أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2017
3022
التاريخ: 12-5-2016
3205
التاريخ: 24-12-2015
3242
التاريخ: 13-5-2016
3346
|
قال المفيد : عقد لأسامة بن زيد بن حارثة الإمرة وأمره وندبه أن يخرج بجمهور الأمة إلى حيث أصيب أبوه من بلاد الروم واجتمع رأيه على إخراج جماعة من مقدمي المهاجرين والأنصار في معسكره حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يخلف في الرياسة ويطمع في التقدم على الناس بالامارة ويستتب الامر لمن استخلفه من بعده ولا ينازعه في حقه منازع فعقد له الإمرة وجد في اخراجهم وامر أسامة بالبروز عن المدينة بعسكره إلى الجرف وحث الناس على الخروج إليه والمسير معه وحذرهم من التلوم والإبطاء فبينا هو في ذلك إذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها (اه) .
وإذا أنعمنا النظر في مجاري هذه الحوادث وتأملناها بانصاف مجرد عن شوائب العقائد أمكننا ان نقول إن النبي (صلى الله عليه واله) مع ما تحققه من دنو أجله وأومأ إليه بما أعلنه للملأ في خطبته التي خطبها في حجة الوداع بقوله فاني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا وقوله في بعض خطبه قد حان مني خفوق من بين أظهركم وتأكيده الوصاية بالثقلين وقوله قد كان جبرئيل يعرض علي القرآن في كل سنة مرة وقد عرضه علي العام مرتين ولا أراه إلا لحضور أجلي ، واعتكافه في ذلك العام عشرين يوما وقد كان يعتكف عشرة أيام كما رواه ابن سعد في الطبقات وغير ذلك من التصريح والتلويح بأنه عالم بدنو اجله ومع عروض المرض له واشتداده عليه وهو مع ذلك كله يجتهد في تجهيز جيش أسامة ويحث عليه ويكرر الحث مرارا أنفذوا بعث أسامة ويخرج مرة بعد مرة وهو مريض عاصب رأسه ويخطبهم ويقول أنفذوا بعث أسامة يكررها كل مرة ثلاث مرات وقد عقد لأسامة لواءه بعد عروض المرض له فقد عرفت عن ابن سعد انه بدئ المرض يوم الأربعاء وعقد لأسامة يوم الخميس ولا يبقى أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا وينتدب للخروج تحت امرة أسامة وهو غلام لا يشغله ما هو فيه من شدة المرض وتحقق دنو الاجل عن الاشتداد في تجهيز جيش أسامة وقد كان مقتضى ظاهر الحال وسداد الرأي ان لا يبعث جيشا فيه أكابر الصحابة وجمهور المسلمين في مثل تلك الحال التي يتخوف على نفسه فيها الموت لأن تدارك ما يخاف وقوعه عند وفاته واحكام أمر الخلافة في حياته أهم من تسيير جيش لغزو الروم بل لا يجوز في مثل تلك الحال ارسال الجيوش من المدينة ويلزم تعزيز القوة فيها استعدادا لما يخاف طروؤه من الفتن بوفاته التي أشار إليها بقوله أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، لا سيما انه قد بلغه ارتداد جماعة من العرب في عدة أماكن وادعاء بعضهم النبوة لما بلغهم مرضه كما نص عليه الطبري في تاريخه مع تأييده بالوحي وامتيازه عن سائر الخلق بجودة الرأي .
وعدم تمام ما حث عليه من تجهيز جيش أسامة وبقاء أسامة معسكرا بالجرف إلى ما بعد وفاته كل ذلك يدلنا على أن تجهيز هذا الجيش لم يكن من الأمور العادية يقصد به الغزو والفتح بل قصد به ما أشار إليه المفيد في كلامه السابق وانه كان لأمر أهم مما يتراءى خوف وقوعه بل لو قطعنا النظر عن ذلك كله لوجدنا ان ظاهر الامر يقتضي ان يشتغل في مثل تلك الحال بنفسه وبما عراه من المرض الشديد لا بتسيير الجيوش لغزو ليس فيه ما يقتضي الفور والعجلة مثل مهاجمة عدو أو طرو حادث لا يحسن التأخر عنه .
ويدلنا على ذلك أيضا اخباره عن فتن تقع بعده وتهويله في ذلك ، روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن أبي مويهبة مولى رسول الله ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال من جوف الليل اني قد امرت ان استغفر لأهل البقيع فانطلق معي فخرجت معه حتى جاء البقيع فاستغفر لأهله طويلا ثم قال ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى .
وروى الطبري في تاريخه بسنده عن أبي مويهبة مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) قال بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) من جوف الليل فقال لي يا أبا مويهبة اني قد امرت ان استغفر لأهل البقيع فانطلق معي فانطلقت معه فلما وقف بين أظهرهم قال السلام عليكم أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى الحديث فما هي هذه الفتن يا ترى التي هول بها وعظم امرها ووصفها بأنها كقطع الليل المظلم وانها متتابعة بلا انقطاع لا تنتقل إلى خير بل إلى ما هو شر من الأول وكيف تجتمع هذه الرواية مع ما يروونه عنه : خير القرون قرني ثم الذي يليه .
وقال المفيد : لما أحس بالمرض اخذ بيد علي واتبعه جماعة وتوجه إلى البقيع فقال إني قد امرت بالاستغفار لأهل البقيع فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم وقال السلام عليكم أهل القبور ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها ثم استغفر لأهل البقيع طويلا واقبل على علي فقال له ان جبرئيل كان يعرض علي القرآن في كل سنة مرة وقد عرضه علي العام مرتين ولا أراه إلا لحضور أجلي ، ثم عاد إلى منزله فمكث ثلاثة أيام موعوكا ثم خرج إلى المسجد معصوب الرأس معتمدا على أمير المؤمنين بيده اليمنى وعلى الفضل بن العباس باليد الأخرى حتى صعد المنبر فخطب ثم نزل فصلى بالناس صلاة خفيفة ثم دخل بيته وكان إذ ذاك بيت أم سلمة (اه) وفي رواية الحاكم والطبري انه كان بيت ميمونة .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|