أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015
3029
التاريخ: 10-12-2014
10751
التاريخ: 13-12-2014
3394
التاريخ: 7-2-2019
2793
|
احاط الاسى بابنة الرسول وألم بها الخطب واضر الحزن بقلبها الرقيق المعذب ، فقد شاهدت أباها يعاني اشد الألم والكرب وهو يقول : وا كرباه ؛ ويمتلئ قلبها باللوعة والحزن فتجيبه : وا كربا لكربك يا أبتي ؛ فنظر إليها وقد غام بصرها بالدموع فاشفق عليها وقال لها : لا كرب على أبيك بعد اليوم .
ولما اشتدت حالته تغير وضع الزهراء (عليها السلام) فكانت شاحبة اللون خائرة القوى ذاهلة اللب قد ساورتها الهواجس والهموم واحاطت بها الآلام والاحزان فلما رآها تصدع قلبه وأراد أن يزيل عنها كابوس الحزن فاجلسها الى جنبه فاسر إليها بحديث فلم تملك عند سماعه الا ان تجرى عيناها بالدموع ومال (صلى الله عليه واله) إليها ثانية فالقى عليها كلاما قابلته ببسمات فياضة بالبشر والرضا ، وعجبت عائشة من هذا الصنيع وراحت تقول : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن!! ؛ وسألتها عما قال لها رسول الله (صلى الله عليه واله) فامتنعت عن اجابتها ، ولما تصرمت الايام اخبرت عن سبب ذلك البكاء والسرور فقالت أخبرني : ان جبرئيل كان يعارضني بالقرآن فى كل سنة مرة ، وانه عارضني هذا العام مرتين ، وما اراه الا قد حضر أجلى ؛ فهذا سبب لوعتها وبكائها واما سبب سرورها فتقول أخبرني : انك اول أهل بيتي لحوقا بي ، ونعم السلف انا لك ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الامة .
لقد دفع (صلى الله عليه واله) عن حبيبته الأسى بأخبارها بعدم طول الفراق بينها وبينه ، ولما علمت أن لقاء أبيها بربه لقريب انطلقت الى بيتها فجاءت بولديها وهي تذرف من الدموع مهما ساعدتها الجفون فقالت له : أبه هذان والداك فورثهما منك شيئا ؛ فأفاض عليهما الرسول من مكرمات نفسه ، وورثهما من كمالاته قائلا : اما الحسن فان له هيبتي ، وسؤددي ، وأما الحسين فان له جرأتى وجودي .
ويقوم الحسن من عنده وقد ورث منه الهيبة والسؤدد ، وورث منه سيد الشهداء الجرأة والجود ، وهل هناك مما تحويه البسيطة ميراث خير من هذا الميراث الحاوي لكمالات النبوة وسؤددها ، وقد كان الحسن بحكم ميراثه رمزا للهيبة الأحمدية ، ومثالا للسؤدد النبوي فقد روى أنه كان عليه سيماء الأنبياء وبهاء الملوك .
وكانت عند الرسول (صلى الله عليه واله) قبل مرضه سبعة دنانير فخاف أن يقبضه الله إليه وهي عنده فأمر أهله أن يتصدقوا بها ، ولكن انشغالهم بتمريضه والقيام بخدمته انساهم تنفيذ أمره ، فلما افاق من مرضه سألهم ما فعلوا بها؟ فأجابوه أنها ما تزال باقية عندهم فطلب منهم أن يحضروها فلما جيء بها إليه وضعها فى كفه وقال : ما ظن محمد بربه لو لقى الله وعنده هذه ؛ ثم تصدق بها على فقراء المسلمين ، ولم يبق منها عنده شيء .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|