المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

وزن جزيئي molecular weight
14-6-2017
خذ الحياة كما هي ولا تكن جاداً أكثر من اللازم
21-6-2022
قصة إبراهيم (عليه السلام)
9-10-2014
اختر كلماتك
18-4-2022
خواص أنابيب الكربون النانوية
2023-12-03
مشروب خلي Acetum
2-4-2017


توعك الرسول ووصاياه(صلى الله عليه واله)  
  
3403   12:42 مساءً   التاريخ: 10-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص144-147.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-12-2015 3310
التاريخ: 5-7-2017 2881
التاريخ: 13-12-2014 3390
التاريخ: 5-7-2017 2896

 

اعلم انّه قد كثرت الروايات‏  في كيفية وفاته (صلّى اللّه عليه و آله) ووصاياه و نكتفي هنا بما اختاره‏ الشيخ المفيد و الشيخ الطبرسي (رضوان اللّه عليهما) فقد قالا: انّه (صلّى اللّه عليه و آله) تحقق من دنوّ أجله ما كان قدم الذكر به لأمّته فجعل (صلّى اللّه عليه وآله) يقوم مقاما بعد مقام في المسلمين يحذرهم الفتنة بعده و الخلاف عليه و يؤكد وصايتهم بالتمسك بسنته و الاجماع عليها و الوفاق و يحثّهم على الاقتداء بعترته و الطاعة لهم و النصرة والحراسة و الاعتصام بهم في الدين و يزجرهم عن الخلاف و الارتداد و كان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الرواة على اتفاق والاجتماع من قوله (صلّى اللّه عليه و آله): أيها الناس انّي فرطكم‏ وانتم واردون علي الحوض، ألا و انّي سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانّ اللطيف الخبير نبأني انّهما لن يفترقا حتى يلقاني و سألت ربّي ذلك فأعطانيه ألا و انّي قد تركتهما فيكم، كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و لا تسبقوهم فتفرقوا و لا تقصروا عنهم فتهلكوا و لا تعلموهم فانهم اعلم منكم أيها الناس لا ألفينّكم بعدي ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فتلقوني في كتيبة كبحر السيل الجرار الا و انّ عليّ بن ابي طالب أخي و وصيي يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله و كان (صلّى اللّه عليه و آله) يقوم مجلسا بعد مجلس بمثل هذا الكلام و نحوه.

ثم انّه عقد لأسامة بن زيد بن حارثة الإمرة و أمره و ندبه أن يخرج بجمهور الامة الى حيث أصيب أبوه من بلاد الروم و اجتمع رأيه (صلّى اللّه عليه و آله) على اخراج جماعة من مقدمي المهاجرين‏ و الانصار في معسكره حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الرئاسة و يطمع في التقدم على الناس بالامارة و يستتب الامر لمن استخلفه من بعده و لا ينازعه في حقه منازع فعقد له الامرة على ما ذكرناه.

 

