المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الصمت‏  
  
1658   10:46 صباحاً   التاريخ: 23-8-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج2. ص.354-358
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2016 1659
التاريخ: 23-8-2016 2053
التاريخ: 26-3-2021 2307
التاريخ: 23-8-2016 1737

اللسان شر الأعضاء و كثرة آفاته و ذمه ، فاعلم أنه لا نجاة من خطره إلا بالصمت ، و قد أشير    أن الصمت ضد لجميع آفات اللسان ، و بالمواظبة عليه تزول كلها ، و هو من فضائل قوة الغضب أو الشهوة ، و فضيلته عظيمة و فوائده جسيمة ، فان فيه جمع الهم و دوام الوقار، و الفراغ للعبادة و الفكر و الذكر، و للسلامة من تبعات القول في الدنيا و من حسناته في الآخرة. و لذا مدحه الشرع و حث عليه ، قال‏ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «من صمت نجا».

وقال : «الصمت حكم ، و قليل فاعله» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «من كف لسانه ستر اللّه عورته» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : ألا أخبركم بأيسر العبادة و أ هونها على البدن : الصمت و حسن الخلق» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «رحم اللّه عبدا تكلم خيرا فغنم ، أو سكت عن سوء فسلم» , و جاء إليه (صلى اللّه عليه و آله) أعرابي و قال : «دلني على عمل يدخلني الجنة , قال : اطعم الجائع واسق الضمان ، و أمر بالمعروف ، و انه عن المنكر، فان لم تطق ، فكف لسانك إلا من خير» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «اخزن لسانك إلا من خير فانك بذلك تغلب الشيطان» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) «اذا رأيتم المؤمن صموتا وقورا فادنوا منه ، فانه يلقن الحكمة», و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «الناس ثلاثة : غانم ، و سالم  وشاحب ، فالغانم : الذي يذكر اللّه ، و السالم : الساكت ، و الشاحب : الذي يخوض في الباطل»  و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «إن لسان المؤمن وراء قلبه ، فإذا أراد أن يتكلم بشي‏ء تدبره بقلبه ، ثم أمضاه بلسانه , و ان لسان المنافق امام قلبه ، فإذا هم بشي‏ء امضاه بلسانه و لم يتدبره بقلبه».

وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «أمسك لسانك ، فانها صدقة تصدق بها على نفسك» , ثم قال : «و لا يعرف عبد حقيقة الايمان حتى يخزن من لسانه» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) لرجل أتاه : «ألا أدلك على امر يدخلك اللّه به الجنة؟ , قال : بلى يا رسول اللّه! قال : أنل مما أنالك اللّه! قال : فان كنت احوج ممن انيله؟ , قال : فانصر المظلوم.

قال : فان كنت أضعف ممن أنصره ، قال : فاصنع للأخرق - يعنى‏ أشر عليه -.  

قال : فان كنت اخرق ممن أصنع له , قال : فاصمت لسانك إلا من خير، أما يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى الجنة؟».

و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «نجاة المؤمن حفظ لسانه» , و جاء رجل إليه (صلى اللّه عليه و آله) , فقال : «يا رسول اللّه أوصني! قال : احفظ لسانك , قال : يا رسول اللّه اوصني! قال احفظ لسانك , قال : يا رسول اللّه اوصني! قال : احفظ لسانك , ويحك و هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟».

وقيل لعيسى بن مريم (عليه السلام) : «دلنا على عمل ندخل به الجنة , قال : لا تنطقوا أبدا. قالوا : لا نستطيع ذلك , قال : فلا تنطقوا إلا بخير» , و قال (عليه السّلام) أيضا : «العبادة عشرة اجزاء ، تسعة منها في الصمت ، و جزء في الفرار عن الناس» , و قال : «لا تكثروا الكلام في غير ذكر اللّه ، فان الذين يكثرون الكلام في غير ذكر اللّه قاسية قلوبهم و لكن لا يعلمون» , و قال لقمان لابنه : «يا بني ، إن كنت زعمت أن الكلام من فضة ، فان السكوت من ذهب».

وقال أبو جعفر الباقر (عليه السلام) : «كان أبو ذر يقول : يا مبتغي العلم ، إن هذا اللسان مفتاح خير و مفتاح شر، فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك و ورقك».

