افراز الحليب Milk secretion

تشير الدراسات المتخصصة في هذا المجال الى ان كل خلية من خلايا الحويصلات اللبنية يمكنها تصنيع معظم مكونات الحليب وليس هناك تخصص لتصنيع مكون معين دون آخر من المكونات، ان التصنيع التدريجي لمكونات الحليب يؤدي الى استطالة الخلايا وتفرغ المكونات داخل تجويف الحويصلة دون ان يؤدي ذلك الى تهشيم اجزاء الخلية. تبدأ حبيبات (قطيرات) الدهن في التكوين أسفل الخلية ثم ترتفع تدريجيا الى أعلى تجويف الخلية بعدها تلفظ الى فراغ الحويصلة، اما البروتينات فأنها تتكون على شكل حبيبات منفصلة وتتفرع ضمن فراغ الحويصلة ويتحرر اللاكتوز في نفس الوقت الذي يتحرر فيه البروتين ثم يتحرر الماء بعد ذلك بواسطة الافراز الحويصلي ثم تدخل بقية المكونات والتي اهمها الأملاح المعدنية المتمثلة بالكالسيوم والفسفور والأملاح الأخرى والفيتامينات والتي تجهز مباشرة من الدم عن طريق الامتصاص الانتقائي وتتجمع كل تلك المكونات في فراغ الحويصلة (Lumen) مكونة السائل ذو الخواص الكيماوية والفيزياوية المتميزة والمسمى بالحليب. بعد ان يمتلئ فراغ الحويصلة بالحليب ينساب عبر القنيات ثم القنوات واخيرا حوض (مجمع) الغدة وحوض (مجمع الحلمة ويرافق ذلك ارتفاع الضغط داخل الضرع شيئا فشيئا واذا لم يفرغ الضرع يمكن ان يعاد امتصاص مكونات الحليب عند وصول الضغط الى اقصاه. اذا يتساوى مع ضغط الدم يتوقف  افراز الحليب).

تديم الأملاح المعدنية مع الكلور التوازن الازموزي للحليب وهناك علاقة عكسية بين تركيز اللاكتوز وتركيز البوتاسيوم والصوديوم والكلور في الحليب، وكما ذكرنا ان الماء ينساب الى الحليب يشكل جزئي من السوائل بين الخلايا الغنية بالبوتاسيوم وبشكل جزئي من الدم الى الخلية للمحافظة على التوازن الازموزي وكنتيجة لتصنيع اللاكتوز والبروتين والدهن، ونظراً لكون الحليب في توازن ازموزي مع الدم وان اللاكتوز بشكل حوالي 50% من الضغط الازموزي للحليب، لذلك فان زيادة تركيز اللاكتوز يؤدي الى تدفق الماء الى الحليب مما يؤدي الى خفض نسبة الصوديوم والكلور، تؤثر هذه العمليات على إنتاج الحليب بشكل كبير وبالدرجة الأولى، لأنه يشكل النسبة العظمى من مكونات الحليب (87%)، يتغير طعم الحليب في نهاية موسم الحليب او عند الإصابة بالتهاب الضرع بسبب ارتفاع نسبة الصوديوم والكلور امام اللاكتوز والبوتاسيوم مما يكسبه الطعم الملح.

الشكل يوضح كيفية تكوين الحليب

التأثير الهرموني في افراز الحليب  Hormonal effecting on milk secretion

لاشك ان التأثير الهرموني في افراز الحليب هو تأثر متميز، لان عملية تكوين الحليب مرتبط بتطور الغدة اللبنية بكل اجزائها وان هذا التطور له تأثير كبير على تكوين الحليب في خلايا الحويصلات ومن ثم إدارة خارج الضرع عن طريق الحلب او الرضاعة.

ان عملية افراز الحليب (Milk secretion) تعني تصنيع الحليب داخل الخلايا الطلائية المكونة للحويصلات وعند اخراجه منها تسمى العملية إدرار الحليب (Milk ejection)، اما عملية تفريغ الضرع من الحليب فتسمى العملية إزالة الحليب (Milk removal).

تفرز الغدة النخامية مجموعة من الهرمونات ولكن يعد هرمون البرولاكتين (Prolactin) المفرز من الفص الامامي للغدة النخامية هو المسؤول بالدرجة الرئيسة عن تكوين الحليب في الضرع، لذلك يسمى بهرمون الحليب او Lactogen أو Mammotropin وتسمى العمليات المركبة لإفراز الحليب واخراجه Lactation أو إنتاج الحليب.

اما هرمون النمو (Growth hormone) فانه مع هرمون الادرينالين يعتبر فعالا مثل البرولاكتين في البدء بإنتاج الحليب، وان زيادة مستوى هرمون القشرة الادرينالية (Glucocorticoid) له دور فعال في البدء بإفراز الحليب ، اما هرمون (Adrenocorticotropic hormon (ACTH الذي يفرز من الفص الامامي للغدة النخامية فانه يعمل على السيطرة على افراز الادرينالين ثم يعمل على ادامة افراز الحليب Maintenance of milk secretion ويساعد في ذلك هرمون الاوكسيتوسين (Oxytocin) المفروز من الفص الخلفي للغدة النخامية. لم تبين الدراسات أي تأثير لهرمونات الغدة الدرقية او فوق الدرقية، ولكن عدم وجودها يقلل من افراز الحليب وقد وجد ان استئصال الغدة الدرقية يؤدي الى خفض إنتاج الحليب ويقلل من الإنتاج، لان هرمون الغدة الدرقية هو عبارة عن (Thyroxin) (T4) وثالث ايودثايروبروتين (Tri iodothironine T3 ) بالإضافة الى هرمون الباراهرمون Para hormone الذي يفرز من فوق الدرقية ويؤدي نقصه الى نقص في الكالسيوم في مصل الدم كما يقلل إنتاج الحليب.

يؤثر الاستروجين على الإنتاج بسبب تأثيره على نمو قنوات الضرع، بينما يعمل هرمون البروجسترون على نمو الحويصلات داخل الضرع وعند حقن الهرمونيين سوية وبنسب معينة يؤدي الى تثبيط إنتاج الحليب.

المصدر: القدسي, ناطق حميد, جيال فكتور ايليا .2010.انتاج ماشية الحليب.