و جدّ (صلّى اللّه عليه و آله) في اخراجهم و أمر أسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره الى الجرف و حثّ الناس على الخروج إليه و المسير معه و حذّرهم من التلوّم و الابطاء عنه فبينما هو في ذلك اذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها، فلما أحس بالمرض الذي عراه أخذ بيد عليّ (عليه السّلام)و اتبعه جماعة من الناس و توجّه الى البقيع، فقال لمن اتبعه: انّي قد أمرت بالاستغفار لأهل البقيع فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم و قال: السلام عليكم يا أهل القبور ليهنئكم ما أصبحتم فيه، مما فيه الناس، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها ثم استغفر لأهل البقيع طويلا و أقبل على أمير المؤمنين (عليه السّلام)فقال له: انّ جبرئيل (عليه السّلام)كان يعرض عليّ القرآن كل سنة مرّة و قد عرضه عليّ العام مرّتين و لا أراه الّا لحضور أجلي ثم قال: يا عليّ انّي خيّرت بين خزائن الدنيا و الخلود فيها أو الجنة فاخترت لقاء ربي و الجنة فاذا أنا متّ فاغسلني و استر عورتي فانّه لا يراها أحد الّا أكمه، ثم عاد الى منزله فمكث ثلاثة ايام موعوكا، ثم خرج الى المسجد معصوب الرأس معتمدا على أمير المؤمنين (عليه السّلام)بيمنى يديه و على الفضل بن العباس باليد الاخرى حتى صعد المنبر فجلس عليه، ثم قال : معاشر الناس قد حان منّي خفوق من بين أظهركم فمن كان له عندي عدة فليأتني أعطه إياها و من كان له عليّ دين فليخبرني به معاشر الناس ليس بين اللّه، و بين أحد شي‏ء يعطيه به خيرا أو يصرف عنه به شرا الا العمل، أيها الناس لا يدعي مدع و لا يتمنى متمن و الذي بعثني بالحق نبيا لا ينجّي الا عمل مع رحمة و لو عصيت لهويت اللهم هل بلّغت؟ ثم نزل فصلّى بالناس صلاة خفيفة و دخل بيته و كان اذ ذاك في بيت أم سلمة (رضي اللّه عنها) فأقام به يوما أو يومين فجاءت عائشة إليها تسألها أن تنقله الى بيتها لتتولى تعليله و سالت أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و آله) في ذلك فأذن لها فانتقل (صلّى اللّه عليه و آله) الى البيت الذي أسكنه عائشة و استمر المرض فيه أياما و ثقل فجاء بلال عند صلاة الصبح و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) مغمور بالمرض، فنادى: الصلاة يرحمكم اللّه فأوذن رسول اللّه بندائه، فقال: يصلي بالناس بعضهم فانّي مشغول بنفسي، فقالت عائشة مروا ابا بكر! و قالت حفصة: مروا عمرا! فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حين سمع كلامهما و رأى حرص كل واحدة منهما على التنويه بابيها و افتتانهما بذلك و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حيّ: اكففن فانكنّ كصويحبات يوسف.
ثم قام (صلّى اللّه عليه و آله) مبادرا خوفا من تقدم أحد الرجلين و قد كان أمرهما بالخروج مع أسامة و لم يك عنده انهما قد تخلّفا، فلمّا سمع من عائشة و حفصة ما سمع علم انهما متأخران عن أمره! فبدر لكفّ الفتنة و ازالة الشبهة فقام (صلّى اللّه عليه و آله) وانّه لا يستقل على الارض من الضعف، فأخذ بيده عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)و الفضل بن العباس فاعتمد عليهما و رجلاه تخطان الارض من الضعف فلمّا خرج الى المسجد وجد أبا بكر قد سبق الى المحراب فأومأ إليه بيده أن تأخر عنه فتأخر أبو بكر و قام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) مقامه فكبّر و ابتدأ الصلاة التي كان قد ابتدأها أبو بكر و لم يبن على ما مضى من فعاله فلمّا سلّم انصرف الى منزله و استدعى ابا بكر و عمر و جماعة ممن حضر بالمسجد من المسلمين ثم قال: أ لم آمركم أن تنفدوا جيش أسامة؟ فقالوا: بلى يا رسول اللّه، قال: فلم تأخرتم عن أمري؟ قال أبو بكر: انّي كنت خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهدا و قال عمر: يا رسول اللّه انّي لم أخرج لانني لم أحب أن أسأل عنك الركب، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): نفّذوا جيش أسامة، نفّذوا جيش أسامة، يكررها ثلاث مرّات‏ ، ثم أغمي عليه من التعب الذي لحقه‏ و الأسف الذي ملكه فمكث هنيئة مغمى عليه و بكى المسلمون و ارتفع النحيب من أزواجه و ولده و نساء المسلمين و جميع من حضر من المسلمين فأفاق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فنظر إليهم ثم قال: ائتوني بدواة و كتف لأكتب إليكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ثم أغمي عليه.

 

فقام بعض من حضر يلتمس دواة و كتفا فقال له عمر: ارجع! فانّه يهجر!! فرجع و ندم من حضر على ما كان منهم من التضجيع‏  في احضار الدواة و الكتف و تلاوموا بينهم و قالوا: انّا للّه و انّا إليه راجعون، لقد أشفقنا من خلاف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

 

فلمّا أفاق قال بعضهم: ألا نأتيك بدواة و كتف يا رسول اللّه؟ فقال: أبعد الذي قلتم، لا و لكنّي أوصيكم بأهل بيتي خيرا و أعرض بوجهه عن القوم فنهضوا و بقي عنده العباس و الفضل بن العباس و علي بن ابي طالب (عليه السّلام) وأهل بيته خاصة، فقال له العباس: يا رسول اللّه ان يكن هذا الامر فينا مستقرا من بعدك فبشرنا و ان كنت تعلم انا نغلب عليه فاقض بنا، فقال: انتم المستضعفون من بعدي و أصمت فنهض القوم و هم يبكون قد يئسوا من النبي (صلّى اللّه عليه و آله).
فلمّا خرجوا من عنده، قال (صلّى اللّه عليه و آله): ردّوا عليّ أخي و عمّي فانفذوا من دعاهما فحضرا فلمّا استقرّ بهما المجلس قال (صلّى اللّه عليه و آله): يا عمّ رسول اللّه تقبل وصيتي و تنجز عدتي و تقضي ديني؟ فقال العباس: يا رسول اللّه عمّك شيخ كبير ذو عيال كثير و أنت تباري الريح سخاء و كرما و عليك وعد لا ينهض به عمّك.

 

فأقبل على عليّ بن ابي طالب (عليه السّلام)فقال: يا أخي تقبل وصيتي و تنجز عدتي و تقضي عنّي ديني و تقوم بأمر أهلي من بعدي؟.

فقال: نعم يا رسول اللّه، فقال: ادن منّي، فدنا فضمّه إليه ثم نزع خاتمه من يده، فقال: له: خذ هذا فضعه في يدك و دعا بسيفه و درعه و جميع لامته فدفع ذلك إليه و التمس عصابة كان يشدها على بطنه اذا لبس سلاحه و خرج الى الحرب، فجيء بها إليه فدفعها الى أمير المؤمنين عليه السّلام، و قال له: امض على اسم اللّه تعالى الى منزلك.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.