وقال (عليه السلام) : «إنما شيعتنا الخرس» , و قال الصادق (عليه السلام) لمولى له يقال له (سالم)- بعد أن وضع يده على شفتيه : «يا سالم ، احفظ لسانك تسلم ، و لا تحمل الناس على رقابنا» , و قال (عليه السلام) : «في حكمة آل داود : على العاقل أن يكون عارفا بزمانه   مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه» , وقال (عليه السلام) : «لا يزال العبد المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا» , و قال (عليه السلام) : «النوم راحة للجسد ، و النطق راحة للروح ، و السكوت راحة للعقل» , و قال (عليه السّلام) «الصمت كنز وافر، و زين الحليم ، و ستر الجاهل» , و قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام) : «احفظ لسانك تعز، و لا تمكن الناس من قيادك فتذل رقبتك» , و قال (عليه السلام) : «من علامات الفقه : الحلم ، و العلم ، و الصمت ، ان الصمت باب من أبواب الحكمة ، إن الصمت يكسب المحبة  انه دليل على كل خير» , و قال (عليه السّلام) : «كان الرجل من بني إسرائيل إذا أراد العبادة صمت قبل ذلك بعشر سنين» , و في (مصباح الشريعة) عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال : «الصمت شعار المحققين بحقائق ما سبق و جف القلم به ، و هو مفتاح كل راحة من الدنيا و الآخرة ، و فيه رضا الرب ، و تخفيف الحساب و الصون من الخطايا و الزلل و قد جعله اللّه سترا على الجاهل و زينا للعالم ، و معه عزل الهوى ، و رياضة النفس ، و حلاوة العبادة ، و زوال قسوة القلب ، و العفاف و المروة و الظرف , فاغلق باب لسانك عما لك منه بد ، لا سيما إذا لم تجد أهلا للكلام و المساعد في المذاكرة للّه و في اللّه ، و كان ربيع بن خيثم يضع قرطاسا بين يديه ، فيكتب كل ما يتكلم به ثم يحاسب نفسه عشية ، ماله و ما عليه ، و يقول : آه آه! نجا الصامتون و بقينا , و كان بعض أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) يضع الحصاة في فمه ، فإذا أراد أن يتكلم بما علم أنه للّه و في اللّه و لوجه اللّه أخرجها , و ان كثيرا من الصحابة - رضوان اللّه عليهم- كانوا يتنفسون تنفس الغرقى ، و يتكلمون شبه المرضى و انما سبب هلاك الخلق و نجاتهم الكلام و الصمت , فطوبى لمن رزق معرفة عيب الكلام و هوائه ، وعلم الصمت و فوائده! فان ذلك من أخلاق الأنبياء و شعار الاصفياء , و من علم قدر الكلام أحسن صحبة الصمت و من أشرف على ما في لطائف الصمت و اؤتمن على خزائنه كان كلامه و صمته كله عبادة و لا يطلع على عبادته هذه إلا الملك الجبار» .

وقد ظهر من هذه الاخبار : أن الصمت مع سهولته أنفع للإنسان من كل عمل ، و كيف لا يكون كذلك ، و خطر اللسان الذي هو أعظم الاخطار و آفاته التي هي أشد المهلكات لا ينسد إلا به؟   و الكلام و ان كان في بعضه فوائد و عوائد ، إلا أن الامتياز بين الممدوح و المذموم منه مشكل و مع الامتياز فالاقتصار على مجرد الممدوح عند إطلاق اللسان أشكل ، و حينئذ فالصمت عما لا جزم بتضمنه للخير و الثواب من الكلام أولى و انفع و قد نقل : «أن أربعة من أذكياء الملوك - ملك الهند، و ملك الصين ، و كسرى ، و قيصر- تلاقوا في وقت ، فاجتمعوا على ذم الكلام و مدح الصمت فقال أحدهم : أنا أندم على ما قلت و لا أندم على ما لم أقل و قال الآخر: إني إذا تكلمت بالكلمة ملكتني و لم أملكها ، و إذا لم أتكلم بها ملكتها و لم تملكني , و قال الثالث :عجبت للمتكلم ، ان رجعت عليه كلمته ضرته ، و ان لم ترجع لم تنفعه , و قال الرابع : أنا على رد ما لم أقل أقدر منى على رد ما قلت».

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.