المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28



الدلالات العلمية للنصوص لوفاة النبي (صلى الله عليه واله)  
  
2397   03:11 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 547-548.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2017 2868
التاريخ: 5-7-2017 3100
التاريخ: 7-2-2019 2609
التاريخ: 7-2-2019 3013

          حملت وفاة خاتم الرسل (صلى الله عليه واله) دلالات اجتماعية مهمة لابد من الوقوف عندها والتأمل في مضامينها، فالاحداث الاجتماعية كانت تسير على عكس الاتجاه الذي سار عليه حادث الوفاة، فقد كانت رغبة النبي (صلى الله عليه واله) واضحة في ضرورة استلام علي (عليه السلام) مقاليد الامور الدينية والاجتماعية في المجتمع الاسلامي الجديد، ولكن نظرة ثاقبة لتلك الاحداث التي اعقبت الوفاة تبين لنا الحقائق التالية :

          1 ـ لم تكن وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) حدثاً مفاجئاً، فقد استمر المرض الذي اشتكى منه (صلى الله عليه واله) شكواه الذي توفي فيه اياماً عديدةً، وكانت تلك الايام الاخيرة المتصلة بالوفاة باعثاً على تهيئة الرأي العام بقرب وقوع الحزن الاعظم برحيل نبي الرحمة (صلى الله عليه واله) الى عالم الغيب والملكوت، وكانت تعليماته (صلى الله عليه واله) في إبعاد من كان يطمح بالخلافة الى جيش اُسامة، والاعلان بمن كانت له وصية او عهد او دين عنده (صلى الله عليه واله) واخباره به ليوفيه اياه، وطلبه (صلى الله عليه واله) بالدواة والكتف ليكتبَ لهم كتاباً لن يضلوا بعده ابداً، والطلب من علي (عليه السلام) بمواراته في رمسه عند موته (صلى الله عليه واله)، كلها تدلُّ على ان رسول الله (صلى الله عليه واله) كان قد تنبأ بوفاته تنبؤاً صادقاً، وهذا يعني ان الرأي العام كان يلمس ويحس ويرى وجود خليفة كفوء يخلف النبي (صلى الله عليه واله) خلافة طبيعية بعد وفاته (صلى الله عليه واله).

          2 ـ ان تأخر القوم، وفيهم ابو بكر وعمر عن الالتحاق بجيش اُسامة والتبجح بمختلف الحجج كان عصياناً واضحاً لاوامر رسول الله (صلى الله عليه واله)، وقول عمر بان النبي (صلى الله عليه واله) كان يهجر وقت سؤاله عن الدواة والكتف ليكتب لهم كتاباً، وتقديم حفصة وعائشة لابيهما عمر وابو بكر عندما اراد (صلى الله عليه واله) اخيه وصاحبه واعراضه عنهما، كلُ ذلك يدلُّ على ان الطموح نحو خلافة رسول الله (صلى الله عليه واله) كان طموحاً حقيقياً احجب عيون الاطراف المتصارعة من رؤيتها الواقع.

          3 ـ كان دور علي (عليه السلام) في الايام الاخيرة من حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) متميزاً واخلاقياً الى ابعد الحدود، عبر ايداع اسراره وقبول وصيته وانجاز عدته وقضاء دينه، وفاضت روح النبي (صلى الله عليه واله) وهو في حجر علي (عليه السلام)، فهو (عليه السلام) آخر من رآه وآخر من سمع وصاياه وتعليماته، كما كان رسول الله (صلى الله عليه واله) اول من رأى علياً (عليه السلام) بعد ابويه ام طالب وابو طالب (رض) يوم ولد في الكعبة، وهكذا استمرت العلاقة التأريخية بين رسول الله (صلى الله عليه واله) والامام (عليه السلام) مدة ثلاثة وثلاثين عاماً .

          4 ـ قام الامام (عليه السلام) بتغسيل النبي (صلى الله عليه واله) وتكفينه ودفنه والصلاة عليه، بينما انشغل القوم فيمن يخلفه (صلى الله عليه واله) وهم يعلمون علم اليقين ان علياً (عليه السلام) كان صاحب الامر بعد رسول الله (صلى الله عليه واله).

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.