أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-23
1061
التاريخ: 27-2-2021
2552
التاريخ: 26-8-2018
4128
التاريخ: 2023-12-26
866
|
لقد قام قبل ظهور الإسلام ثلاث دول عربية، وسقوطها على حدة وهي:
دولة الأنباط في الجنوب.
دولة تدمر في الشمال.
دولة الغساسنة بينهما.
وقد اشتركت هذه الدول ببعض أوصاف عامة في تاريخها المتعاقب، ويرجع أصلها إلى تحضير القبائل البدوية أو المتنقلة كما يرجع ازدهارها إلى المرور التجاري، وتحالفت كل منها لبعض الوقت باعتبارها دولة حاجزة مع الدولتين العالميتين؛ وهما: "روما وفارس" وتلقت المساعدات منها.
وقد قضت روما على الدولتين "النبطية والتدمرية"، وقضت بيزنطة وفارس على دولة الغساسنة، ثم قامت المناذرة والكنديون، وهم من القبائل البدوية التي تحضرت.
يختلف الرواة ومؤرخو العرب في نسبة مؤسس الدول التي ظهرت قبيل ظهور الإسلام في شمال جزيرة العرب؛ فبعضهم ينسبهم إلى بني قحطان من حمير وكهلان أو معد أو العمالقة؛ وأهمها: دول الغساسنة في الشام، والمناذرة في العراق، وكندة في نجد..
وعلى أي حال فإن دليل قحطانية هذه الأمم يرجع إلى أقوال النسابين لكن هناك دليل يشير إلى عدنانية هذه الدول، وأنهم من عرب الشمال، وهو: معبوداتهم؛ فمعبوداتهم ترجع إلى عرب الشمال، ولو كانوا من عرب اليمن لوجدنا بين معبوداتهم اسم "عشتار أو إيل" أو نحوهما.
وكذلك يقال في: أسمائهم؛ فليس فيها رائحة الأعلام السبئية أو المعينية بل هي مثل أسماء سائر عرب الشمال قبلهم: كالأنباط ونحوهم، ومنها: "الحارث وثعلبة وجبلة والنعمان وغيرهم" ولا يعترض بما ذكره العرب بين أسماء ملوك حمير من أمثال هذه فإن أكثرها مبدل بأسماء شمالية وعدم تنافي ما ذكرناه على الأسماء التي وقفوا عليها في الآثار المنقوشة. أما الدليل على قحطانية هذه الأمم:
فقول النسابين وهو أضعف من أن يعول عليه، وما أغنى القحطانيين عن الرحلة إلى بادية الشام والعراق والرجوع إلى البداوة، وهي شاقة على من تعود الحضارة والرخاء.
كذلك يزعم نسابو العرب أن الغساسنة لم يرحلوا من اليمن إلى الشام رأسا؛ بل أقاموا حينا في تهامة بين "بلاد الأشعر وبين عكٍّ على ماء يقال له: غسان فنسبوا إليه"، ذكرها "بطليموس" في أواسط القرن الثاني للميلاد، قال: إنهم يقيمون على شواطئ جزيرة العرب الغربية نحو ما هو الآن: "تهامة"، لكن يرى جورجي زيدان: أنهم كانوا بالحقيقة من عرب تهامة العدنانيين؛ وأنشأوا لأنفسهم دولة تحت رعاية الروم في ما هو الآن: "البلقاء وحوران عرفت بدولة الغساسنة، أو بني غسان بصري في حوران"، وتعرف أنقاضها الآن "بابكي شام، وفيما كان دير "بحيرة الراهب"(1).
وانتشر أهل البادية في بادية الشام والعراق والجزيرة، والحجاز والبحرين، ونجد قبائل كثيرة من البدو أهل الرحلة أكثرهم من: عدنان "عك" يتولاهم، أمراؤهم أو مشائخهم بلا دولة أو جند ولا حصون أو قلاع إلا نادرًا؛ وإنما قلاعهم: شجاعتهم وبداوتهم، كانت الدول المتحضرة تستعين بهم في حروبهم؛ فتسابق المناذرة والغساسنة إلى إدخالهم في رعايتهم، وكل منهما تنتمي إلى دولة كبرى: الغساسنة للروم، والمناذرة للفرس، ونشأت في أثناء ذلك دولة "كندة" وهي تنتمي إلى "حمير"، وكانت تنازعهما تلك السيادة، فأصبح عرب الشمال يتنازع السيادة عليهم ثلاث دول عربية تتناوب الفوز في ذلك على مقتضى الأحوال.
وكانت قبائل البدو من الجهة الأخرى ترغب في الدخول تحت حماية إحدى تلك الدول لما فطر عليه أهل البادية من التنازع والتخاصم؛ فكانت كل قبيلة تسعى في الانضمام إلى دولة تستنجدها أو تلجأ إلى جندها عند الحاجة؛ وقد يتسابق بعضهم إلى التقرب منها للتفاخر بخدمتها كما كان بنو يربوع يتفاخرون بردافة ملوك الحيرة؛ ومرت برهة من الدهر كان فيها الانتماء إلى إحدى تلك الدول كالفرض الواجب فمن لا ينتمي إلى إحداها سموه "الأحمس" والجمع "حمس"، وأشهر الحمس في الجاهلية: "حمس قريش" فكانوا لقاحًا لا يدينون للملوك(2)؛ ويزداد العرب قربًا وبعدًا من إحدى الإمارتين تبعًا لسطوة الفرس أو الرومان وكانت الغلبة لهما.
__________
(1) العرب قبل الإسلام جـ1 ص184.
(2) تاريخ العرب قبل الإسلام جـ1 ص165.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|