في القرن الثاني الميلادي عندما زالت دولة البطراء نهضت دولة اخرى في شمال الجزيرة العربية، وهي دولة تدمر التي يمكن اعتبارها اكبر الدول التي قامت في شمال شبه الجزيرة العربية. واكنت تدمر واحة ببادية الشام في شرق دمشق على الطريق التجاري الشمالي اي الطريق الذي يربط الخليج العربي بالشام ومصر.

كانت تدمر في القرن الأول الميلادي دولة مستقلة ثم صارت بالتدريج تحت حماية الرومان، وكانت بها تنظيمات ادارية تشبه نظام المدن الاغريقية والرومانية وفي الحروب التي نشبت بين الفرس والروم اتخذت مكانة عسكرية عامة ولفتت انتباه اباطرة الرومان فكانت معبرا لجيوشهم، ونظرا للعون الذي قدمه اهالي تدمر للدولة الرومانية في هذه الحروب فقد منحتهم الدولة الرومانية صفة الولاية او المستعمرة وصارت للتدمريين نفس الحقوق المكفولة لمواطني روما، بل واكتسبوا صفة المواطنة الرومانية، وكان أباطرة الرومان في عبورهم من اراضي تدمر يسغون على كبرائها الرتب والألقاب الرومانية.