أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-04-2015
3385
التاريخ: 14-8-2016
3335
التاريخ: 11-8-2016
3316
التاريخ: 11-8-2016
5259
|
خان أهل الكوفة بزيد وغدروا به بعد ما عاهدوا الله على نصرته والذب عنه فقد اسلموه عند الوثبة وتركوه مع القلة من اصحابه في ميدان الجهاد ولما رأى زيد تخاذلهم راح يقول : فعلوها حسينية .
لقد غدروا به كما غدروا بجده الحسين من قبل وايقن زيد بفشل ثورته واستبان له ان لا ذمة لأهل الكوفة ولا وفاء لهم وقد خاض مع اصحابه الحرب في شوارع الكوفة وازقتها وابلى في المعركة بلاء حسنا وما رأى الناس قط فارسا اشجع منه , وأبدى زيد من البسالة والبطولة ما يفوق حد الوصف فقد اخذ يلاحق الجيوش وينزل بها أفدح الخسائر ولم يستطع الجيش الاموي أن يصمد أمام الضربات المتلاحقة التي يصبها عليهم زيد وكان يحمل عليهم ويتمثل بقول الشاعر :
أذل الحياة وعز الممات وكلا أراه طعاما وبيلا
فان كان لا بد من واحد فسيري الى الموت سيرا جميلا
لقد آثر زيد عز الممات على ذل الحياة كما أثر ذلك آباؤه فلم يخضع للذل والعبودية ومات عزيزا تحت ظلال السيوف والرماح , ولما جنح الليل رمي زيد بسهم غادر فأصاب جبهته ووصل الى دماغه الشريف الذي ما فكر إلا في صالح الانسان وسعادته.
وحلت الكارثة بأصحابه وهاموا في تيارات مذهلة من الأسى والحزن وطلبوا له طبيبا فانتزع منه السهم فتوفى من فوره وقد انطفئت بذلك الشعلة الوهاجة التي كانت تضيء الطريق وتوضح القصد للمسلمين.
لقد استشهد زيد من أجل أن يحقق العدالة الاجتماعية في الارض ويحقق للمسلمين الفرص المتكافئة ويوزع خيرات الارض على الفقراء والمحرومين الذين كفرت السلطة الأموية بجميع حقوقهم , ويقول المؤرخون : إن أصحاب زيد حاروا في مواراة جثمانه خوفا عليه من السلطة التي لا تتورع من التمثيل الآثم به وبعد المداولة صمموا على مواراته في نهر هناك فانطلقوا الى النهر فقطعوا ماءه وحفروا فيه قبرا وواروا الجسد الطاهر فيه ثم أجروا الماء وانصرفوا وهم يذرفون الدموع على القائد العظيم الذي تبنى حقوق المظلومين والمضطهدين , وكان مع أصحاب زيد أحد عيون السلطة يراقب تحركاتهم فبادر مسرعا الى الكوفة واخبر حاكمها بموضع الدفن فأمر بنبش القبر واخراجه منه فاخرج وحمل الى قصر الكوفة وأمر بصلبه منكوسا في سوق الكناسة وعمدوا الى احتزاز رأسه الشريف وارسل هدية الى طاغية الشام هشام ابن عبد الملك وأمر الرجس بوضع الرأس في مجلسه وأمر جميع من يدخل عليه أن يطأه بحذائه مبالغة في توهينه وجعلت الدجاج تنقر دماغه وفي ذلك يقول الشاعر :
أطردوا الديك عن ذؤابة زيد طال ما كان لا تطأه الدجاج
ابن بنت النبي اكرم خل ق الله زين الوفود والحجاج
حملوا رأسه الى الشام ركضا بالسرى والبكور والادلاج
وأمر الطاغية بنصب الرأس الشريف على باب دمشق ثم أرسل الى المدينة فنصب عند قبر النبي (صلى الله عليه واله) يوما وليلة ثم أرسله الى مصر كل ذلك لاذاعة الخوف والارهاب بين الناس واعلامهم على قدرة السلطة على سحق أية معارضة تقوم ضدها.
وكتب طاغية دمشق الى السفاك يوسف بن عمر حاكم الكوفة بان يبقى زيدا مصلوبا ولا ينزله عن خشبته قاصدا بذلك اذلال العلويين والاستهانة بشيعتهم وقد فاته ان ذلك قد أوقد نار الثورة في نفوسهم وزادهم عزما وتصميما على التضحية في سبيل مبادئهم.
وقد افتخر الامويون بابقاء جثة زيد مصلوبة وقد اعتز بذلك وغد من عملائهم وهو الحكيم بن عياش يقول :
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة ولم نر مهديا على الجذع يصلب
وقستم بعثمان عليا سفاهة وعثمان خير من علي وأطيب
حفنة من التراب في فيه فان زيدا إنما صلب دفاعا عن حقوق المظلومين والمضطهدين وصلب من أجل أن يحقق العدالة الاجتماعية في الارض ويقضي على الغبن الاجتماعي والتلاعب بمقدرات الأمة وخيراتها.
ولما بلغ هذا الشعر الامام أبا عبد الله الصادق تألم كأشد ما يكون التألم ورفع يديه بالدعاء قائلا : اللهم ان كان عبدك كاذبا فسلط عليه كلبك واستجاب الله دعاء الامام فافترسه أسد وهو يدور في سكك الكوفة ولما انتهى خبره الى الامام سجد لله شاكرا وهو يقول : الحمد لله الذي أنجزنا وعده.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|