أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
518
التاريخ: 14-11-2016
381
التاريخ: 14-11-2016
374
التاريخ: 14-11-2016
339
|
[جواب الشبهة] :
إنكار الحسن والقبح العقلي ذاتاً ، يعني إنكار أنّ للأشياء في حدّ ذاتها حسناً أو قبحاً في نظر العقل .. فلا حسن إلاّ بعد أمر الشارع به ، ولا قبيح إلاّ بعد نهي الشارع عنه ، لذلك لو أمر الشارع بالظلم صار حسناً ولو نهى عن العدل صار قبيحاً ، ولو فعل منكراً صار معروفاً .
وعلى هذا الإدّعاء الفاسد بنوا نسيج عنكبوتهم وتوغّلوا في أباطيلهم ، وقد مزجوها بإحتجاجات واهية تلاحظها مع الجواب عنها من العلاّمة أعلى الله مقامه في النهج(1).
وأجاب السيّد الشبّر أيضاً عن دعواهم ودليلهم بأجوبة شافية في حقّ اليقين(2) حاصلها ما يلي :
1 ـ إنّ هذا إنكار للبديهة الواضحة ، فإنّ كلّ من له أدنى عقل وشعور يعلم حسن الصدق النافع ، وقبح الكذب الضارّ بحكم العقل .
2 ـ إنّ الشخص العاقل الذي لم يسمع الشرائع ولم يعلم الأحكام ، بل نشأ في البادية ، لو خيّر بين أن يصدق في كلامه ويُعطى ديناراً ، أو يكذب ويعطى ذلك الدينار ، مع عدم ضرر عليه في الصدق أو الكذب لاختار الصدق دون الكذب ، ولولا حكم العقل بحسن الصدق لما فرّق العاقل بين الصدق والكذب ، ولما إختار الصدق دائماً .
3 ـ إنّه لو كان الحسن والقبح شرعيين غير عقليين ، لما حكم بهما من ينكر جميع الشرائع والأديان ، كالبراهمة والملاحدة مع أنّهم يحكمون بالحسن والقبح بضرورة العقل .
4 ـ إنّ من الحسّيات التي تقضي بها الضرورة ويدركها الوجدان قباحة الفعل اللغو والعمل العبث بحكم العقل ، كما إذا استأجر أحد أجيراً ليفرغ ماء دجلة في الفرات أو الفرات في دجلة ، وكذا من البديهيات قباحة تكليف ما لا يطاق ، كتكليف الزَمِن المُقعد بالطيران إلى السماء ، أو تكليف الأعمى بتنقيط المصحف ، وهذا يقضي بتحقّق قبح القبيح في حكومة العقل .
5 ـ إنّه لو كان الحسن والقبح سمعيّين لا عقليّين ، لما قَبُح من الله إظهار المعجزات على يد الكذّابين مع أنّه قبيح ولا يفعله الحكيم قطعاً ، وتجويز ذلك يسدّ باب معرفة النبوّة التي أذعن بها حتّى الأشاعرة .
6 ـ إنّه لو كانا شرعيّين فقط لحَسُن من الله أن يأمر بالكفر وتكذيب الأنبياء ، وعبادة الأصنام والمواظبة على الزنا والسرقة لفرض عدم قبحها حينئذ .. وهذا نقض الغرض الذي يُبطله الوجدان .
7 ـ إنّه لو كانا شرعيّين لم تجب ولم تحسن معرفة الله تعالى ، لتوقّف معرفة هذا الإيجاب والحسن على معرفة الموجِب ، المتوقّفة هي على معرفة الإيجاب فيدور ، ويلزم من عدم عقليّتهما الدور الباطل .
8 ـ إنّ الضرورة ـ بل الفطرة في الإنسان بل في الحيوان ـ قاضية قطعاً وحاكمة حقّاً بالفرق دائماً بين من أحسن إليها وبين من أساء إليها ، وحسن الأوّل وقبح الثاني بلا شكّ ولا ريب ، وإنّ الله تعالى لا يأمر إلاّ بما هو حسن ولا ينهى إلاّ عمّا هو قبيح . إنّه عزّ إسمه لا يفعل ظلماً أبداً لغناه ، ولا يصنع قبيحاً أصلا لجلالته ..
وهذه الوجوه تثبت وجود الحسن الذاتي عقلا وحسن العدالة ذاتاً .
وأضاف السيّد الورع الخوانساري (قدس سره) الإستدلال بأنّ الواجب تعالى لا يصدر منه الفعل القبيح ، لأنّ ترجيح القبيح إمّا أن يكون من جهة عدم العلم بالمفسدة ، أو من جهة الحاجة .. والواجب تعالى منزّه عن الأمرين ، فالحكيم العالم بالمصالح والمفاسد غير المحتاج كيف يرجّح المرجوح على الراجح ..
وهذا أصلٌ يبتنى عليه أيضاً حسن بعث الأنبياء وبقاء أوصيائهم في كلّ عصر(3).
_______________
(1) نهج المسترشدين : (ص51) .
(2) حقّ اليقين : (ج1 ص56) .
(3) العقائد الحقّة : (ص10) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|