر، وعموما فان طول دورة الاجترار قد يختلف كما ذكر سابقا حسب نوع الغذاء. وتتأثر عملية الاجترار في الابقار بعوامل بيئية كثيرة قد تؤدي الى عرقلة هذه العملية بشكل كبيرة، او قد تؤدي الى توقفها تماما، فمثلا خلال عملية الشبق في الابقار تنخفض معدلات الاجترار بشكل كبيرة، وان كانت لا تتوقف تماما.

ايضا اذا ما تعرض الحيوان لحادثة معينة او اصيب بمرض معين او حتى عند شعوره باي نوع من انواع الالم، فان ذلك كله قد يؤثر على عملية الاجترار في النهاية.

وتعتبر الفترة السابقة للولادة واللاحقة لها من الفترات التي تؤثر سلبيا على عملية الاجترار، وقد تصل الى اقل معدلاتها في هذه الفترة.

مما سبق يتضح ان عملية الاجترار هي عملية اساسية في استكمال هضم المواد الغذائية للمجترات، وتخضع لعديد من العوامل البيئية التي تؤثر عليها، ولذا يجب ملاحظتها للتأكد من كفاءة الهضم في الابقار وملاحظتها كمظهر من مظاهر صحة الابقار.