المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المعالجة الالكترونية للبيانات EDP = electronic data processing
20-10-2018
أفقر دول العالم - بوروندي
27-8-2018
Edmund Georg Hermann Landau
27-4-2017
الحُسين الخَليع بن الضَحَّاك
29-12-2015
التنفس البديل Alternative Respiration
3-5-2017
التشيع إبتدأ من يوم الإنذار
16-5-2018


زيد في ذمة الخلود  
  
3058   04:47 مساءاً   التاريخ: 14-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص77-79.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-04-2015 3385
التاريخ: 14-8-2016 3335
التاريخ: 11-8-2016 3316
التاريخ: 11-8-2016 5259

خان أهل الكوفة بزيد وغدروا به بعد ما عاهدوا الله على نصرته والذب عنه فقد اسلموه عند الوثبة وتركوه مع القلة من اصحابه في ميدان الجهاد ولما رأى زيد تخاذلهم راح يقول : فعلوها حسينية .

لقد غدروا به كما غدروا بجده الحسين من قبل وايقن زيد بفشل ثورته واستبان له ان لا ذمة لأهل الكوفة ولا وفاء لهم وقد خاض مع اصحابه الحرب في شوارع الكوفة وازقتها وابلى في المعركة بلاء حسنا وما رأى الناس قط فارسا اشجع منه , وأبدى زيد من البسالة والبطولة ما يفوق حد الوصف فقد اخذ يلاحق الجيوش وينزل بها أفدح الخسائر ولم يستطع الجيش الاموي أن يصمد أمام الضربات المتلاحقة التي يصبها عليهم زيد وكان يحمل عليهم ويتمثل بقول الشاعر :

أذل الحياة وعز الممات         وكلا أراه طعاما وبيلا

فان كان لا بد من واحد         فسيري الى الموت سيرا جميلا

لقد آثر زيد عز الممات على ذل الحياة كما أثر ذلك آباؤه فلم يخضع للذل والعبودية ومات عزيزا تحت ظلال السيوف والرماح , ولما جنح الليل رمي زيد بسهم غادر فأصاب جبهته ووصل الى دماغه الشريف الذي ما فكر إلا في صالح الانسان وسعادته.

وحلت الكارثة بأصحابه وهاموا في تيارات مذهلة من الأسى والحزن وطلبوا له طبيبا فانتزع منه السهم فتوفى من فوره وقد انطفئت بذلك الشعلة الوهاجة التي كانت تضيء الطريق وتوضح القصد للمسلمين.

لقد استشهد زيد من أجل أن يحقق العدالة الاجتماعية في الارض ويحقق للمسلمين الفرص المتكافئة ويوزع خيرات الارض على الفقراء والمحرومين الذين كفرت السلطة الأموية بجميع حقوقهم , ويقول المؤرخون : إن أصحاب زيد حاروا في مواراة جثمانه خوفا عليه من السلطة التي لا تتورع من التمثيل الآثم به وبعد المداولة صمموا على مواراته في نهر هناك فانطلقوا الى النهر فقطعوا ماءه وحفروا فيه قبرا وواروا الجسد الطاهر فيه ثم أجروا الماء وانصرفوا وهم يذرفون الدموع على القائد العظيم الذي تبنى حقوق المظلومين والمضطهدين , وكان مع أصحاب زيد أحد عيون السلطة يراقب تحركاتهم فبادر مسرعا الى الكوفة واخبر حاكمها بموضع الدفن فأمر بنبش القبر واخراجه منه فاخرج وحمل الى قصر الكوفة وأمر بصلبه منكوسا في سوق الكناسة وعمدوا الى احتزاز رأسه الشريف وارسل هدية الى طاغية الشام هشام ابن عبد الملك وأمر الرجس بوضع الرأس في مجلسه وأمر جميع من يدخل عليه أن يطأه بحذائه  مبالغة في توهينه وجعلت الدجاج تنقر دماغه وفي ذلك يقول الشاعر :

أطردوا الديك عن ذؤابة زيد           طال ما كان لا تطأه الدجاج

ابن بنت النبي اكرم خل           ق الله زين الوفود والحجاج

حملوا رأسه الى الشام ركضا        بالسرى والبكور والادلاج

وأمر الطاغية بنصب الرأس الشريف على باب دمشق ثم أرسل الى المدينة  فنصب عند قبر النبي (صلى الله عليه واله) يوما وليلة  ثم أرسله الى مصر كل ذلك لاذاعة الخوف والارهاب بين الناس واعلامهم على قدرة السلطة على سحق أية معارضة تقوم ضدها.

وكتب طاغية دمشق الى السفاك يوسف بن عمر حاكم الكوفة بان يبقى زيدا مصلوبا ولا ينزله عن خشبته قاصدا بذلك اذلال العلويين والاستهانة بشيعتهم وقد فاته ان ذلك قد أوقد نار الثورة في نفوسهم وزادهم عزما وتصميما على التضحية في سبيل مبادئهم.

وقد افتخر الامويون بابقاء جثة زيد مصلوبة وقد اعتز بذلك وغد من عملائهم وهو الحكيم بن عياش يقول :

صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة            ولم نر مهديا على الجذع يصلب

وقستم بعثمان عليا سفاهة                   وعثمان خير من علي وأطيب

حفنة من التراب في فيه فان زيدا إنما صلب دفاعا عن حقوق المظلومين والمضطهدين وصلب من أجل أن يحقق العدالة الاجتماعية في الارض ويقضي على الغبن الاجتماعي والتلاعب بمقدرات الأمة وخيراتها.

ولما بلغ هذا الشعر الامام أبا عبد الله الصادق تألم كأشد ما يكون التألم ورفع يديه بالدعاء قائلا : اللهم ان كان عبدك كاذبا فسلط عليه كلبك واستجاب الله دعاء الامام فافترسه أسد وهو يدور في سكك الكوفة ولما انتهى خبره الى الامام سجد لله شاكرا وهو يقول : الحمد لله الذي أنجزنا وعده.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.