المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



عمر بن عبد العزيز  
  
3139   07:03 مساءاً   التاريخ: 22-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص44-47.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2016 2800
التاريخ: 11-8-2016 2774
التاريخ: 15-04-2015 3014
التاريخ: 11-8-2016 3712

هو مفخرة البيت الأموي وسيد ملوكهم ونجيب بني أمية تقلد الخلافة بعهد من سليمان بن عبد الملك وذلك في يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة 99هـ ولمس الناس في عهده القصير الأمن والرفاه فقد أزال عنهم جور بني مروان وطغيانهم وكان محنكا وقد هذبته التجارب وقام على تكوينه عقل متزن وقد ساس المسلمين سياسة رشيدة لم يألفوها من قبله وكانت له ألطاف وأياد بيضاء على العلويين تذكر له بالخير على امتداد التأريخ ومن بينها رفع السب عن الامام علي .. .

كانت الحكومة الأموية منذ تأسيسها قد تبنت بصورة ايجابية سب الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) وانتقاصه وقد رأوا أن ذاك هو السبب في بقاء دولتهم وبقاء سلطانهم لأن مبادئ الامام (عليه السلام) وما أثر عنه من روائع صور العدل السياسي والاجتماعي تطاردهم وتفتح أبواب النضال الشعبي ضد سياستهم القائمة على الظلم والجور والطغيان.

وقد أدرك عمر بن عبد العزيز بوعيه وأصالة تفكيره أن السياسة التي انتهجها آباؤه ضد الامام (عليه السلام) لم تكن حكيمة ولا رشيدة فقد جرت للأمويين الكثير من المصاعب والمشاكل وألقتهم في شر عظيم فعزم على أن يمحو هذه الخطيئة فأصدر أوامره الحاسمة والمشرفة إلى جميع أنحاء العالم الاسلامي برفع السب عن الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) وأن يقرأ عوض السب {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل: 90] وقد علل هو السبب في تركه لما سنه آباؤه من انتقاص الامام يقول : كان أبي إذا خطب فنال من علي تلجلج فقلت : يا أبت إنك تمضي في خطبتك فاذا أتيت على ذكر علي عرفت منك تقصيرا قال : أو فطنت لذلك؟ قلت : نعم فقال : يا بني إن الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم تفرقوا عنا إلى أولاده فلما ولي الخلافة لم يكن عنده من الرغبة في الدنيا مثل أبطال سب الامام وقد أثارت هذه المكرمة إعجاب الجميع وأخذ الناس يتحدثون عنه بأطيب الذكر ويذكرون شجاعته النادرة في مخالفته لسلفه وقد وفد عليه الشاعر الكبير كثير عزة فتلا عليه هذه الأبيات :

وليت فلم تشتم عليا ولم تخف             بريا ولم تتبع مقالة مجرم

تكلمت بالحق المبين وإنما                  تبين آيات الهدى بالتكلم

وصدقت معروف الذي قلت بالذي         فعلت فأضحى راضيا كل مسلم

ألا إنما يكفي الفتى بعد زيغه               من الأود الباقي ثقاف المقوم

لقد لبست لبس الملوك ببابها               وأبدت لك الدنيا بكف ومعصم

وتومض أحيانا بعين مريضة              وتبسم عن مثل الجمان المنظم

فأعرضت عنها مشمئزا كأنما              سقتك مدوفا من سمام وعلقم

وقد كنت من أجيالها في ممنع             ومن بحرها في مزبد الموج مهم

وما زلت سباقا إلى كل غاية               صعدت بها أعلى البناء المقدم

فلما رآك الملك عفوا ولم يكن              لطالب دنيا بعده من تكلم

تركت الذي يفنى وان كان مونقا                    وآثرت ما يبقى برأي مصمم

فاضررت بالفاني وشمرت للذي           أمامك في يوم من الهول مظلم

ومالك ان كنت الخليفة مانع                سوى الله من مال رغيب ولا دم

سما لك هم في الفؤاد مؤرق               صعدت به أعلى المعالي بسلم

فما بين شرق الأرض والغرب كلها       مناد ينادي من فصيح وأعجم

يقول أمير المؤمنين : ظلمتني             بأخذ لدينار ولا أخذ درهم

ولا بسط كف لأمرئ ظالم له               ولا الفك منه ظالما ملء محجم

فلو يستطيع المسلمون تقسموا           لك الشطر من أعمارهم غير ندم

فعشت به ما حج لله راكب                  مغذ مطيف بالمقام وزمزم

فاربح بها من صفقة لمبايع                واعظم بها ثم اعظم

ولم يمدح أحد من ملوك بني أمية بمثل هذه الرائعة فقد رفعته إلى أفذاذ الخالدين وقد افتتحها بمكرمته في منع السب عن الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم صور سياسته القائمة على الزهد والاحسان إلى الرعية وقد أحب المسلمون سياسته حتى انهم يتمنون أن يفدوه بأعمارهم ليطول عمره وتمتد حياته.

وعقب عمر على هذه الأبيات بقوله : أفلحنا اذن لقد أفلح لأنه أرضى ضميره ولم يخن الأمة في سبه لقائد مسيرتها وعملاقها العظيم الامام أمير المؤمنين (عليه السلام).

وأثنى عليه ومدحه بعاطر المدح الشريف الرضي يقول :

يا بن عبد العزيز لو بكت الع               ين فتى من أمية لبكيتك

غير أني أقول : إنك قد طب                ت وان لم يطب ولم يزك بيتك

أنت نزهتنا عن السب والقذ                ف فلو أمكن الجزاء جزيتك

ولو اني رأيت قبرك لاستحيي              ت من أن أرى وما حييتك

وقليل أن لو بذلت دماء الب                دن ضربا على الذرى وسقيتك

دير سمعان فيك مأوى أبي حفص                  فبودي لو انني آويتك

دير سمعان لا أغبك غيث                   خير ميت من آل مروان ميتك

لقد قدم الشريف الرضي إلى عمر آيات الشكر والولاء وأعرب عن عميق وده بهذه الأبيات فهو لا ينسى فضله ولطفه على العلويين بما أسداء عليهم من رفع السب عن سيدهم الامام أمير المؤمنين (عليه السلام).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.