المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

How Geometry and Periodic Properties Interact
10-5-2020
البنية التحتية للفضاء العالمي
2023-06-04
لزوم إسناد جميع النعم إلى الله
2023-03-19
أحمد بن علي بن عمر بن سوار المقرئ
10-04-2015
نبات خف الطير Birdfoot Trefoil
2024-03-20
اثر الغبن في قسمة المال المشاع
24-5-2017


حكم يزيد بن عبد الملك الظالم للمسلمين  
  
4326   03:34 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص292-295.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

اعتلى يزيد بن عبد الملك سدة الحكم بعد موت عمر بن عبد العزيز، وكان رجلاً ماجناً وعابثاً واهلاً للّهو والشرب، ولم يكن ملتزماً بأي مبدأ من المبادئ الأخلاقية والدينية.

ومن هنا كانت أيام حكمه من أحلك الأيام وأظلم أيام الحكم الأموي، لم يحدث في عهده أي فتح وانتصار، ولا أي حدث بارز في المجتمع الإسلامي.

وحينما عهد إليه بولاية العهد في خلافة عمر بن عبد العزيز كان قد أخفى ماهيته ووجهه الحقيقي خلف مظهر خادع، ولفت من خلال ذلك الرأي العام نحوه، ولهذا واجهت حكومته في البداية ترحيباً من قبل الناس خاصة انّه أعلن في بداية تقلّده الحكم انّه سيسير بسيرة الخليفة السابق.

وقد كان هذا الوعد للناس الذين ذاقوا طعم تطبيق العدالة وحلاوته في عهد عمر بن عبد العزيز و لو بشكل نسبي وفي فترة قصيرة أمراً يبعث على التفاؤل والأمل، ولكن سرعان ما تبدّل هذا الأمل إلى يأس وتشاؤم، لأنّه بعد أن مضت أيام قليلة من حكمه عدل عن سيرته وذهبت جميع الوعود أدراج الرياح ؛ ولأجل التغطية على انحرافاته ولأجل أن ينزّه نفسه عن أية معصية أتى بأربعين شيخاً ليشهدوا بأنّه منزّه عن الذنوب، وانّه ما على الخلفاء حساب ولا عذاب.

والمؤكد انّ شهادة هؤلاء لم يكن أمراً بسيطاً، بل كان جزءاً من سياسة بني أمية المضللة لتثبيت حكمهم، لأنّهم ولأجل ضمان تحقيق أهدافهم السياسية أوجدوا حركة فكرية كالمرجئة التي كانت تمارس نشاطاتها تحت غطاء الدين لترسيخ أركان الحكم الأموي.

وكانت هذه النوعية من الفرق التي وظّفها الحكم الأموي تبرر الأعمال اللاإسلامية التي يقوم بها الحكام الأمويون من خلال تنظيراتهم وتفسيراتهم الدينية.

ويقول ابن قتيبة الدينوري : وكان يزيد قبل ولايته محبوباً في قريش بجميل مأخذه في نفسه وهديه وتواضعه وقصده، وكان الناس لا يشكّون إذا صار إليه الأمر أن يسير بسيرة عمر لما ظهر منه، فلمّا صارت إليه الخلافة حال عما كان يظن به، وسار بسيرة الوليد أخيه واحتذى على مثاله، فعظم ذلك على الناس حتى همّوا بخلعه، وجاءهم بذلك قوم من أشراف قريش وخيار بني أُمية وكانت قلوبهم قد سكنت إلى هدي عمر، واطمأنّت إلى عدله بعد النفار والإنكار لسيرته وعاد ذلك من قلوبهم إلى الرضا بأمر والقنوع بقصده عليهم وتقصيره في إدراك المطامع والعطايا عليهم واتهم منهم بالخلع والخروج; فأخذهم عمه محمد بن مروان بن الحكم فأسكنهم السجن عشرين شهراً، ثمّ دس لهم السم فماتوا جميعاً، وأقصى من سائر قريش ثلاثين رجلاً بعد أن أغرمهم مائة ألف ألف، وباع عقر أموالهم ورباعهم، وحمل العذاب عليهم والنكال حتى أصارهم عالة يتكفّفون الناس متفرقين في كور الشام وآفاق البلاد، وصلب من الناس جملة ممن ألف هؤلاء القوم واتّهم بمصانعتهم ومصاحبتهم.

كان الحكام الأمويون في السابق يقضون أوقات فراغهم بالإصغاء إلى قصص وأخبار معارك الشجعان من العرب القدماء والقصائد الشعرية، غير انّه وفي عهد اللاحقين منهم ويزيد بن عبد الملك أيضاً أخذ الغناء مكان القصائد الشعرية، وأصبح هو البديل لقصائد الشعراء الحماسية وأخبار العرب في مجالس سمر البلاط الليلية.

وكان هشام بخيلاً، حسوداً، فظاً غليظاً، ظلوماً، شديد القسوة، بعيد الرحمة، طويل اللسان  ويجمع الأموال ويعمر الأرض، وفي أيّامه عمل الخز والقطف، فسلك الناس جميعاً في أيّامه مذهبه، ومنعوا ما في أيديهم، فقل الافضال وانقطع الرفد، ولم ير زمان أصعب من زمانه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.